- بقلم علي بدوان
ـــــ نرفق بطاقة فرح لزفاف مدرس فلسطين قبل النكبة بسنواتٍ طويلة ــــ
يامعشر الأحباب ندعوكم الى ....عرس به المسرة كامل
فالعرس محتاج لتشريفكم .... لتسر به خواطر ومنازل
كانت فلسطين، وقبل نكبتها الكبرى، درة المنطقة، وشعلتها المضيئة، التي توقع الكثيرين لها من ساسة الدول حتى الإستعمارية، أن تكون ايطاليا الشرق الأوسط بعد عقدٍ من الزمن رغم حالة الإضطراب السياسي نتيجة الهجرات الإستعمارية الكولونيالية الإستيطانية اليهودية الى فلسطين على يد سلطات الإنتداب البريطاني.
ولو أخذنا قطاع التعليم وحده فقط، فالحضارة والتحديث كانت تنغرس يومياً على يد حكومة فلسطين، بل وتتسارع، مع انتشار التعليم من المرحلة الإبتدائية وصولاً للدراسات الجامعية، وعمليات الإبتعاث الى الجامعات الأوربية. فيما كانت غالبية ابناء فلسطين ومن يفاعة أجيالها تتقن اللغة الإنكليزية الى جانب اللغة العربية الأم.
وليس مفاجئاً، ان تكون سورية من الدول الفرنكفونية ـــ استعمرتها فرنسا ــــ لكنها تبنت على غير العادة بعد استقلالها اللغة الإنكليزية كلغة ثانية في التعليم، وكان هذا بجهدٍ وتأثير من لاجئي فلسطين الذين دخلوا الى سورية بلدهم الثاني عام النكبة، وكانت اعدادهم تقارب الـــ ثمانين الفاً. فامتهنوا سلك التعليم، وفي المقدمة نشر وتعليم اللغة الإنكليزية، حتى لو لم يكن المعلم أو المدرس يحمل شهادة باللغة اياها. ومن الملفت ايضاً أن تعيين اللاجىء الفلسطيني في سلك التعليم في سورية، كان يتم في حال عدم وجود اوراق ثبوتية نتيجة واقعة اللجوء القسري، فإن وجود شاهدين على وصوله للصف التاسع ــــ المترك ـــــ يدفع نحو تعيينه كمدرس أو معلم في مختلف المحافظات السورية. ولنا أن نستذكر مئات المدرسين في المرحلة الثانوية، ولم يكونوا يحملون شهادة موثقة، ونجحوا بشكلٍ مُلفت في رسالتهم بالتربية والتعليم، واذكر منهم مدرس اللغة الإنكليزية من مخيم اليرموك ـــ من بلدة فرعم قضاء صفد ـــ المرحوم فؤاد عودة الذي كان حالة فريدة في تدريس اللغة الإنكليزية في ثانويات مختلف المحافظات وصولاً الى ثانوية اليرموك حيث درسنا على يديه اللغة الإنكليزية ... وهكذا.
إن مهنة التعليم، مهنة تقارب التقديس لدى غالبية المدرسين من الفلسطينيين ـــ ونقول الغالبية ــــ، فطالما تفوقوا ومازالوا بحمل تلك الرسالة والإخلاص لها، مهما كان التعويض المادي.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت