طقوس المستوطنين بالأقصى و التقسيم الزماني والمكاني

بقلم: غسان مصطفى الشامي

غسان مصطفى الشامي

قلم : د. غسان مصطفى الشامي

[email protected]

تواصل الجماعات الصهيونية، وقطعان المستوطنين تنفيذ اقتحامات لباحات المسجد الأقصى المبارك، وتقوم بإقامة ( الصلوات ) التلمودية في ساحاته وباحاته  ضمن أوقات محددة من اليوم؛ حيث تتواصل هذه الاقتحامات يوميا وتحت حراسة مشددة من سلطات الاحتلال، وهي بالأساس تستهدف تثبيت وتكريس واقع التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الاقصى، وتستهدف مواصلة التخريب والتهويد البصري والديني للأقصى، لينشأ جيلا مقدسيا يتربى على رؤية ومشاهدة قطعان المستوطنين وهم يدنسون باحات المسجد الأقصى وبصورة يومية؛ في المقابل تقوم السلطات الصهيونية بمنع المرابطين والمرابطات من المكوث في المسجد الأقصى و تشدد على المقدسين منع الوصول للأقصى للصلاة في باحاته والدفاع عنه من جرائم المستوطنين .

إن الاحتلال الصهيوني وضمن سياساته الخطيرة والخبيثة بعيدة المدى يقوم باستغلال ما تسمى الطقوس التوارتية حتى ذرائع حرية العبادة ( للمستوطنين )، و تعمل دعم استمراريتها بهدف تثبيت واقعا جديدا على المسجد الأقصى يتمثل بفرض التقسيم الزماني والمكاني، وعلى مدى سنوات يصبح واقعا يجب على الفلسطينيين والمقدسين التعامل معه والاعتراف به .

وحسب المراكز البحثية المقدسية فإن طقوس المستوطنين التوراتية  كثيرة منها ( مباركات الزواج وبركة الكهنة،والنفخ بالبوق، وتقديم القرابين، والصلوات التلمودية، وغيرها من عبادات تكهنية زائفة ولا أصل لها في الشرائع السماوية )؛ حيث أصبحت اقتحامات المستوطنين أمرا ثابتا، وواقعا شبه يومي منها  الصلوات العلنية والصامتة ومباركات الزفاف للمستوطنين واحتفالات البلوغ، وغيرها التي تأتي  ضمن المخططات الخطيرة والخبيثة  لما تسمى "جماعات الهيكل" التي تعتبر المسجد الأقصى "مكانا يهوديا مقدسا وهيكلا قائما" حتى لو كانت أبنيته إسلامية بحسب الباحثين والمختصين في الدراسات المقدسية.

ويشدد كاتب المقال على أن هذه الجماعات تسعى عبر طقوسها التلمودية إلى تزييف وتحريف هوية المسجد الأقصى الإسلامية من كونه مكانا مقدسا إسلاميا خالصا إلى اعتباره موقعا مشتركا ضمن "التقسيم الزماني والمكاني" للمسجد الأقصى .

وحسب المصادر البحثية المقدسية نلخص لكم  أبرز الطقوس التوراتية التي تقام في باحات المسجد الأقصى منها صلاة الصباح (شحاريت) وهي قراءة فردية أو جماعية مع أجزاء منتقاه مما تسمى "أدعية البركات"، وأصبحت تؤدى على نحو شبه يومي داخل المسجد الأقصى علنا، وصلاة بعد الظهر(منحاه) وهي  تؤدى أحيانا في اقتحام ما بعد الظهر، وما تسمى صلاة (المنيان) وهي صلاة يفضّل اليهود أداءها جماعة وحتى يتسنى ذلك هناك نصاب للجماعة يدعى"المنيان"، وهو 10 ذكور يهود بالغين، ومنها طقوس  (نعنوع) وهي عبارة عن حركات اهتزاز وتمايل يؤديها المستوطنون ويظهرونها خلال صلواتهم في الأقصى، هذا إضافة إلى مباركات الزفاف للمستوطنين إذ يعمد العروسان إلى اقتحام الأقصى قبيل زفافهما، والصلاة فيه بمباركة أحد الحاخامات، ثم التقاط الصور التذكارية والرقص عند باب السلسلة، بالإضافة إلى رفع العلم الصهيوني في باحات الأقصى والنفخ بالبوق وتقديم القرابين وغيرها الكثير من الطقوس الصهيونية التي لا يتسع المقال لذكرها بل ذكرنا بعض منها .

إن سلطات الاحتلال الصهيونية والجماعات الدينية المتطرفة ما تسمى جماعات الهيكل المزعوم، تواصل الليل بالنهار لحبك المخططات الخبيثة والخطيرة على المسجد الأقصى، وتعمل كل ما في وسعها لتنفيذ مخططات التهويد والتقسيم الزماني والمكاني بصورة يومية بهدف تكريس واقعا جديدا على المسجد الأقصى وتثبيت التقسيم الزماني والمكاني على الأقصى، وبعد ذلك نصحو على كنس يهودية وأصنام في باحات الأقصى تمهيدا لتدمير الأقصى بصورة كاملة لبناء هيكلهم المزعوم ..

إلى الملتقى ،،

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت