كشف وزير الخارجية الفلسطيني د.رياض المالكي أن فلسطين رفعت قبل يومين، ملفا خاصا بمقتل الصحفية شيرين أبو عاقلة (51 عاما)، مراسلة قناة "الجزيرة" القطرية، إلى المحكمة الجنائية الدولية (مقرها في لاهاي بهولندا).
وقال المالكي في حديث لوكالة "الأناضول" : "نتواصل مع الجنائية الدولية منذ أن انضممنا لميثاق روما (المؤسس للمحكمة)، ولدينا نشاط وفعالية كبيرة".
وأضاف: "نرفع تقارير دورية بشكل شهري (إلى المحكمة) حول الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل ونظام الفصل العنصري الذي تمارسه، ويتم رفعها للمدعي العام لضمها لبقية التقارير التي تؤسس للحالة في فلسطين".
وتابع: "ما حدث في مقتل أبو عاقلة جريمة، تم توثيقها من قبلنا ورفُع ضمن آخر تقرير قبل يومين إلى مكتب المدعي العام".
ودعا الوزير المحكمة إلى أن تضيف جريمة مقتل أبو عاقلة إلى مجموع الجرائم التي يتم توثيقها من قبل المحكمة، من أجل التحقيق الرسمي الذي تنتظره فلسطين لمحاسبة إسرائيل.
وفي 11 مايو/أيار الجاري، قُتلت أبو عاقلة جراء إصابتها برصاص الجيش الإسرائيلي خلال عملية عسكرية في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
واتهمت كل من شبكة "الجزيرة" والسلطة الفلسطينية الجيش الإسرائيلي بتعمد قتل أبو عاقلة بينما كانت ترتدي سترة الصحافة، فيما أعلنت إسرائيل عن فتح تحقيق وقالت إنها "لا تستبعد أي فرضيات".
وقالت مراسلة قناة "الجزيرة" جيفارا البديري إن ملف الجريمة "بما يتضمنه من نتائج التحقيقات الفلسطينية" أحيل برسالة رسمية إلى مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان قبل يومين.
وأشارت إلى أن تأخير التصريح الرسمي بشأن إحالة الملف ربما جاء لتجنب أي ضغوط دولية قد تعرقل هذه الخطوة.
في غضون ذلك، منعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي وفدا خاصا من البرلمان الأوروبي من الوصول إلى الأراضي الفلسطينية كان من المقرر أن يبحث قضايا عدة، من بينها اغتيال شيرين أبو عاقلة.
واضطر الوفد الأوروبي الخاص إلى إلغاء زيارته للأراضي الفلسطينية بعد منع رئيسه مانو بينيدا من دخول القدس، ومنع الوفد بأكمله من دخول قطاع غزة.
وأعربت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا ،التي بدأت أمس الأحد زيارة لإسرائيل، عن أسفها لرفض السلطات الإسرائيلية السماح بدخول رئيس الوفد الخاص مانو بينيدا، وأكدت أنها ستثير المسألة مع السلطات المعنية خلال زيارتها لإسرائيل.
وأكدت ميتسولا في تغريدة على تويتر-، أن احترام البرلمان الأوروبي وأعضائه "أمر أساسي لعلاقات جيدة".
وقالت النائبة غريس أوسوليفان عضوة الوفد الأوروبي الذي كان متوجها إلى الأراضي الفلسطينية إنها تتوقع أن تمارس الدول الأوروبية ضغوطا على إسرائيل للسماح لهم بدخول القدس.
وأوضحت أوسوليفان في لقاء مع "الجزيرة"، أنه كان من المفترض أن يدخل الوفد القدس أمس الأحد، وتابعت "كان هدفنا أن نلتقي المجتمع المدني ومسؤولين من الاتحاد الأوروبي داخل فلسطين، ولقاء مسؤولين فلسطينيين أيضا، لذلك كان لدينا أسبوع كامل من الأنشطة".
وأضافت النائبة الأوروبية "لكننا علمنا الأسبوع الماضي أنه تم منعنا ولم نعط إذنا بدخول غزة، الأمر كان مخيبا للآمال، ولم يسمح لنا بالذهاب والتحدث مع الناس في رام الله وبيت لحم ومناطق أخرى".
بدورها، نددت المقررة الخاصة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيزي بالعراقيل الإسرائيلية التي تعيق دخولها الأراضي الفلسطينية، وطالبت بفتح تحقيق في مقتل شيرين أبو عاقلة.
وقالت ألبانيزي في تصريحات للجزيرة، إن مقتل شيرين أبو عاقلة يرقى إلى "جريمة حرب"، مؤكدة أن هناك ضغوطا متزايدة على المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية للتحقيق في الجريمة.
وأشارت المقررة الأممية إلى أن إسرائيل لديها سجل طويل في الامتناع عن إجراء التحقيقات المستقلة.
وفي ما يتعلق بمنع دخول الوفد الأوروبي للقدس، قالت ألبانيزي إنه يتعين اتخاذ إجراءات ضد إسرائيل إذا واصلت منع دخول الوفد.
وكانت ألبانيزي صرحت في مقابلة مع موقع إيطالي، بأن امتناع إسرائيل عن فتح تحقيق في مقتل شيرين أبو عاقلة ليس مفاجئا.
ورأت أن من يتحمل مسؤولية ذلك هو المجتمع الدولي الذي سمح لإسرائيل على مدار العقود الماضية بالإفلات من العقاب على الجرائم التي ترتكبها ضد الفلسطينيين.
ودعت المقررة الأممية إلى تفكيك ما سمته "نظام الفصل العنصري" الذي فرضته إسرائيل على الفلسطينيين، مشددة على ضرورة توفر إرادة سياسية حقيقية في تطبيق القانون الدولي "مثل تلك التي نراها حاليا في أوكرانيا"، وفق تعبيرها.
من جهة أخرى، قالت وزارة الخارجية الأميركية إنها مستعدة لتقديم المساعدة للفلسطينيين والإسرائيليين في إجراء تحقيق باغتيال مراسلة الجزيرة شيرين أبو عاقلة.
وجدد المتحدث الإقليمي باسم الخارجية الأميركية صامويل وربيرغ الدعوة إلى إجراء تحقيق شامل وشفاف في اغتيال شيرين أبو عاقلة.
لكنه ذكر أن واشنطن لم تتلق حتى الآن طلبا من أي من الطرفين الفلسطيني أو الإسرائيلي لتقديم مساعدة في التحقيقات.
وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن صرح في مقابلة صحفية بأنه من الضروري إجراء تحقيق شامل وموثوق فيه بشأن اغتيال مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة.
وفي رده على سؤال بشأن العواقب المحتملة إذا ثبتت مسؤولية الجيش الإسرائيلي عن مقتل شيرين أبو عاقلة، قال بلينكن -في مقابلة صحفية مع "فايس نيوز" ، إنه لن يخوض في الافتراضات، وشدد على ضرورة محاسبة المسؤول عن قتل الزميلة شيرين أبو عاقلة.