- أحمد إبراهيم
من متابعتي في لندن للكثير من وسائل الاعلام فإن الخبر الرئيسي في فلسطين إلى جانب أحداث الأقصى والعمليات الاستشهادية يتمحور في مطالبة جهات إسرائيلية باغتيال يحيى السنوار.
الحديث يشير إلى أن الرغبة في قتل يحيى السنوار أدت إلى وقوع خلافات بين قيادات حركة حماس التي ترى في إيران الآن خير حليف قوي لها ، خاصة وأن إيران صمتت ولم ترد على هذا التهديد ، ورغم ذلك فإن هناك بعض من الأحزاب والفصائل التي سجلت دورا تاريخيا باروا في وجه هذه التهديدات ، مثل حزب الله الذي انتقد هذه التصريحات ، وهو ما يأتي في إطار التعاون بين الحركتين.
اللافت أن بعض من التقارير البريطانية أشارت إلى أن التهديد باغتيال السنوار يمكن أن يؤدي إلى اشتعال حرب ، وهو ما أعلنته بعض من الفصائل الفلسطينية بجانب حزب الله الذي اشار إلى أن هذه التطورات يمكن أن تتسبب في حرب، وذهبت بعض التقارير إلى أن الهدف الرئيسي من هذا التصعيد هو رغبة إيران في التصعيد مع إسرائيل لجني اي مكاسب.
اللافت أن كل هذا يأتي ولا تزال تداعيات التقرير الذي نشرته صحيفة تايمز البريطانية عبر مراسلها للشئون السياسية والإسرائيلية انشيل بيبر تتواصل ، حيث قالت تايمز في عددها الإسبوعي الأخير إن إسرائيل هددت بعض من الدول الأوروبية بإرسال فرق تصفية إلى كبار مسؤولي حماس في جميع أنحاء العالم للتعاطي معهم وتصفيتهم إن لزم الأمر .
صراحة فأن هذا التهديد الذي نشرته تايمز غير معتاد ، غير أن له الكثير من الدلالات أولها أن هناك من يفكر في إسرائيل بالفعل في اتخاذ تحركات جديدة وحاسمة إزاء قيادات حماس في العالم ، وهي التحركات التي باتت تهدد عناصر الحركة مباشرة.
اللافت هنا أن قوة الحركة سياسيا في فلسطين تتعاظم مع نقل هذا التهديد ، وعلى سبيل المثال يتحدث العالم الآن عن الفوز الذي حققته حركة حماس والكتلة الإسلامية في جامعة بير زيت ، وهي الجامعة التي تمثل مركزا للحركة الوطنية في فلسطين.
اكتساح حركة حماس لهذه الانتخابات يذكرني بجملة ابو الوليد خالد مشعل الخالدة التي قال فيها عقب فوز حركة حماس بانتخابات المجلس التشريعي ، لا تعاقبوا أبناء شعبنا الفلسطيني على انتخاب حركة حماس ، وهي جملة أختصر فيها مشعل الواقع العربي المرتاب والمتخوف دائما من التعاطي مع حركة حماس.
ولا يخفى على أحد أن كثير من الدوائر السياسية بل والأمنية ليس فقط في الدول العربية ولكن أيضا في الدول الغربية تتوجس من حركة حماس وأنشطتها وتحركاتها السياسية والأمنية. والرئيس المصري السابق مثلا وجهت إليه تهما بالتعامل والتخابر مع الحركة ، وهو ما يفرض علينا الحديث صراحة عن هذه القضية ، تفوق حماس ، على محورين: الأول وهو الشعبية الجديرة بالاحترام التي تحظ بها الحركة ليس فقط في غزة ولكن بالضفة الغربية وعموم فلسطين.
الثانية هو مساعدة حماس في تحسين علاقتها مع العالم ، خاصة مع وصول التهديدات إلى هذه المرحلة والنقطة.
وأيا كانت النتيجة يجب الاعتراف بأن حماس جزء رئيسي لا يتكون من منظومة العمل السياسي الفلسطيني ، وهي لا تحتاج مني أو من غيري الاعتراف أو كتابة ذلك ، إلا أن الواقع الذي نعيشه يتطلب أيضا من الحركة المزيد من المرونة والعمل السياسي على الصعيد الدبلوماسي من أجل احتضانها سياسيا ودعمها.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت