أكد قيادي بارز في حركة "حماس"، صحة الأنباء التي تحدثت عن قرار الحركة، سعيها لاستعادة العلاقات مع النظام السوري.
وقال خليل الحية، رئيس "مكتب العلاقات العربية والإسلامية"، في "حماس" في حوار لصحيفة "الأخبار" اللبنانية، يوم الثلاثاء، ردا على سؤال حول طبيعة العلاقات الحالية، مع سوريا، إن مؤسسات الحركة "أقرت السعي لاستعادة العلاقة مع دمشق".
وأضاف موضحا: "جرى نقاش داخلي وخارجي على مستوى حركة حماس من أجل حسم النقاش المتعلق باستعادة العلاقات مع سوريا، وبخلاصة النقاشات التي شاركت فيها قيادات وكوادر ومؤثرون، وحتى المعتقلون داخل السجون، تم إقرار السعي من أجل استعادة العلاقة مع دمشق".
ولم يقدم الحيّة، مزيدا من التفاصيل حول هذا الموضوع.
وكان مصدر فلسطيني، قد كشف لوكالة "الأناضول"، الثلاثاء الماضي (21 يونيو/حزيران)، أن حركة "حماس"، وسوريا، يستعدان لفتح صفحة جديدة، واستعادة العلاقات بينهما، بعد قطيعة استمرت 10 سنوات.
وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، إن "تطوراً جوهرياً طرأ مؤخراً على صعيد جهود استعادة العلاقة، تمثل بموافقة الطرفين على إعادة فتح قنوات اتصال مباشر، وإجراء حوارات جدية وبنّاءة، تمهيداً لاستعادة العلاقات تدريجياً".
ولفت إلى أن "جهوداً مضنية"، بذلتها قيادة حزب الله اللبناني خلال الشهور الماضية، للوساطة بين الطرفين، أفضت إلى "منحها الضوء الأخضر لاتخاذ خطوات عملية، من أجل تقريب وجهات النظر بين سوريا وحماس".
وكشف المصدر، أن موافقة مبدئية حصل عليها حزب الله، من الطرفين، تُمهد لاتخاذ خطوات عملية على صعيد إعادة العلاقات بين "حماس" وسوريا، وإجراء حوارات مباشرة.
وقال المصدر في حديثه لوكالة "الأناضول"، إن قيادة "حماس" اتخذت قرارها نحو هذا التوجّه الجديد، "بالإجماع".
ومنذ 1999 اتخذت قيادة حركة "حماس" من العاصمة السورية مقراً لها، قبل أن تغادرها عام 2012 إثر اندلاع الأزمة السورية.
ومنذ ذلك الحين، ساد توتر وقطيعة، بين نظام الرئيس بشار الأسد و"حماس".
نص حوار الحية مع "الأخبار":
كيف تقيّمون واقع العلاقات الفلسطينية الداخلية؟
انهيار السلطة صار شرطاً لازماً، الرئيس محمود عباس، كأحد أركان برنامج التسوية، وصل إلى طريق مسدود، ولم يعد متحكماً في مسار الأحداث، ومَن يتحكّم في السلطة هم أرباب الأجهزة الأمنية المرتبطون بالاحتلال والإدارة الأميركية وأصحاب المصالح. حركة فتح تتحمّل المسؤولية، لكننا لا نستطيع أن نقول إنها تدير شؤون هذه السلطة وهذا المشروع.
الآن هناك تدخّلات متعدّدة وصراع داخلي حول هوية مَن يخلف أبو مازن، هناك كثر جاهزون، إذ لا يختلف ماجد فرج وحسين الشيخ وجبريل الرجوب عن أبو مازن في السقف السياسي، إلا أن الولاءات الخارجية هي التي تحسم خليفة الرجُل، وواضح حتى الآن أن الرغبة الأميركية والإسرائيلية هي أن يأتي حسين الشيخ.
المقاومة اليوم في حالة صعود وقوة، بينما السلطة في مسار الانحدار والضعف، إذ لا يوجد لديها مشروع سياسي، وقد سقط النموذج الفلسطيني الثاني، الذي تحدّث عنه الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش، عندما قال سنريكم نموذجين فلسطينيين، واحد في رام الله والثاني في غزة، فالأول أُعطي المال والرفاهية، لكنه بلا مشروع ولا هدف، وها هو اليوم أسير التنسيق الأمني. أما الثاني، فرغم أنه محاصر، إلا أنه صنع كرامة الشعب ووحدته، وتثني الفصائل الوطنية على أداء اللجنة الحكومية في غزة، لأننا نطلب دائماً شراكة الجميع في القرار والعمل.
هل تملكون تصوّراً خاصاً للسلطة الفلسطينية ما بعد محمود عباس؟
لا يوجد تصوّر خاص لمرحلة ما بعد محمود عباس، لكن لدينا محددات للموقف. لن نكون جزءاً من الصراع على السلطة، ولن نتدخل في خلافات أهل السلطة والتحذير من تفككها لا يعنينا، وعند تفككها لن يكون هناك بديل يملأ فراغها. القوة الموجودة هي قوتنا نحن شعبياً وقوة المقاومة. هذه السلطة إما أن تكون للناس وداعمة لهم، وإما لا تكون، وهي اليوم عبء على مشروعنا الوطني، والاحتلال يتخذها درعاً في مواجهة المقاومة. لسنا معنيين بحماية السلطة إذا قرر أركانها الاقتتال عليها، ولن نكون جزءاً من الاقتتال عليها ولا الصدام من أجلها. لكننا نرفض أي شخصية تأتي بـ«الباراشوت» على شعبنا، ولن نتعاطى معها.
ما هي خطواتكم لكسر الحصار عن غزة؟
لدينا خطط لكسر الحصار على غزة عبر استقدام سفن مساعدات من الخارج. سابقاً كانت لدينا تجربة لم تكتمل بسبب التطورات التي أدّت إلى اندلاع معركة «سيف القدس». وأذكر أنه قبل أيام قليلة من إعلان الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، في أحد خطاباته، عن أن سفينة المساعدات النفطية الآتية من إيران هي أرض لبنانية وتحظى بحماية المقاومة، كنا في القيادة نفكر في طريقة لكسر الحصار عن غزة، وفكرنا في شراء سفن مساعدات من الخارج لإدخالها إلى غزة. وبالفعل، وضعنا خططاً تلحظ احتمال الاحتكاك مع الاحتلال في سبيل حماية هذه السفن. هذه الفكرة بالنسبة لنا هي جزء من جهود كسر الحصار، والتي لا تقتصر فقط على طرق باب الدول والضغط على الاحتلال، بل كإحدى أدوات الاشتباك مع الاحتلال ولفت أنظار العالم إلى أن غزة محاصرة، وأيضاً هي إحدى طرق تفعيل المقاومة.
كيف تقيّمون العلاقة مع مصر؟
أخذنا خطوات لطمأنة مصر حيال القوى والمجموعات التكفيرية التي كانت موجودة في سيناء، ونحن كنا وما زلنا نرى أنهم أخطر علينا من أي جهة أخرى. كان المصريون يتهموننا بأننا نفتح الحدود والأنفاق لتستخدمها هذه المجموعات، إلا أنهم في الحقيقة كانوا يشكلون خطراً داخلياً علينا وعلى بيئتنا الدينية والسياسية والثقافية، عالجناها لاحقاً معالجة داخلية بالثقافة والحوار ونجحنا إلى حد كبير.
قلنا للمصريين إن هذه الأنفاق تفيد غزة والمقاومة، واقترحنا أن نؤمّن الحدود من جهتنا، وهم يؤمّنونها من جهتهم، وما كان يدخل من الأنفاق، في الموضوع الاقتصادي، يدخل بشكل علني فوق الأرض. على أن لا تخضع الأنفاق المتعلقة بعمل المقاومة لهذه المعادلة، وقد أبدى المصريون موافقتهم. ومن مصلحتنا أن لا تتهم غزة والمقاومة بأنها رديف للحالة التكفيرية التي هي في الواقع تضر بغزة وتضر بمصر.
ما هو تقييمكم لـ«مسيرة الأعلام» وما تلاها؟
المقاومة لم تتخذ قراراً بمنع مسيرة الأعلام، التي تجري منذ خمسين عاماً، بل الحدّ قدر الإمكان من فعاليتها، وبالقدر الذي يُفقد الاحتلال الانتصار المعنوي الذي يريد تحقيقه. في العام الماضي حدثت ظروف مؤاتية بعد الاعتداء على المسجد الأقصى. هذه السنة الوضع في الضفة مختلف، وعامل المقاومة مختلف أيضاً، والعمليات الفدائية للمقاومة هذا العام متصاعدة.
المقاومة في غزة كانت في أعلى جاهزية واستعداد، وكانت في حالة طوارئ تنتظر قرار بدء المعركة العسكرية. لكن في نهاية فعاليات المسيرة كان تقييمنا أن ما حصل لم يكن يستدعي حرباً عسكرية. بل كان التقييم أننا حمينا المسجد الأقصى من دخول مسيرة الأعلام إليه، وبسحب عنصر السيادة من الاحتلال في القدس، بحيث اضطر لجلب 7 آلاف شرطي ليحمي المسيرة، رغم ذلك خرجت داخل المدينة المقدسة مسيرات فلسطينية تواجه مسيرات الأعلام. أيضاً في ذلك اليوم حصلت 14 حالة إطلاق نار على الاحتلال في الضفة الغربية. عملياً، نحن قيّمنا كل هذا المشهد أنه لا يستدعي ردّ المقاومة. فرغم أن الاحتلال حقق بعض المكاسب المعنوية مما حدث في مسيرة الأعلام، إلا أنها في الواقع كرّست خسائر متعددة له يمكن البناء عليها مستقبلاً.
اليوم، كيف تقيّمون مشروع المقاومة في غزة في مقابل مشروع الاحتلال؟
قبيل معركة «سيف القدس»، وبعدما ألغى أبو مازن الانتخابات، أدركنا أن مشروع المصالحة الفلسطينية لم يعد قائماً، فذهبنا باتجاه إحياء مشروع المقاومة، وحدّدنا 4 عناوين ساخنة تشكل مصدر احتكاك واشتباك دائم مع الاحتلال، وهي القدس والاستيطان والأسرى وحصار غزة.
في عنوان الأسرى، يشكّل الاعتقال الإداري خطراً نازفاً تشترك فيه السلطة مع الاحتلال، حيث يعملان من خلاله على قضم الروح المتوثبة لمقاومة الاحتلال، واستنزاف الحالة الوطنية. لذا، كان قرارنا أن نخوض معركة حقيقية مع الاعتقال الإداري، يبدأها الأسرى بأنفسهم، ونشكل نحن حالة إسناد حقيقية لهم، حتى لو أدى ذلك إلى اشتباك مسلّح.
الاحتلال الإسرائيلي غير مستعد في هذه المرحلة لخوض معارك تلهيه عن التحرّك والتمدّد خارج فلسطين، بينما نحن نراكم قوة المقاومة ونتمدّد لإحيائها وتقويتها في الضفة الغربية. ونحن في حالة اشتباك يومي مع الاحتلال، وغزة رغم أنها محاصرة إلا أننا استطعنا أن نبني فيها بناء مقاوماً، ولم يُعِق الحصار قدرات المقاومة وبنيتها، وذلك من خلال التعامل والإسناد من الحلفاء.
ونحن كقوة مقاومة ومواجهة مع الاحتلال صنعنا توازن ردع معه، ونمتلك القرار ونحدد متى نشتبك مع الاحتلال ومتى لا. فحساباتنا ليست معقدة كثيراً لأننا لدينا مشروع تحرير، فنحن لسنا مقاومة دفاعية، بل هجومية بغرض تحرير الأرض، وهذا ما نأخذه في الاعتبار في تدريباتنا الميدانية.
هل المقاومة مستعدة لخوض معركة «سيف القدس 2»؟
لدينا خطّ استراتيجي واضح، وغزة لا خوف عليها، والمقاومة جاهزة في حال حصلت معركة حقيقية لأن تخوض «سيف قدس» اثنين وأكثر بشكل أكبر يجعل الإسرائيلي يُفاجأ بحجم التطور مقارنة بـ«سيف القدس» الأولى، وهذا الوضع مطمئنون له.
المهم في المعركة المقبلة هو الإجابة عن السؤال المركزي التالي: أين ستدور رحى هذه المعركة؟ نحن نجهز أرضاً لتكون المعركة في قلب الكيان وليس في الأطراف، يجب أن تكون المعركة حيث يؤذى الاحتلال، في القدس والضفة وأراضي الـ48، هذا لا يعني تحييد غزة. لكن من المهم نقل المعركة إلى قلب الكيان، فالإسرائيلي بنى مشروعه ليبعد المعركة عنه، وعمل كل ما في وسعه، بمعاونة السلطة، حتى لا تنشأ حالة مقاومة في الضفة الغربية.
اليوم، توجد معطيات جديدة سمحت بأن ننشئ بنية للمقاومة في الضفة، فالأولوية لرعاية هذا الوليد وإيجاد البيئة الثقافية والفكرية المناسبة لنشر روح المقاومة الفردية والجماعية، ما جعل التخوف قائماً من هذه الروح التي وُجدت في الضفة والـ48 بفعل عمليات المقاومة، وصارت الناس تتحدى السلطة والاحتلال. هذه الروح لا بد أن تبنى. من هنا أتى تبنّي عملية سلفيت من قبل كتائب القسام. والهدف تغذية هذه الروح والقول إن العمل المقاوم هناك منظم. هذا البناء هو مسؤولية الجميع وكلنا نفكر كيف نجعل في الضفة الغربية بيئة للمقاومة، الآن بدأت تتحرك هذه البيئة وقتلت منذ بداية العام ما يزيد على 20 عنصراً من الاحتلال جنوداً ومستوطنين، وهذا غير مسبوق في العشرين عاماً الماضية.
كيف تقرأ حركة حماس مسار التطبيع في المنطقة وصولاً إلى محاولة تشكيل حلف عربي - إسرائيلي جديد؟
إذا نظرنا إلى التحالفات التي تتكوّن في المنطقة من قبل أميركا وحلفائها في المنطقة، فهي موجهة إلى جهتين:
أولاً: جبهة المقاومة، بحيث يعتقد الاحتلال الذي يريد التمدد في المنطقة، أنه إذا حاصر المقاومة من الخارج يضعفها في الداخل.
ثانياً: جبهة إيران، بوصفها الظهير الخارجي للمقاومة والتي يعتبرونها خطراً على المنطقة.
بالتالي، هذه التحالفات تعمل لتأمين تمدّد إسرائيل في المنطقة لتكون هي محور الارتكاز بهدف قطع رأس محور المقاومة خارج فلسطين، وهي إيران التي تمتلك كل يوم قوة جديدة، بالتالي فالاحتلال يسعى لقطع الطريق عليها في الموضوع النووي على الأقل في الظاهر، لكن في الباطن الهدف هو قطع طريق الإمداد عن قوى المقاومة في المنطقة.
نحن نستشعر الخطر على قضيتنا، لأن الهدف الأساسي هو تسييد إسرائيل وخلق إسرائيل الكبرى في المنطقة والتي يمتد نفوذها من الفرات إلى النيل. هذا الحلف يمكّنها من التمدّد من الفرات إلى النيل، فإذا نجحت إسرائيل في حياكة الحلف في المنطقة الخليجية والعربية، تكون قد حقّقت شعار من الفرات إلى النيل بمعنى أن تأثيرها هناك أصبح واقعاً.
كيف ستواجهون هذه المساعي؟
قراءتنا للمشهد تقول إن التطبيع الذي تحول من تطبيع سياسي واقتصادي إلى دمج إسرائيل في المنطقة بشكل كبير، بل وجعلها هي من يقود المنطقة، لا بد من مواجهته. ونحن نعتقد مواجهته بعدة أمور:
- الأساس الواجب علينا داخل فلسطين أن لا نُظهر هذا الاحتلال في حالة استقرار في أي لحظة. وكلما حدثت مواجهة بيننا وبينه كلما تراجع هذا الخيار وكلما شعر المطبّعون أن هذا الكيان الذين يريدون له أن يقودهم غير قادر على حماية نفسه.
