- بقلم : ثائر محمد حنني الشولي
في ضوء التصعيد الصهيوني الخطير بالأراضي العربية المحتلة وتحديداً في القدس والمسجد الأقصى المبارك , وكذلك تسارع وتيرة الإستيطان والتهويد في مختلف مناطق الضفة الغربية بشكل جنوني لم يسبق له مثيل , إضافة لمحاولات ضم الأغوار الفلسطينية التي تشكل وحدها ثلث أراضي الضفة المحتلة .. وجملة القوانين العنصرية التي شرعنتها ما يسمى الكنيست الإسرائيلي بهدف تصفية القضية الفلسطينية.. وسياسة هدم القرى الممنهجة.. والسيطرة على أحواض المياه الجوفية ومصادر الينابيع الفلسطينية, وإطلاق يد جيش الإحتلال في قتل الفلسطيني وتعذيبه وسجنه وقمعه حتى أضحت حياة الفلسطيني مع جملة هذه السياسات شبه مستحيلة وفيها من الصعوبات ما يمكن وصفه بتحويل كل مدن وبلدات ومخيمات الضفة الى سجن كبير.. وبواباته عبارة عن حواجز للموت تفصل المدن والبلدات بعضها عن بعض.. وعلى عتباتها قد يسحق الفلسطيني برصاصات جنود الإحتلال التي تخترق الإجساد لسبب أو لغير سبب وأحياناً كثيرة لمجرد شُبهة وبطريقة مهينة تشي بعدم إعترافهم باّدمية الإنسان الفلسطيني وإنتسابه للجنس البشري.. وعلى مسمع ومرأى العالم وعدسات الرقابة الدولية التي لم ولن تحرك ساكناً أمام فظاعة الجرائم الصهيونية بحق أبناء الشعب العربي الفلسطيني .. بينما تنبري عيونهم للبكاء على ضحية في أوكرانيا أو أي بلد أوروبي اّخر من باب الكيل بمكاييل عدة ... والأدهى والأمر من كل ذلك أنه وبالتزامن مع عمق الهجمة الصهيونية وفداحتها تتسابق بعض الحكومات العربية للتطبيع مع الكيان العنصري المجرم.. وكأنها تبارك جهود الإحتلال الحثيثة الهادفة الى تصفية القضية والشعب والأمة , وتعلن بلا خجل ولا وجل إستعدادها التام والكامل للدخول في أحلاف عسكرية إقليمية بقيادة صهيونية تجسيداً لحقيقتهم المعادية للشعب العربي من المحيط الى الخليج وبرائتهم من فلسطين والأمة العربية وقضاياها المصيرية ومستقبل أجيالها القادم وتطلعاتها للغد المشرق والنهوض من كبوة الضعف والتخلف والتجزئة .
وعلى وقع هذا المشهد الخطير جداً.. فلسطينياً وعربياً .. وإحتمالات الإنفجار الكبير إزاء صلف الحكومة الإسرائيلية وضربها عرض الحائط كل شروط ومحددات السلام الممكن في المنطقة , إضافة للمتغيرات الدولية بالتزامن مع قرع طبول الحرب الروسية الإوكرانية وإحتمالات الإنزلاق نحو العودة مجدداً للحرب الباردة وسباق التسلح ومزيد من المحاور والتكتلات العسكرية.. تأتي زيارة الرئيس الأمريكي جوبايدن في الثلث الأخير من شهر تموز عام 2022م كمحاولة منه وإدارته ودولته العميقة لنزع فتيل الأزمة وإمكانية الإنفجار وإنفلات الأمور بشكل قد يضر إسرائيل ويؤدي الى عزلتها.. بل وإمكانية زوالها عن الوجود وإنتهاء مشروعها الإستعماري في المنطقة .. وعليه فإن جهوده بالتأكيد سوف تنصب في محاولة إنقاذ المشروع الإستعماري الصهيوني وتهدئة الجانب العربي بمزيد من المسكنات الأمريكية الممهورة بوافر المال وجزيل الهدايا وبعضاً من المقترحات التجميلية والشكلية دون الولوج في المحتوى الجوهري والعميق الذي يفيد بضرورة إنهاء الإحتلال وإنصياع الدولة العبرية العنصرية لشروط ومحددات السلام الحقيقي مع ضمان حق تقرير المصير وعودة جميع اللاجئين بما ينسجم وقرارات الشرعية الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية العادلة.
إزاء ما تقدم من معطيات وبالنظر لجميع الإتفاقات برعاية أمريكية الموقعة مع الجانب الصهيوني وعبر مسيرة ثلاثون عاماً من المفاوضات العبثية التي إستثمرتها دولة الإحتلال كغطاء من أجل تمرير كافة مشاريعها الإستيطانية والتهويدية الهادفة الى شطب وتصفية القضية الفلسطينية وتهويد كافة الأراضي العربية المحتلة بما فيها الضفة الغربية المحتلة عام 1967م ضاربةً بعرض الحائط كل شروط ومحددات العملية السلمية المستندة لقرارات الشرعية الدولية وبما يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الأراضي العربية المحتلة عام 1967م وعاصمتها القدس الشريف .. وعليه فإنه بات لزاماً على الكل الفلسطيني إعادة النظر في العملية السياسية برمتها وإتفاق أوسلو, والعمل على تطبيق قرارات المجلس المركزي الأخيرة بهذا الشأن, والسعي حثيثاً نحو تحقيق الوحدة الوطنية وبناء إستراتيجية مقاومة فاعلة ضد الإحتلال ومكلفة لجيشه المجرم وعتاة مستوطنيه , إضافة لضرورة تعزيز عرى العلاقات النضالية وتوثيقها بكافة القوى القومية التقدمية الديمقراطية والإسلامية العربية وكافة قوى السلام والحرية والإشتراكية في العالم من أجل الضغط على القوى الإمبريالية والصهيونية وتكثيف الجهود وإستنهاض كل إمكانات ومقدرات الأمة على طريق دحر الإحتلال بالقوة وكنس المستوطنين والمستعمرين من كافة الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة .
بقلم : ثائر محمد حنني الشولي
بيت فوريك – فلسطين المحتلة
تموز – 2022م
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت