أمر قائد الشرطة الإسرائيلية يعقوب شبتاي، يوم الأربعاء، بنشر الآلاف من عناصره في مناطق القدس الشرقية والمدن المختلطة، قبل أيام من انطلاق مسيرة استفزازية ينظمها مستوطنون متطرفون، فيما أفادت مصادر في المقاومة الفلسطينية لقناة الميادين" بأنّ "المقاومة أجرت مباحثات عدة خلال الأيام الأخيرة مع الوسطاء بخصوص الاستفزازات التي يقوم بها الاحتلال في مدينة القدس".
وأكّدت المصادر أنّ "المقاومة أبلغت الوسطاء بأنّها لن تسكت على استفزازات الاحتلال ومحاولاته فرض وقائع جديدة في القدس وخاصة التقسيم الزماني والمكاني"، وأنها "لن تسمح بعربدة المستوطنين في القدس وشوارعها".
وشددت المقاومة على أنّ "الرد على مثل هذه الاستفزازات سيكون من كل الساحات بما فيها غزة"، مشيرةً إلى أنّ "كل الخيارات مطروحة على طاولة المقاومة لمواجهة استفزازات الاحتلال بما في ذلك الخيار العسكري".
وبحسب مصادر "الميادين"، فإنّ "المقاومة شددت للوسطاء على أنّ ما يجري استفزازٌ لمشاعر المسلمين، وهو أمرٌ يقود إلى حرب دينية"، كما شددت على أنّ "على الاحتلال العودة إلى الوضع القائم قبل عام 2000 في المسجد الاقصى".
وذكرت المصادر أنّ "الاحتلال أرسل رسالةً بأنه لا يقوم باستفزازات، وأنّ المسيرة ستجري بذات الطريقة التي كانت تجرى عليها به في السنوات الماضية".
وأضافت أنّ "الاحتلال نقل إلى المقاومة أن شرطته لن تسمح بأن تكون الأعداد في مسيرة الأعلام أكبر من السنوات الماضية"، وقالن إنّها "ستمنع أي استفزاز للفلسطينيين أثناء مرورها"، وإنّه "لن يكون تغيير على الوضع القائم داخل المسجد الأقصى".
وتابعت المصادر أنّ "الاحتلال أكّد أنّ المسيرة ستمر خارج المسجد عبر باب العامود"، مطالباً عبر الوسطاء بعدم إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، لأنّ "ذلك سيجلب رداً كبيراً على القطاع".
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية إن قائد الشرطة الإسرائيلية يعقوب شبتاي"أمر برفع حالة التأهب في القدس والمدن المختلطة (يقطنها فلسطينيون "عرب 48" ويهود) إلى مستوى واحد قبل أعلى مستوى من التهديد، خوفا من اندلاع "أعمال عنف" خلال "مسيرة الأعلام" في 29 مايو/ أيار الجاري.
نشرت الشرطة الإسرائيلية، مساء الاربعاء، مخطط لمسار "مسيرة الأعلام" الاستفزازية في القدس .
ومن المقرر أن تمر المسيرة التي تنطلق من القدس الغربية بمشاركة آلاف المستوطنين، عبر منطقة باب العامود بالقدس الشرقية المحتلة.
وألغى شبتاي الإجازات الخاصة بجميع عناصر الشرطة العاملين في القدس والمدن المختلطة، بحسب المصدر ذاته.
وقرر نشر أكثر من 3 آلاف شرطي في القدس، ومئات آخرين في المدن المختلطة، لاسيما في اللد (وسط) وعكا (شمال).
في سياق متصل، نشر الجيش الإسرائيلي منظومة "القبة الحديدية" قرب الحدود مع قطاع غزة، تحسبا لإطلاق صواريخ من القطاع ردا على "مسيرة الأعلام"، بحسب القناة (13) العبرية.
وتحدثت قناة (كان) العبرية الرسمية عن خشية من إطلاق الصواريخ من غزة خلال" مسيرة الأعلام"، مشيرة إلى أن الجيش يعزز نشر منظومات الدفاع الجوي.
و حذرت حركة "حماس" من تداعيات السماح لـ "مسيرة الأعلام" "، بالمرور بالمسجد الأقصى، ومدينة القدس.
وقال القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان في حديث إذاعي "الاحتلال إذا تجاوز الخطوط الحمراء ستكون حرباً اقليمية، فالمعركة لأجل القدس التي هي للأمة العربية والإسلامية."
وقال " ندعو جماهير شعبنا إلى شد الرحال للمسجد الأقصى وأداء صلاة فجر يوم التاسع والعشرين من هذا الشهر تحت عنوان لن ترفع الأعلام الصهيونية".
وأضاف " نتابع سلوك الاحتلال في الميدان، وأي تجاوز للخطوط الحمراء فالمقاومة ستتخذ ما يلزم للدفاع عن مقدساتنا."
وقال رضوان " ندعو أمتنا أن يكون يوم الأحد القادم للنفير العام والدفاع عن القدس والأقصى، والوقوف في وجه مخططات التهويد والتقسيم التي يمارسها الاحتلال."
وشدد قائلا :" هناك رسالة نقلت للوسطاء أن دخول مسيرات الأعلام للأقصى سيمثل تجاوزاً للخطوط الحمراء، ومعه لن تقف المقاومة مكتوفة الأيدي وكل إمكانياتها مسخرة للدفاع عن القدس."
وقال رضوان "رغم تهديدات الاحتلال إلا أنه يعي ما حدث في سيف القدس وأن المقاومة إذا وعدت أوفت"، مشيرا إلى أن "غرفة العمليات المشتركة وكل قوى المقاومة في حالة انعقاد دائم تتابع تطورات الأحداث."
واعتبر رضوان بأن " الاحتلال يحاول أن يستعيد هيبته المكسورة والمهزومة، لكنه سيفشل أمام ثبات شعبنا ومقاومته."
وقال " ندعو شعبنا لتصعيد الإشتباك مع الاحتلال في كل أماكن تواجده، ونوجه التحية لأهل الضفة والقدس وال ٤٨ على صمودهم ومقاومتهم لهذا الاحتلال."
وأفاد مسؤول فصائلي لصحيفة "الأيام" الفلسطينية، بأن الوسيطين المصري والقطري نقلا إلى الفصائل، مؤخراً، تطمينات من الحكومة الإسرائيلية بعدم تجاوز مسيرة الأعلام التي يعتزم المتطرفون اليهود تنظيمها، الأحد المقبل، في مدينة القدس المسار التي اعتادت سلوكه خلال العشرين عاماً الماضية.
وقال المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن الوسطاء ابلغوا الفصائل، أيضاً، على لسان حكومة الاحتلال عدم رغبة الأخيرة بتدهور الأوضاع الأمنية، وإنها تعمل من اجل ذلك من خلال ضبط المسيرة وعدم السماح للمنظمين بالمرور عبر باب العامود والحي الإسلامي والدخول لباحات المسجد الأقصى وأداء الصلوات التلمودية وفق ما يعلنه منظمو المسيرة، يومياً، "وهي تعمل بعكس ما يريده المتطرفون اليهود ومنظمو المسيرة".
من جانبها، حذرت حركة "قادة من أجل أمن الإسرائيل" ، في رسالة بعثت بها إلى رئيس الوزراء نفتالي بينيت ووزير الأمن الداخلي عومر بارليف من تداعيات مرور المستوطنين في "نقاط الاحتكاك" بالقدس.
وقالت الحركة التي تضم قادة سابقين في الجيش والأمن العام (شاباك) والشرطة والموساد: "في هذه الأيام، وبعد بضعة أشهر من التوتر، ليس من المنطقي خلق المزيد من المواجهات الحادة غير الضرورية"، بحسب "يديعوت".
ودعت الحركة، إلى "إعادة النظر في قرار تنظيم المسيرة عبر المسار الذي سيعبر نقاط الاحتكاك عند باب العامود والحي الإسلامي، وإقامتها على طريق يمنع الإضرار بالأمن في المدينة".
وفي 18 مايو الجاري، قبل الوزير بارليف توصية الشرطة بإقامة "مسيرة الأعلام"، عبر المسار المقرر من القدس الغربية عبر باب العامود ومنها إلى شارع هاجي (طريق الواد) داخل أسوار البلدة القديمة بالقدس إلى حائط البراق.
ووقتها، قال وزير التعاون الإقليمي (الوزير العربي الوحيد بالحكومة الإسرائيلية) عيساوي فريج إن "قرار الموافقة على اجتياز المسيرة الاستفزازية الحي الإسلامي وباب العامود خطأ فادح ومثير للقلق"، بحسب قناة "كان" الرسمية.
وعام 2021، نظم الآلاف من "المتطرفين" المسيرة التي يحملون خلالها الأعلام الإسرائيلية، واقتحموا منطقة باب العامود، أحد أبواب البلدة القديمة بالقدس، مرددين هتاف "الموت للعرب"، قبل أن يتوجهوا نحو "حائط البراق".
وسنويا، ينظم ناشطون يهود ومستوطنون "مسيرة الأعلام" بالقدس في 29 مايو لإحياء يوم "توحيد القدس"، وهو ذكرى ضمّ إسرائيل الجزء الشرقي من المدينة، بعد احتلاله في حرب يونيو/ حزيران 1967.