ما أن تصل إلى منطقة تل الزعتر شمال قطاع غزة حتى تجذب رائحة الكعك التي تفوح من شوارعها الضيقة، حتى توصلك إلى منزل المواطن محمد أبو جراد، الذي تعمل عائلتها المكونة من زوجته وأبنائه وأقاربه على انتاج "كعك العيد" وسط أجواء مليئة بالفرح والسعادة مرددين تكبيرات العيد.

بالعشر الأوائل من ذي الحجة يستعد المواطن أبو جراد وعائلته لتجهيز كميات كبيرة من الكعك وبيعها للزبائن كلاً حسب طلبه من الكعك والمعمول ضمن مشروع "كعك الأمل" الذي بدأ العمل به منذ عام 2013حتى اليوم.

وداخل منزل أبو جراد تجلس زوجته وأبنائه على طاولة خشبية صغيرة، تبدأ ميس زوجته بتقطيع عجين الكعك بيدها ووضع عجوة التمر بداخلها، ومن ثم تحولها لحلقات دائرية في صينية واحدة، لتأتي بعد ذلك مهمة أبنائه خليل ونانا بالنقش على عجينة الكعك بقالب النقش، لحين دور الاب محمد من خلال خبزها بالفرن لتخرج بمنظر جميل ورائحة شهية.

وما إن ينتهي محمد من خبز الكعك على نار هادئة، يتناول صينية أخرى ليضعها في مكان معرض للتهوية لضمان بقاءه متماسكا، ومن ثم يباشر بوضعه داخل وعاء بلاستيكي بشكل منتظم، حتى تأتي مرحلة ووضعه وتغليفه بأكياس لتسليمه للزبائن.

ويقول الثلاثيين أبو جراد، " إنه في كل عام من العشر الأوائل من ذي الحجة قبل عيد الأضحى المبارك تجتمع أفراد عائليتي كافة أمي واختي وزوجتي وأبنائي، لصناعة كعك العيد وسط أجواء عائلية يتخللها الفرح والسعادة ".

وذكر أبو جراد "أنهم يعملون كخلية نحل، كل شخص له ومهام معينة تتمثل في إنجاز كمية كبيرة من الكعك حسب الطلب".

ومن جانبها، تقول ميس زوجة أبو جراد إنهم يعملون في صناعة الكعك منذ عام 2013 ، ومع اقتراب موسم الأعياد يكثر الطلب على الكعك والمعمول والحلويات الأخرى، حيث نقوم بصناعتها بسكر وبدون سكر للمرضى وكبار السن ".

وذكرت ميس" أن الكعك هو أحد الطقوس الفلسطينية التي يقبل عليها الفلسطينيين بشكل كبير خاصة في موسم الأعياد حيث توارثناها عن الأجداد، لافتة إلى انها ترغب في نقل هذا العمل إلى أبنائها من خلال مشاركتهم في انتاجه ليحافظوا على هذه الطقوس والعادات الفلسطينية بشكل مستمر.

ويعد مشروع "كعك الأمل" مصدر رزق للعائلة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها المواطنين في قطاع غزة جراء استمرار الحصار منذ أكثر من 15عاما.