- تشكيل أكبر حلف داعم للمقاومة وضد حلف التطبيع. نقولها علناً، لا بد أن يتشكّل في المنطقة حلف يجمع كل من يرى في إسرائيل خطراً، وكل من يرى في أميركا عدواً للمنطقة، وكل من يرى أن الحلف الذي تشكله أميركا في المنطقة إنما هو خطر على شعوب المنطقة. ليس المستهدفون فقط، إيران وحزب الله وحماس، بل كل من يشعر أن هذا التوجه ضارّ بمنظومة القيم والثروات والمصالح للمنطقة العربية والإسلامية لا بد له أن يكون في حلف المقاومة.
- إيجاد حالة من المصالحات العامة بين تيارات الأمة وفي ساحاتها، خصوصاً بين التيارات الإسلامية والقومية. نحن أمام خطر كبير، وأمامنا مصالح وضرورات كبيرة، بالتالي فإن توسيع دائرة المصالحات هو ما نؤمن أننا يجب أن نفعله، ونحن نمضي قدماً في اتخاذ الخطوات اللازمة من أجل تحقيق ذلك.
بالتالي، فإن استحقاق تشكيل إطار إقليمي يتجاوز قوى المقاومة المباشرة أصبح واجباً، لذلك نطالب بتوسيع هذا الحلف وإنهاء حالة التجاذبات والخلافات والخصومات وتعدّد الاجتهادات في المنطقة تجاه الاحتلال، ولا بد أن تنسجم كلها مع بعضها، ولا بد أن يقوم حوار ينهي الخصومة بين الإسلاميين والقوميين والتي اندلعت في المرحلة الماضية، ويعيد حالة التوافق التي كانت قائمة بينهم قبل «العشرية الماضية» التي أفرزت خلافات بين عناصر مكوّنات الأمة، فوظّفها أعداؤنا لصالحهم. اليوم المنطقة يراد لها أن تدخل في صراعات مذهبية وطائفية وفكرية وغيره ليتشتت الناس في ذلك.
ما هو موقفكم من عودة الحرارة في العلاقات بين «إسرائيل» ودول تعتبر حليفة لكم؟
نحن بصراحة لا نخجل من أن نقول لكل أصدقائنا وحلفائنا الذين يطبّعون مع الاحتلال إن هذا التطبيع خطأ، وإن إسرائيل تحرص على مصالحها لا على مصلحة تركيا ولا الإمارات ولا غيرهما، فهي تريد أن تحقق مصالحها فقط. الآن إسرائيل لا تجد في تركيا جزءاً من هذا المشروع، يمكن أن تكون في مكان يؤمّن لها مصالحها، لكن لا أعتقد أن تصل تركيا إلى أن تكون جزءاً من هذا الحلف، لأنها تدير شبكة علاقات متعددة في المنطقة، ومن الصعب عليها أن تتورّط في حلف ضد إيران أو حماس أو حزب الله.
كيف تنظرون إلى مواقف حركة «أنصار الله» المستعدة للانخراط الجدي إلى جانب المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي؟
علاقتنا جيّدة مع جميع الأطراف في اليمن، وكنا قد حاولنا لعب دور مع حزب «الإصلاح» خلف الكواليس، لتقريب وجهات النظر، لكن واضح أن المعطيات عند الجميع في اليمن أكبر من قدرتهم على التصرّف والمبادرة. ولا يستفيد من واقع اليمن إلا أعداؤه، وخصوصاً الخارجيين. لذلك، نحن ندفع باتجاه المصالحة والحوار، ونتحدث مع كل مَن نملك علاقات معهم، لكن هناك خطوات خارجية لا تسمح بالحوار المباشر.
علاقتنا جيدة مع حركة «أنصار الله»، وهم يعلنون في السر والعلن انحيازهم للقضية الفلسطينية، واستعدادهم للانخراط في الدفاع عن فلسطين، وأبلغونا أنهم جاهزون لدعم فلسطين والانخراط في المقاومة، وهذا الموقف مقدّر جداً وينم عن الانتماء لقضية فلسطين العادلة.