- قلم : د. غسان مصطفى الشامي
تواصل سلطات الاحتلال الصهيوني جرائمها وسياساتها العنصرية بحق القدس والمسجد الأقصى المبارك، عبر اتباع شتى الوسائل والطرق في إطار النهج الصهيوني المستمر لتهويد المسجد الأقصى وإحكام السيطرة الكاملة عليه.
ولعل من أبرز السياسات والجرائم الصهيونية بحق القدس والأقصى هي سياسة إبعاد المقدسين عن أرضهم وقدسهم وديارهم؛ ضمن مخطط صهيوني خبيث لإفراغ القدس من أهلها المرابطين، وضمن سياسات الملاحقة والمطاردة الاسرائيلية وسياسات التضييق على المقدسيين بهدف فرض واقع جديد في المدينة المقدسة والمسجد الأقصى.
ويشدد كاتب المقال على الخطورة الكبيرة لسياسات الابعاد عن الأقصى والتي تحمل أهداف خطيرة بعيدة من أجل إسكات أصوات أهل بيت المقدس والمرابطين المدافعين عن القدس، والعمل على تغيبهم عن الساحة والميدان و إبقاء قضية القدس مغيبة، حتى يستطع العدو الصهيوني مواصلة جرائم التهويد والتخريب ومواصلة الحفريات وبناء الكنس ومواصلة تدمير الأحياء المقدسية وإبعاد أهلها عنها ومواصلة تنفيذ المخططات والمشاريع الاستيطانية بالقدس دون أن يسمع عنها أحد ودون أن ينتبه إليها العرب والمجتمع الدولي، حتى يوسع العدو من جرائمه وتنفيذ مخططاته في القدس والأقصى المبارك .
إن سياسة الابعاد الاجرامية الصهيونية سياسة قديمة جديدة، ولن تنجح في إحباط جهود المبعدين ونشاطهم أو إسكاتهم عن المضي قدما في الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى المبارك .
إن جريمة الإبعاد عن الأقصى استخدمها الاحتلال البريطاني بحق النشطاء في فلسطين في كل الثورات والهبات التي جرت على أرض فلسطين ضده، و استخدمها الاحتلال الصهيوني كثيرا بإبعاد النشطاء والمؤثرين وإقصائهم، سواء داخل فلسطين المحتلة أو خارجها.
إن سياسة الإبعاد الاسرائيلية تتواصل وتتوسع بقوة بهدف إفراغ الميدان وساحات بيت المقدس من المرابطين والشباب والنساء والشيوخ والصبيان الذين يتصدون بصدورهم وأجسادهم وما يملكون من حجارة وسكاكين وأساليب مقاومة بسيطة ضد المقتحمين الصهاينة وفي مواجهة مشاريع التهويد في مدينة القدس".
يجب العمل جديا في كل يوم لمواجهة سياسة الابعاد الخطيرة والكشف عن أهدافها الخبيثة، والعمل على رفع مستوى الاهتمام بهذه القضية في الإعلام والإعلام الدولي، وتسليط الضوء عليها والتحشيد الإعلامي لها، وإعلان رفضها في الميدان وفي الإعلام، وعدم الانصياع لهذه القرارات.
ولابد التنويه هنا إلى الأبعاد الاجتماعية الخطيرة لسياسة الإبعاد أهمها انتهاك حقوق العبادة، وانتهاك الحقوق الاجتماعية تتمثل بإبعاد عائلات كاملة عن والاقصى هذا فضلا عن الابعاد الاقتصادية وغيرها التي تؤثر على حياة أهل القدس، خاصة أن هناك من أبعد عن مكان عمله ومصدر رزقه، وترك ذلك تأثير كبير على الأسر والمجتمع، وكان له أبعاد نفسية خطيرة .
إن سياسة الإبعاد الصهيونية هي ضمن مسلسل التهويد للقدس والأقصى وتحمل أهداف خطيرة أبرزها إفراغ المسجد الأقصى المبارك، وإبعاد المرابطين المدافعين عنه، وإبقاء الأقصى وحيدا في مواجهة المخططات والجرائم الصهيونية.
إلى الملتقى ،،
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت