في ندوة نظمتها الجامعة العربية الأمريكية

وزير الحكم المحلي يعلن عن اعتماد وحدات نظم المعلومات الجغرافية كجزء أساسي من هيكليات البلديات وتعزيزها بالكوادر من خريجي الجامعات

أعلن وزير الحكم المحلي المهندس مجدي الصالح عن قراره في اعتماد وحدات نظم المعلومات الجغرافية كجزء أساسي من هيكليات البلديات المصنفة أ و ب، وتعزيزها بالكوادر المدربة والمهنية، خاصة أنه أصبح لدينا عدد كبير من الخريجين والمختصين من جامعاتنا المحلية، والذين يرغبون في وضع طاقاتهم وإبداعاتهم في خدمة وطنهم وشعبهم.

جاء ذلك في ندوة علمية نظمها قسم نظم المعلومات الجغرافية في كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات في الجامعة العربية الأمريكية، بالشراكة مع وزارة الحكم المحلي تحت عنوان "البلديات الفلسطينية في ظل التقنيات الجغرافية الحديثة – إلى أين؟"، بحضور  رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور علي زيدان أبو زهري، ووزير الحكم المحلي المهندس مجدي الصالح، ورئيس قسم نظم المعلومات الجغرافية في الجامعة الدكتور فيصل الصباح، ورؤساء البلديات والمجالس القروية في الضفة الغربية، وأعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية في الجامعة، وعدد من طلبة الجامعة خاصة طلبة قسم نظم المعلومات الجغرافية.

افتتح فعاليات الندوة العلمية، رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أبو زهري بكلمة رحب فيها بالحضور، معربا عن أمله بأن تكون مخرجات هذه الندوة في صالح التخطيط العمراني، والإدارة الحضرية الجديدة المتسلحة بالتقنيات الجغرافية الحديثة، وأن تكون توصياتها تصب في مصلحة المواطن الفلسطيني والوطن.

وأوضح أن الجامعة، ومنذ انطلاقتها عام 2000، سعت ولا زالت، إلى تطوير برامجها التعليمية على كافة المستويات، بهدف تحسين المخرجات التعليمية وفقا لمعايير الجودة والتميز المحلية والإقليمية والعالمية، ومن هنا، جاء إنشاء برنامج قسم نظم المعلومات الجغرافية في كلية الهندسة وتكنولوجيا المعلومات لمواكبة الركب العالمي في هذا المجال.

وأكد أن الجامعة تلعب الآن دورا رياديا في تقديم الخدمات الناتجة عن مشاريعها وأبحاثها وخبرائها للمجتمع المحلي، للمساهمة في ورقية وربطه بكل جديد، مشيرا إلى أن الجامعة تفتح أبوابها لأسرة الحكم المحلي وأهالي تجمعاتهم السكانية، وتشرع أبواب مرافقها الطبية لتقديم خدمات العلاج الطبيعي والوظيفي، وطب الأسنان والطب البشري، ومرافقها الرياضية من خلال قرية رياضية معدة حسب أحدث المواصفات الدولية، كما توظف الجامعة مرافقها العامة لخدمة مؤتمراتكم وأنشطتكم وبرامجكم المنهجية واللامنهجية، وتوظف خبرات طاقمها لخدمة هذا المجتمع.

وقال رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور أبو زهري، "تتطلع الجامعة العربية الأمريكية لتكون هذه الفعالية وغيرها منصات تنطلق فيها الجامعة نحو بناء كيانها الخاص كجامعة ريادية من جهة، وتكريس دورها وإرساء قواعد رسالتها السامية في خدمة المجتمع، ولعل أهم ما يدلل على ذلك هو التفكير بإنشاء البرامج الأكاديمية النوعية فلسطينيا، فالجامعة تضم أكثر من 100 برنامج في البكالوريوس، والدبلوم العالي، والماجستير، والدكتوراه، وفي مختلف المجالات الطبية والهندسية والاقتصادية والقانون والآداب، منها 14 برنامج دكتوراه، وسيتم قريبا افتتاح مصنع الأطراف الصناعية، والذي سيشكل نقلة نوعية في الصناعة الطبية في فلسطين، والذي سبقه بناء برنامج بكالوريوس في الأطراف الصناعية، والذي يعد الأول من نوعه في المنطقة العربية".

من جهته، قال وزير الحكم المحلي المهندس مجدي الصالح في كلمته، "ما نريده هو التكامل بين دور الجامعات والمستوى الأكاديمي، وبين الاحتياجات العملية والواقعية للمجتمع ومؤسساته، وهذا يصب في هدف التجسير بين التعليم وسوق العمل"، مشيدا بتجربة الجامعة العربية الأمريكية المتميزة من الناحية الأكاديمية والبحثية والخدماتية، فقد استطاعت أن تكون من الجامعات الرائدة في الوطن، كما لامست برامجها الأكاديمية احتياجات سوق العمل ومواكبتها المستمرة لكل التطورات في المجال العلمي.

وأضاف قائلا، "لعل برنامج نظم المعلومات الجغرافية أكبر دليل على هذا الترابط، فنحن في الوزارة ومنذ سنوات، بدأنا العمل مع البلديات للنهوض بدورها ليكون مواكبا للمؤسسات الخدماتية الحديثة والعصرية، فقد أطلقنا هدف البلديات الالكترونية وبلورنا برنامجا متكاملا بالتعاون مع الشركاء الدوليين في هذا المجال، وطورنا منذ سنوات نظاما متكاملا للجيومولج بالوزارة ليكون أساسا لتقديم الخدمات المتطورة بالتخطيط واستخدامات الأراضي، وتم توجيه البلديات الكبيرة للعمل نحو المدن الذكية".

وأشار وزير الحكم المحلي المهندس الصالح، أن الوزارة حققت تقدما جيدا، لكن ليس بالسرعة المطلوبة، لنقص الكادر البشري المتخصص في الهيئات المحلية، ولضعف التنسيق والتعاون بين الأطراف المختلفة، وأوضح أن الكثير من البلديات بدأت بمبادرات ناجحة لاستخدام نظم المعلومات الجغرافية والاستفادة منها للتخطيط وتطوير الخدمات، مؤكدا على أهمية التقدم أكثر ومن هنا أعلن الوزير عن قرار اعتماد وحدات نظم المعلومات الجغرافية كجزء أساسي من هيكليات البلديات المصنفة.

من جانبه، أكد ممثل محافظ جنين المهندس منصور السعدي على أهمية المؤتمر والذي يتحدث عن برنامج مهم يفيد الهيئات المحلية ويساعدها على تقديم الخدمات للجمهور بشكل علمي ومهني، كما أن هذه الندوة جاءت بعد نجاح الانتخابات الديمقراطية وتم اختيار كوادر وطنية تقود البلديات، مشيرا إلى أهمية تطوير البلديات من خلال برامج مهمة كنظم المعلومات الجغرافية من أجل بناء الوطن، حيث يقع على كاهل رؤساء البلديات قيادة التنمية المستدامة، وهي أحد أهم الأهداف لبناء الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

من جهته، أشار رئيس قسم نظم المعلومات الجغرافية في الجامعة الدكتور فيصل الصباح أن هذه الندوة جاءت تتويجا لمشاورات أجريت مع وزير الحكم المحلي والدوائر المختصة في الوزارة، وأوضح أن عالم المعلومات المكانية شهد في العقدين الأخيرين، ولا يزال، تغيرات جوهرية وطلبا هائلا لأهميتها لدى متخذي القرار في القطاعات الحكومية وقطاع الأعمال، مشيرا لعل في إيجاد هذا الكم من البيانات سيجلب معه متطلبات حول إمكانية وكيفية تخزينها وفهمها، ما يعني زيادة الطلب على المعلومات الجغرافية المكانية للمساعدة في تحديد أنماط الظواهر في هذا البحر الواسع من البيانات.

وقال، "نحن نعيش اليوم في عصر الرقمنة، وبالتالي تترسخ الحاجة لامتلاك المهارات العلمية والعملية لبرمجيات وأدوات نظم المعلومات الجغرافية، لتأخذ دورا فاعلا ومؤثرا في التنمية المستدامة"، متسائلا أين نحن في فلسطين من النمو العالمي في التقنيات الحديثة؟

وأوضح، أن الجامعة العربية الأمريكية هي أول من فكر وأسس بجرأة برنامجا يمنح درجة البكالوريوس في نظم المعلومات الجغرافية، وقد كان ذلك بالتشاور مع وزارة الحكم المحلي بدأناه عام 2012، ونحن مقبلون على تخريج الدفعة الخامسة، وعدد كبير منهم يعملون في مؤسسات مرموقة سواء حكومية أو خاصة.

وأكد على ضرورة أن تكون وحدات نظم المعلومات الجغرافية واقعا في البلديات، وهنا تكون الجامعة العربية الأمريكية قد قامت بما يقع على عاتقها، بمد السوق الفلسطيني بخريجين قادة في مجالهم، أنتجوا قبل تخرجهم مشاريع ضخمة تعد رافعا للتنمية.

تلا حفل افتتاح فعاليات الندوة، جلسات علمية، تتحدث عن أهمية نظم المعلومات الجغرافية، حيث كانت الجلسة الأولى، والتي أدارتها الدكتورة جاكلين جبران من الجامعة تحت عنوان "نظم المعلومات الجغرافية في الخدمات البلدية والتخطيط العمراني"، حيث قدمت الدكتورة صفاء الدويك من بلدية رام الله ورقة بحثية  بعنوان "نظم المعلومات الجغرافية لتقديم خدمات بلدية مستدامة"، بينما قدم المهندس جمال زيتاوي من وزارة الحكم المحلي ورقته بعنوان "تجربة وزارة الحكم المحلي في الاستثمار بتكنولوجيا المعلومات الجيومكانية في إدارة المعاملات في قطاع التخطيط العمراني وأثر ذلك على تطوير بيئة العمل".

أما في الجلسة الثانية، والتي كانت بعنوان "نظم المعلومات الجغرافية في دعم القرار الذكي" أدارتها الأستاذة أسيل كميل من الجامعة العربية الأمريكية، وكانت الورقة الأولى للأستاذة إسراء أبو الرب من الجامعة، وعنوانها "نظام دعم القرار المكاني لشبكات توزيع الكهرباء"، بينما قدم كلا من يزن الأقطش، وحلا سلامة، ويزن عيسة، وعلاء صقر، ورقة علمية بعنوان "بناء نظام عمراني لمدينة جنين باستخدام نظم المعلومات الجغرافية".

واختتمت فعاليات الندوة بزيارة معرض لمشاريع طلبة قسم نظم المعلومات الجغرافية.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله