رفع عشرات المستوطنين علم إسرائيل في ساحات المسجد الأقصى المبارك وأدوا شعائر وطقوس تلمودية جماعية في ساحاته بحراسة شرطة الاحتلال الإسرائيلي التي قمعت المصلين الفلسطينيين بساحات المسجد وحاصرت المصلى القبلي.
ولأول مرة يتم رفع علم إسرائيل خلال اقتحامات المستوطنين لساحات المسجد الأقصى ، كما أن شرطة الاحتلال تسمح لأول مرة للمستوطنين بتأدية شعائر وطقوس تلمودية جماعية والانبطاح في ساحات الحرم وما يسمى بـ"السجود الملحمي"، وذلك على الرغم من قرار صادر عن المحكمة المركزية في القدس المحتلة الذي حظر هذه الطقوس التلمودية بالأقصى.
وشارك أكثر من ألف مستوطن، صباح اليوم ، في الفترة الأولى باقتحام المسجد الأقصى المبارك، وسط حماية مشددة من شرطة الاحتلال التي سبقت ذلك باقتحام المسجد لتأمين وفود المستوطنين.
ومن المقرر استئناف الاقتحامات بعد صلاة الظهر، حيث توقفت عند الساعة 11 صباحًا بانسحاب قوات الاحتلال وإغلاق باب المغاربة.
ومع بدء الاقتحامات، ردد المرابطون والمرابطات التكبيرات، وشعارات منها "بالروح، بالدم، نفديك يا أقصى"، ورفعوا العلم الفلسطيني في ساحات الأقصى.
وشارك في عمليات الاقتحام أعضاء كنيست حاليين وسابقين، بينهم المتطرف إيتمار بن غفير، ويهودا غليك، وشولي معلم.
وذكر موقع صحيفة "معاريف" العبرية بأن مجموعات المستوطنين يستعدون لتسجيل رقم قياسي في عملية اقتحام الأقصى والمشاركة بمسيرة الأعلام.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس بأن 1044 مستوطن اقتحموا المسجد الأقصى منذ صباح اليوم، فيما أفادت قناة كان العبرية بأن حوالي 1800 مستوطن اقتمحوا باحات المسجد الأقصى منذ صباح اليوم.
وذكرت مصادر مقدسية بأن شرطة الاحتلال الإسرائيلي التي أغلقت المصلى القبلي، وحاصرت المصلين والمعتكفين داخله، اعتقلت 10 شبان من باب السلسلة، كما اعتدت على المسن موسى حجازي، وأخرجته من المسجد.
وأصيبت سيدة برضوض وكسور جراء اعتداء قوات الاحتلال عليها في باحات المسجد، فيما منعت شرطة الاحتلال طلاب مدارس الأقصى من الوصول لمدارسهم، واعتلت أسطح المصليات.
وأفادت نقلا عن مصادر محلية، بأن المستوطنين اقتحموا ساحات المسجد الأقصى، على شكل مجموعات، ضمت كل مجموعة 40 مستوطنا، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا للمرة الأولى ما يسمونه "السجود الملحمي" في باحات المسجد، وتلقوا شروحات عن "الهيكل" المزعوم، خاصة في المنطقة الشرقية، وقبالة مصلى باب الرحمة، وقبة الصخرة، وأمام باب القطانين، أحد أبواب الأقصى، وواجه المعتكفون والمعتكفات هذه الاقتحامات بالتكبيرات والهتافات.
وكانت قوات الاحتلال، قد انتشرت منذ ساعات الفجر الأولى، عند باب العامود وشددت من إجراءاتها، ونصبت حواجزها العسكرية داخل أسوق البلدة القديمة، وعلى الطرقات المؤدية للمسجد الأقصى.
واعتدت قوات الاحتـلال على الشبان أمام باب القطانين في محيط المسجد الأقصى، وفرضت إجراءات مشددة على دخول المصلين للأقصى، ومنعت الشبان والفتية من الدخول لساحاته لتأدية صلاة الفجر، حيث سمحت فقط للمسنين ولمن تزيد أعمارهم عن 40 عاما بالدخول والصلاة في رحابه
ودعا خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ عكرمة صبري للحشد والنفير إلى المسجد لحمايته والتصدي لاقتحامات المستوطنين.
وشدد الشيخ عكرمة على ضرورة أن يجتهد كل فلسطيني للوصول إلى الأقصى بكل السبل.
وقال خطيب الأقصى:" لا بد من الحشد والنفير للتصدي لاقتحامات المستوطنين المستمرة وبكثافة".
وأوضح أن المستوطنين لا يجرؤون على اقتحام المسجد الأقصى دون حراسة مشددة.
واحتشد المئات من الفلسطينيين منذ ساعات الفجر الأولى داخل المسجد الأقصى، وأدوا صلاة الفجر بداخله رغم التضييقات الإسرائيلية وحرمان العديد منهم الدخول إليه ما اضطرهم لأداء الصلاة عند أبوابه.
وكانت ما يسمى "جماعات الهيكل" دعت المستوطنين للاحتشاد لتنفيذ هذه الاقتحامات في المسجد الأقصى بذكرى ما يسمى "توحيد القدس" (احتلال المدينة عام 1967).
أفادت تقارير عبرية، فجر الأحد بأن الجيش الإسرائيلي بدأ بنشر أعداد كبيرة من جنوده في منطقة باب العامود في القدس على خلفية حالة التوتر المتوقعة بسبب "مسيرة الأعلام" اليهودية.