نظمت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مساء الأربعاء، مهرجانا بمناسبة الذكرى الأولى للعدوان الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة في 10 مايو/أيار 2021، واستمر 11 يوما.
وأقيم المهرجان في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، بمشاركة آلاف ، الذين رفعوا صورا لشهداء قتلتهم إسرائيل خلال هذه المواجهة العسكرية التي أطلقت عليها المقاومة الفلسطينية معركة "سيف القدس".
وردد المشاركون هتافات داعمة للمسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس المحتلة والمقاومة الفلسطينية.
واندلعت شرارة هذه المواجهة جرّاء اعتداءات إسرائيلية على فلسطينيين وممتلكاتهم في حيّ الشيخ جراح وسط القدس والمسجد الأقصى.
عزام: شعبنا نجح في تغيير معادلة الصراع
وقال الشيخ نافذ عزام، عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي ، إن "الأحوال في فلسطين بعد معركة سيف القدس ليست كما قبلها، حيث أن الشعب الفلسطيني بات متوحدا في كل أماكن تواجده."
وأضاف عزام في كلمته خلال المهرجان الذي أقيم تحت عنوان "سيف القدس ما زال مشرعا" : كلنا فخر ونحن نقف على هذه الأرض المباركة، أرض فلسطين وأرض بيت حانون التي كانت طوال الوقت، رأس حربة في وجه الأعداء".
وقال الشيخ عزام إن "الاحتفال في ذكرى سيف القدس، شيء مبهر عندما يقام في مكان أنجب هؤلاء الثوار والأحرار"، مضيفا: "سيف القدس كانت صدىً لتضحياتهم وتعبيرًا عن إرادة الحياة لشعبنا الذي لم يزل قادرًا على الإبداع ومقارعة العدو رغم ما تعرض له." كما قال
وبيّن عضو المكتب السياسي للجهاد أن "الشعب الفلسطيني الذي قدم صورة مشرفة في سيف القدس يواصل اليوم التأكيد على أنه جدير بالمرابطة على هذه الأرض."
وزاد قائلا:" الأحوال في فلسطين بعد سيف القدس ليست كما كانت قبلها، الخليل، جنين، رام الله، القدس، كلها ملتحمة ومتوحدة (..)الشعب الفلسطيني قدم صورة مبدعة في المعركة".
واستطرد يقول: "سيف القدس كانت أكثر من مجرد معركة، كانت تعزيزًا لمبدأ الردع الذي صنعه هؤلاء الأبطال ومن سبقهم من الشهداء، وتأكيدا على أن الأقصى لن يترك وحيدًا حتى لو تواطأ العالم كله، المسجد الأقصى لن يكون وحده".
ولفت عزام إلى أن" الاحتلال بات يدرك أن المقاومة الفلسطينية ونموذجها بغزة، جادة ومصرة على تغيير معادلة الصراع بالكامل".
وشدد الشيخ عزام على أن" معركة سيف القدس أكدت أن القضية الفلسطينية قضية مركزية لكل الأجيال الماضية والمعاصرة والآتية."
وجدد التأكيد على أن "المقاومة هي أشرف الخيارات وهي خيار الفلسطينيين جميعًا"، مبينا أن "الحالة الموجودة في جنين والتي تتلاحم مع غزة، هي المنطق الصحيح الذي يجب أن تمضي فيه حياة الشعب الفلسطيني."
وأوضح الشيخ عزام أن "المسجد الأقصى محمي بوعد الله تعالى، ومحمي بأبنائه المرابطين في باحاته، ومحمي بصدى معركة سيف القدس، وهو رمز الصراع الأقدس، وفي قلب كل مسلم وعربي، ولن يضيع ولن يستطيع أعداؤنا محوه أو طمس ملامحه."
ووجه عضو المكتب السياسي للجهاد رسالة في ذكرى النكبة للفلسطينيين في المنافي والشتات، أكد فيها أن" حق العودة بالنسبة لنا ولهم كالصلاة والصيام وكل أركان الدين، وككل لحظة مشرقة من لحظات هذا التاريخ."
وفي رسالته للأمة العربية قال عزام:" إن فلسطين بحاجة لتضامنكم وجهودكم وإسنادكم أكثر، يجب أن تحرصوا على أن تظل فلسطين عنوانًا لأفعالكم، وأن تتحولوا إلى برامج وسلوك عملي".
كما وجه رسالة للسلطة الفلسطينية بعد ما جرى في الآونة الأخيرة حثها خلالها على أن "تعيد النظر في كل ما سبق من خلال التنسيق مع الاحتلال، وفي موقفها من كل الاتفاقيات مع إسرائيل". كما قال
وشكر عزام "حلفاء المقاومة" و"أصدقاء الشعب الفلسطيني" الذين يمدونه بالسلاح وكل أشكال الدعم.
سرايا القدس تؤكد جاهزية المقاومة لصد "أي عدوان أو حماقة يقدم عليها الاحتلال "
وأكد متحدث باسم سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي على أنه "وبعد عام على معركة سيف القدس أصبحت المقاومة أكثر قوة وعتاداً"، مشددا على " جاهزية رجالها لصد أي عدوان أو حماقة يقدم عليها الاحتلال الإسرائيلي".
وقال المتحدث في كلمة لها "خلال المهرجان "سيبقى سيف القدس الذي يدافع عن الكل الفلسطيني مشرعا، ولن نسمح بفصل الساحات عن بعضها البعض."
وتابع: "نعلن وبعد عام على معركة سيف القدس أن الشهيد القائد حسام أبو هربيد، هو من تابع أولاً بأول عملية الكورنيت حتى استهداف الجيب إيماناً ببدء معركة الدفاع عن القدس"، مضيفا: "من هنا ردت سرايا القدس بصاروخ الكورنيت".
كما أكد ، أن" تاسعة البهاء باستشهاد قادتها لا تزال حاضرةً بفكرة وأصالة رجالها الأفذاذ"، مضيفا: "ما أعددناه وما كشفناه ما هو إلا بعض من بأسنا الذي سيذوقه العدو عما قريب".
وأشار إلى أن "ما تكتم عن العدو عن الخسائر التي لحقت به من ضربات المقاومة، خلال معركة "سيف القدس"، أكبر بكثير مما تم عرضه عبر شاشات التلفزة ووسائل الإعلام"، لافتا إلى أن" سرايا القدس تتعهد بمزيد من الإعداد والتجهيز والمشاغلة على طريق التحرير، وأن جهادهم مستمر حتى دحر الاحتلال ".
وأطلقت الفصائل من غزة خلال معركة "سيف القدس" ما يزيد عن 4 آلاف صاروخ تجاه مدن جنوب ووسط إسرائيل، أسفرت عن مقتل 12 إسرائيليا وإصابة نحو 330 آخرين، وفق مصادر إسرائيلية.
بينما خلّفت المواجهة أكثر من 200 شهيد فلسطيني وآلاف الجرحى، وفاقمت تردي الأوضاع الاقتصادية لسكان القطاع، حيث خلفت خسائر قُدرت بنحو 479 مليون دولار، بحسب إحصاءات رسمية.