حكومة بينيت تفتقد للاغلبيه

بقلم: علي ابوحبله

علي ابوحبله.webp
  • المحامي علي ابوحبله

معسكر الائتلاف الحاكم في إسرائيل يفتقد للاغلبيه وبات   يستند الى 59 عضوا في الكنيست المؤلف من 120 مقعدا، وذلك بعد انشقاق  النائبة العربية غيداء الزعبي من حزب ميرتس ، عن الائتلاف وسحب ترشيحها لأي تعيين مستقبلي، وذلك عبر رسالة الى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، والذي فوجئ بالخطوة ولم يعلم بأمرها في بادئ الأمر من وسائل الإعلام ، تاركة اياه في مهب ريح معسكر المعارضة بزعامة بنيامين نتنياهو.

وعللت  النائبة المنشقة في الرسالة الأسباب التي دفعتها إلى الانسحاب من الائتلاف، قائلة انه "في الأشهر الأخيرة وبسبب اعتبارات سياسية ضيقة، فضل قادة التحالف الحفاظ على جانبه اليميني وتعزيزه". وأضافت ان قادة الحكومة آثروا "مرارا وتكرارا اتخاذ مواقف متشددة ويمينية بشأن القضايا الأساسية ذات الأهمية للمجتمع العربي بأسره: الأقصى وقبة الصخرة، الشيخ جراح، الاستيطان والاحتلال، هدم المنازل ومصادرة الأراضي في النقب وطبعا قانون المواطنة". وأضافت أنه "لاقيت الاستخفاف التام من قبل الائتلاف الحكومي تجاه الاحتياجات الحقيقية للبلدات العربية خاصة في مجالات تطوير السلطات المحلية، وقضايا الإسكان، والتوظيف والتعليم".

وشددت ريناوي زعبي أنه "كان الشهر الماضي، شهر رمضان المبارك، لا يطاق. وكانت المشاهد التي أتت من مسجد الأقصى لرجال شرطة يتعاملون بعنف غير مبرر تجاه الحشود من المصلين، وتشييع جنازة الصحافية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة ، مشاهد غير محتملة. حتى وصلت إلى نتيجة حتمية واحدة. لم يعد بإمكاني دعم وجود تحالف يضيق بهذه الطريقة المشينة تجاه المجتمع العربي الذي أتيت منه".

وخلصت رسالة غيداء زعبي في رسالتها إلى بينيت ولبيد إلى أنه "في ضوء ما أشرت إليه أعلاه، أعلن سحب ترشيحي لأي تعيين مستقبلي، وإنهاء عضويتي في الائتلاف".

استقالة غيداء زعبي وضعت حكومة بينت لابيد في مهب الريح وربما التعجيل بإجراء انتخابيه للكنيست مبكره ، وعلى خلفية احتمال سقوط الحكومة الحالية، فإن لخطوة ريناوي زعبي أهمية على هوية رئيس الحكومة الانتقالية في حال حل الكنيست والتوجه لانتخابات مبكرة.

وبحسب الاتفاق الائتلافي، فإنه في حال أيد حزب أو أعضاء كنيست من "كتلة لبيد" – أي أحزاب "ييش عتيد"، "كاحول لافان"، "يسرائيل بيتينو"، العمل، ميرتس، القائمة الموحدة – حل الكنيست، فإنه في هذه الحالة سيبقى بينيت في منصبه. ويتسبب هذا الاحتمال بشكوك متبادلة وتوتر بين بينيت ولبيد، وبحيث أن لكل منهما مصلحة في أن يسقط الآخر الحكومة.

التطور المفاجئ لاستقالة غيداء زعبي يصب في مسعى ، حزب الليكود إلى تقديم مشروع قانون حل الكنيست للتصويت عليه يوم الأربعاء المقبل.

وعلى خلفية انشقاق ريناوي زعبي عن الائتلاف، دعا بينيت أعضاء الكنيست من حزب "يمينا" إلى اجتماع عاجل في تل أبيب مساء الجمعه ، وصرح قائلا "  إنّ مستقبل دولته في خطر، وذلك في تعليقه على انسحاب أحد شركاء حكومته من البرلمان (الكنيست )

وتبذل الحكومة الحالية جهودا مع النائبة من حزب "ميرتس" اليساري، الشريك بالحكومة، غيداء ريناوي زعبي، لإقناعها بالعدول عن انسحابها من الكنيست ، وقال بينيت، في تصريح نشر على حسابه في تويتر: "تحملي مسؤولية تشكيل حكومة إنقاذ كان خيار صعب، لكن مستقبل البلاد في خطر وعلينا أن نكافح للحفاظ على وحدة شعبنا، فليس لدينا دولة أخرى".

وادعى بينيت أنّ الحكومة الحالية "نجحت في عدة مجالات، من بينها مواجهة فيروس كورونا، والبطالة، والعنف، وشلل الحكومة". وقال إن حكومته "عززت الاقتصاد خلال العام الماضي إلى نمو بنسبة 8%، وانخفضت عدد جرائم القتل في المجتمع العربي بنسبة 30 في %". وتابع قائلاً: "جلبنا لسكان غلاف غزة وسديروت أطول فترة هدوء منذ سنوات، وقمنا بتمرير الميزانية العامة لدولة إسرائيل".

ويذكر أن حكومة بينت تتشكل من خليط غير متجانس، فهناك أحزاب يمينية، وهي: "يمينا" و"إسرائيل بيتنا" و"أمل جديد"؛ ووسطية هي "أزرق أبيض" و"هناك مستقبل" و"العمل"؛ وحزب يساري هو "ميرتس"؛ والقائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس.

وحتى ما قبل شهر، كان لدى الحكومة 61 مقعدا بالكنيست المؤلف من 120 مقعدا، ولكن بسحب عضو الكنيست من حزب "يمينا" عيديت سيلمان، في أبريل/ نيسان الماضي، دعمها للحكومة أصبحت الحكومة والمعارضة تتقاسمان الكنيست ، وازداد المشهد تعقيدا، مع إعلان ريناوي زعبي، الخميس، سحب دعمها للحكومة، حيث أصبح لديها 59 عضو كنيست فقط.

وبحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" أنه بعد أن أعلنت عضو الكنيست الاسرائيلي غيداء ريناوي زعبي من حزب "ميرتس" استقالتها من الائتلاف الحكومي الهش أصلًا، يخطط "الليكود" لطرح مشروع قانون لحل الكنيست في وقت مبكر الأربعاء المقبل.  بانتظار تطورات استقالة غيداء الزعبي حيث يتقرر مصير حكومة بينت

 

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت