أجمع مراقبون سياسيون إسرائيليون أن تولي يائير لابيد منصب رئيس وزارء إسرائيل سيكسبه زخما سياسيا قويا خلال الجولة الانتخابية المقبلة ضد رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو.
وبدأ يائير لابيد الصحفي والنجم التليفزيوني الذي تحول إلى سياسي فترة ولايته كرئيس وزراء مؤقت يوم الجمعة بعد أن حل البرلمان (الكنيست) نفسه يوم أمس الخميس.
وسيشغل لابيد منصب رئيس وزراء إسرائيل المؤقت إلى أن يتم تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات المقرر إجراؤها في الأول من نوفمبر المقبل.
وتوقع المراقبون أنه لن تتاح ليائير لابيد الفرصة لإجراء تغييرات حقيقية في السياسة خلال فترة ولايته، إلا أنهم أجمعوا على أن منصب رئيس الوزراء سوف يمنحه مزيدا من الزخم السياسي لمواجهة التحدي الذي يمثله رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو الأطول خدمة في إسرائيل، خلال الانتخابات المقبلة.
-- لا تغييرات رئيسية في السياسة--
وقال المراقبون إن لابيد زعيم حزب يوجد مستقبل الوسطي لديه رؤية ليبرالية لكنه لن يتمكن من تنفيذ الكثير منها خلال الأشهر القليلة التي سيقضيها في منصب رئيس وزراء مؤقت.
ولابيد هو أول رئيس وزراء منذ عام 2009 يدعم حل الدولتين للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، ومع ذلك فإن سلسلة من التشريعات والقواعد القضائية تضع قيودا على سلطة الحكومة المؤقتة في إسرائيل وتمنعها من الترويج لتشريعات رئيسية أو توقيع اتفاقيات دولية جديدة.
وقال إيمانويل نافون، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة تل أبيب لوكالة أنباء "شينخوا" إن مهمة لابيد الحقيقة تتمثل "في إدارة البلاد دون إجراء تغييرات كبيرة في السياسة".
وشكل لابيد وشريكه زعيم حزب يمينا نفتالي بينيت تحالفا من ثمانية أحزاب متنوعة أيديولوجيا من اليسار واليمين والوسط وحزب عربي للمرة الأولى في تاريخ إسرائيل، للإطاحة بنتنياهو من سدة الحكم.
وحكم الائتلاف لمدة عام قبل أن يخسر أغلبيته في البرلمان بعد صراع سياسي وسلسلة من الانشقاقات.
وبالنظر إلى حقيقة أن تحالف لابيد - بينيت قد تفكك والقيود المختلفة التي يواجهها لابيد كرئيس وزراء مؤقت، يتوقع المراقبون السياسيون أن لابيد سيواجه صعوبات متزايدة في الأشهر المقبلة.
-- معركة انتخابية--
وقال يوناتان فريمان، الباحث في العلاقات الدولية والإعلام في الجامعة العبرية في القدس لوكالة أنباء "شينخوا"، إن الانتخابات المقبلة هي المرة الأولى منذ 13 عاما التي يدلي فيها الإسرائيليون بأصواتهم عندما يكون رئيس الوزراء شخصا آخر غير نتنياهو.
ويدخل لابيد الحملة الانتخابية هذه المرة كرئيس وزراء مؤقت وليس كرئيس حزب فقط، وهي ميزة ستمكنه من وضع نفسه كبديل رئيسي لنتنياهو في كتلة يسار الوسط.
وقال فريمان "عندما يتعلق الأمر بالاقتراع، من الجيد دائما أن تحصل على لقب"، مضيفا "ولقب رئيس الوزراء عند خوض الانتخابات يساعد من حيث إبراز النفوذ والقدرة والمسؤولية ويمنح لابيد مزايا فيما يتعلق بالرأي العام".
بالإضافة إلى ذلك، من المرجح أن يحصل لابيد على زخم سياسي وإعلامي كبير عندما يستضيف الرئيس الأمريكي جو بايدن في القدس في منتصف يوليو الجاري.
وهنأ الرئيس الأمريكي لابيد على تعيينه وشكر رئيس الوزراء المنتهية ولايته بينيت، وكتب بايدن على "تويتر" اليوم أتطلع إلى رؤيتكما في يوليو الجاري للاحتفال بالشراكة غير القابلة للكسر بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأظهر استطلاع للرأي نشر يوم الأربعاء الماضي في القناة (12) الإسرائيلية أن حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو سيحصل على 34 مقعدا، ويبرز باعتباره الحزب الذي حصل على أكبر عدد من المقاعد، وأن يوجد مستقبل الذي يتزعمه لابيد سيحصل على 20 مقعدا ليصبح ثاني أكبر حزب.
ومع ذلك، تضم كتلة نتنياهو 58 مقعدا، أي أقل من الأغلبية اللازمة لتشكيل ائتلاف حاكم.
ولم يفز أي حزب في إسرائيل على الإطلاق بالأغلبية المطلوبة وهي 61 مقعدا في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا لتشكيل حكومة، لذا فإن كل السياسيين الذين يتطلعون إلى أن يصبحوا في منصب رئيس الوزراء يحتاجون إلى إيجاد حلفاء بالأعداد الكافية.
وقد يؤدي الاندماج المحتمل لبعض الأحزاب وتشكيل تحالفات جديدة، وحتى فشل حزب واحد صغير في الوصول إلى عدد الأصوات اللازمة لتجاوز عتبة الدخول إلى الكنيست، إلى تغيير الخارطة السياسية وتغيير التوازن بين الكتلتين.
وقال جاي بن بورات من قسم العلوم السياسية في جامعة بن غوريون في بئر السبع لوكالة أنباء "شينخوا"، "من الصعب للغاية توقع ما سيحدث، نظرا لأن هذه الانتخابات قريبة جدا".