عقدت رابطة الكتاب الأردنيين يوم الأحد 29.05.2022 ندوتها الدورية المخصصة لمناقشة الأعمال الأدبية لأسرى يكتبون خلف القضبان، وجاءت الندوة الثالثة والعشرون لتناقش ديوان "أنا سيّد المعنى" للشاعر الأسير ناصر الشاويش.
أدار اللقاء الشاعر والإعلامي كامل النصيرات من مقر رابطة الكتاب الأردنيين في عمّان، وبحضور عدد من أعضاء الرابطة، وشارك فيها نخبة من الكتاب متحدثين عن الديوان عبر تطبيق زوم، وهم: الروائي مصطفى عبد الفتاح، والكاتب عماد محاسنة، والشاعرة سوسن حمزة داوودي والمحامي حسن عبادي، وختمت بكلمة لشقيقة الأسير خلود الشاويش.
بدأ مدير الندوة كلامه ثم قدم شرحا موجزا حول الديوان، معتبرًا أن الديوان انتصار للأسير على سجانه، كما قدم النصيرات سيرة حياة الأسير، وإنجازاته الشعرية الأخرى: "طقوس تمّوزيّة"، "للقيد ذاكرة وخنجر"، و"ذاكرة البنفسج".
ثم تناول الروائي مصطفى عبد الفتاح الديوان بمداخلة عنونها: "عودة سيد المعنى الى "قنير" وجاء فيها: "ناصر الشاويش، هذا الشاعر المرهف، مسكون بقضيته ويعيش احداث وتفاصيل نكبته، وهو ملتصق بهويته، مجبول بالنّضال من أجل عدالتها، تلاحقه كظله، تكاشفه بعد كل فعل، تطرح عليه أكثر الأسئلة الحاحًا، تعاتبه على كل هفوة، يقف بوجه الرّيح، ويقاوم بصدره العاري، ينظر اليها من خلال ذرات تراب الوطن، وبقايا تراثٍ دمّرته أيدي الغدر، فحفظه برمش العين، واحيانًا ينظر اليها من خلال تاريخٍ كتبوه له بحبرٍ سري، ولغة مزَّقتها سنين الاغتراب، فيمسك ريشته ويخط تاريخه بدمه القاني، فيفجِّر بركان غضب في وجه مغتصبيه. هو يعرف ان كتاب النكبة لن يغلق حتى يوقع بدم آخر شهيد ، وبقلم آخر اسير في سجن الاحتلال. وقرأ كذلك مقاطع من قصّة قصيرة كتبها بعنوان "خمس دقائق هزَّت كياني" من وحي قصيدة "الزعتر الكرمليّ" كتبها الشاعر لصديقه حسن.
وفي قراءة موسعة للكاتب عماد محاسنة تناول العنوان، الصور الفنية، المحسنات البديعية، ثروة الأسير اللغوية، هوية الأسير، المعاني، التشبيه، توظيف الأسطورة "الرمز يأخذ دلالته الفلسطينية، فنهر الأردن هو نهر عماد السيد المسيح عليه السلام (ما زلت أرنو لماء تغسل فيه المسيح، لأغسل ليل المذابح عني وأختم يومي).. ثم رسم صورة البيادر ورفوف الحمام (فيها حمام الدور فجرا يتألق سربا، ويرسم لوحة بسمائها، فيحط سربا بعد آخر في بيادر قمحها عند الأصيل)" وتناول مراكمة عناصر الجمال في الديوان.
وعبّرت الشاعرة سوسن داوودي (قرأتها نيابةً عنها الإعلامية هناء فياض-صاحبة مبادرة "الأسير ليس رقمًا") عن إعجابها بالديوان، وكتبت قصيدة من وحي الديوان بعنوان "معراج البطولة" أنهتها:
"يا أيها الغرباء لا مأوى لكم بتراب هذي الأرض شعبي يحتمي
ولنا إذا نضجَ الكفاحُ مواسمًا جيشٌ من الزيتون أعتى موسمِ"
وفي كلمة لشقيقة الأسير خلود الشاويش شكرت فيها رابطة الكتاب الأردنيين على جهودها المميزة في دعم الحركة الأسيرة وأدب الأسرى، كما قدّمت شكرها للمتحدثين في الندوة، وتحدّثت عن أخيها ناصر ودور والديهم في نشأتهم الوطنيّة.
وفي مداخلة للمحامي الحيفاوي حسن عبادي تحدث عن علاقته بناصر الشاويش ولقاءاته به وحفل إطلاق الديوان وإشهاره على أراضي قرية قنّير المهجّرة، بلدة الآباء والأجداد ، تزامنًا مع ذكرى النكبة، رغم القيد والسجّان والمحتلّ وشكر رابطة الكتّاب الأردنيين على تبنّيها للمبادرة ورعايتها لها.
هذا وشارك أعضاء اللجنة التحضيريّة لمبادرة أسرى يكتبون؛ الناشطة الثقافيّة جمانة العتبة والقاص محمد مشّة.