جهود مصرية وقطرية وراء التهدئة

بقلم: أحمد إبراهيم

مدفعية اسرائيلية.jpg
  • أحمد إبراهيم

على مدار الاسبوعين الماضيين وجهت حركة حماس تهديدات بالتصعيد السياسي والأمني إن قامت القوى اليمينية باقتحام المسجد الأقصى ، وفي هذا الصدد كان لافتا أن غالبية متحدثي الحركة سواء بفلسطين أو خارجها هددوا بمعاقبة إسرائيل حال القيام بأي تصعيد.
اللافت أن الأمس شهد الكثير من التطورات واقتحامات اليمين الإسرائيلي للمسجد الاقصى ، بل وقام بعض من أعضاء الكنيست بالهجوم على الأقصى واقتحامه ، وهو ما قوبل بهدوء من حركة حماس. ولاحظت مع متابعتي اليومية لمنصات التواصل الاجتماعي أن الكثير من الفلسطينيين يطالبون حركة حماس بمواجهة الشعب الفلسطيني وتوضيح سبب عدم ردها على مسيرة الأعلام الإسرائيلية في القدس.
وكان واضحا أن التصريح اللافت الذي خرج من حماس بشأن هذه المسيرات هو ما قاله الناطق بلسان الحركة والذي قال إن سكان شرقي القدس تمكنوا من الوقوف في وجه الاحتلال.
وفي هذا الصدد أبلغني مصدر فلسطيني مسؤول في لندن أن هناك على ما يبدو أتفاقا مصريا قطريا لحماس يدعوها للتهدءئة وعدم الرد ، وفي المقابل كان واضحا ايضا أن إسرائيل حصرت المسيرات في ساحات القدس محاولة ضبط النفس بأقصى قدر ، وهو ما جعل الاشتباكات تتميز بالفردية دون تصعيد لافت يذكر.
ومن هنا اعتقد أن عدم رد حماس هو جزء من لعبة سياسية لافتة ، صحيح أن الكثير من الفلسطينيين توسموا في الحركة أن ترد وبقوة على استفزازات إسرائيل ومسيراتها السياسية الاستفزازية ، غير أن الواقع حمل عكس ذلك تماما.
واعتقد أن ما قامت به حركة حماس من عدم التصعيد والرد هوأمر يعبر عن مسؤولية وطنية بارزة ، وحماس حركة كبيرة واعتقد ان صوت العقل والتهدئة وعدم التصعيد كان غالبا بعد اسابيع من التهديد والوعيد ، وهو التهديد الذي يدفع ثمنه بالنهاية ابناء القطاع ممن يعيشون في أسوأ أزمات اقتصادية ويرغبون في العمل بإسرائيل وفتح افق التعاون والسلام بدلا من التصعيد الغير مبرر ، وهو أمر بالطبع أدركته حماس التي قلت وساقول أن قادتها هم أخوة قبل أن يكونوا فرقاء سياسيين ، وعناصرها هم آباء قبل أن يكونوا قيادات ، وهم يعلمون قدر المعاناه التي يعانيها ابناء شعبنا في غزة وعموم أراضي الضفة.
شكرا لحماس وشكرا لتراجعها وهدوئها بالأمس

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت