قال المحلل السياسي، طلال عوكل، إن "هدف رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال الفترة الانتقالية، يائير لابيد، من التهديد المباشر لكل من يلتمس العدوان على إسرائيل، هو إيصال رسالة بأنه لا يختلف عن سابقيه مثل نفتالي بينت".
وأضاف عوكل في مكالمة هاتفية مع وكالة (APA) أن لابيد اجتهد في إظهار التزامه بالتطرف في التعامل مع الأحداث المحيطة، من خلال التهديد الواضح لحركة (حماس) وإيران وحزب الله.
وشدد على وضوح إعلان لابيد في جلسته الأولى، بتصعيد العدوان الإسرائيلي في كل الاتجاهات التي تعتقد إسرائيل أنها جهات عدوة لها.
ووفقاً لعوكل "نحن أمام حكومة خطيرة لا تختلف عن الحكومات الإسرائيلية السابقة، ولا يمكن المراهنة على أي سياسة جديدها يديرها لابيد خلال الأشهر القليلة حتى إجراء الانتخابات".
وأشار إلى أن لابيد أعلن وجهة الحكم والسياسة العامة خلال الفترة الانتقالية التي يديرها، مؤكدا أنه "يتبع ذات السياسات الإجرامية التي التزمت بها الحكومات الإسرائيلية السابقة، ليثبت أنه ليس أقل تطرفاً من سابقيه."
ولفت عوكل إلى إبراز لابيد اهتمامه باتفاقيات السلام، واعتبرها مخرج من مخرجات سياسته في هذه المرحلة، ليؤكد أنه سيتابع ما تابعه الآخرون من خلال تعميق وتوسيع عملية التطبيع مع المحيط العربي.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال الفترة الانتقالية، يائير لابيد، مساء أمس السبت، أنه من المتوقع أن يكون هناك المزيد من الاتفاقات مع الدول العربية بعد "الاتفاقات الإبراهيمية فإسرائيل دولة تسعى إلى السلام بما في ذلك مع الفلسطينيين، وأن كل ما هو ضروري سيتم القيام به لمنع إيران من الوصول إلى قدرة نووية أو التمركز على حدودنا".
مختص بالشأن الإسرائيلي: إسرائيل لن تُدين نفسها في اغتيال أبو عاقلة
إلى ذلك، قال المختص في الشأن الإسرائيلي، سعيد بشارات، إن الهدف من إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي عن فحص الرصاصة التي قتلت الصحافية شيرين أبو عاقلة، بحضور أمريكي، تفريغ الإدانات التي وجهت لهم دولياً.
وأضاف في حديث مع وكالة (APA) أن فحص الرصاصة التي قتلت أبو عاقلة، سيتم بحضور ضباط في الخدمات العسكرية الإسرائيلية المتخصصة بالطب الشرعي، مؤكداً على أن إسرائيل لن تُدين نفسها في هذه الجريمة.
وأشار بشارات إلى عدم نزاهة الفحص الذي سيُجرى على الرصاصة التي تم اغتيال أبو عاقلة بها "الفحص سيتم من قبل أشخاص إسرائيليين، بغض النظر عن الحضور الأمريكي أو عدمه، فإن إسرائيل لن تدين نفسها وتثبت جرائمها".
وتطرق إلى سلسلة الادانات العالمية التي وُجهت للاحتلال الإسرائيلي في اغتيال أبو عاقلة، "فتُحاول إسرائيل إنقاذ رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد خلال الفترة الانتقالية".
ولفت بشارات إلى أن إسرائيل أُدينت دولياً عقب اغتيال أبو عاقلة، ولن تنجح في إقناع المجتمع الدولي برواية الاحتلال، منوهاً إلى محاولتهم بالبحث عن خيط النجاة بالحضور الأمريكي لفحص الرصاصة.
ويرى أن اختيار توقيت فحص الرصاصة التي تم اغتيال أبو عاقلة بها، مرتبط باستلام يائير لبيد الحكم، لأسباب مختلفة.
واستشهدت أبو عاقلة في 11 من آيار/مايو الماضي، برصاص الاحتلال الإسرائيلي، خلال تغطيتها لاقتحام مخيم جنين في الضفة الغربية.
ويرفض جيش الاحتلال الإسرائيلي حتى اللحظة، تحمل مسؤولية استشهاد أبو عاقلة.
وقال النائب العام الفلسطيني المستشار أكرم الخطيب، يوم الأحد، إن فحص الرصاصة التي قتلت الصحفية شيرين أبو عاقلة، سيجرى في السفارة الأمريكية بالقدس، ويعاد إلى الجانب الفلسطيني.
وأضاف في حديثه لإذاعة "صوت فلسطين" الرسمية أن فريق خبراء أمريكي وصل خصيصا "وسيتم إجراء الفحص في السفارة الأمريكية في القدس".
وقال إن الموافقة صدرت (السبت) من جهات الاختصاص في فلسطين "على تسليم هذا المقذوف للجانب الأمريكي لإجراء أعمال الخبرة عليه".
وقال إنه "لم ولن يتم تسليم هذا المقذوف للجانب الإسرائيلي ولا حتى إطلاعهم عليه".
وأضاف أن هناك ضمانات أمريكية "بأن هذه الخبرة (الفحص) ستجري من قبلهم، وأنه لن تكون هناك مشاركة من الجانب الإسرائيلي أثناء إجراء العملية".
وقال النائب العام، إن الجانب الفلسطيني على ثقة بتحقيقاته "والنتائج التي توصلنا إليها، وأن اغتيال شيرين أبو عاقلة تم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وأنه لم يكن هناك تواجد لأي من المسلحين الفلسطينيين عند استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة".
وأعرب عن ثقته بالجانب الأميركي لوجود "ضغوط على الإدارة الأمريكية من داخل الكونغرس، للتدخل وأن يكون لهم إجراءات حقيقية جدية في هذا الملف".
وقال إن المقذوف "يفترض أن يتم تسليمه اليوم لنا"، مبينا أن النتائج لن تكون هي الفيصل في هذا الملف "وإنما بينة من البينات العديدة الموجودة في النيابة العامة".
والسبت، أعلنت السلطة الفلسطينية، موافقتها على إجراء الولايات المتحدة فحصا جنائيا على الرصاصة التي قتلت الصحفية شيرين أبو عاقلة.
من جهته قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ران كوخاف لإذاعة الجيش، الأحد، إن الإسرائيليين سيفحصون بحضور أمريكي الرصاصة التي قتلت الصحفية أبو عاقلة.
وفي 26 مايو/آذار الماضي، أعلن الخطيب نتائج تحقيقات النيابة العامة الفلسطينية، والتي خلصت إلى أن أبو عاقلة قتلت برصاص قناص إسرائيلي "دون تحذير مسبق".
وفي 11 مايو/ أيار الماضي، قتلت مراسلة قناة الجزيرة القطرية التي تحمل الجنسية الأمريكية، برصاصة في الرأس أثناء تغطيتها لاقتحام الجيش الإسرائيلي لمدينة جنين، شمالي الضفة الغربية.
وكانت مؤسسات صحفية أمريكية رائدة، مثل قناة CNN ووكالة أسوشيتد برس وصحيفتي واشنطن بوست ونيويوك تايمز، قد نشرت تحقيقات خاصة أجرتها، وخلصت إلى أن أبو عاقلة قُتلت برصاص إسرائيلي.
كما أجرت قناة الجزيرة تحقيقا توصل إلى النتيجة ذاتها.
من جهته، اعتبر الجيش الإسرائيلي أن ما حدث كان "حادثا عملياتيا، جرى خلال حملة اعتقالات في مخيم جنين، حيث اندلع تبادل لإطلاق النار بين قوات الجيش ومسلحين فلسطينيين". -