كتب الأسير الفلسطيني، الناشط الحقوقي المقدسي، صلاح الحموري، رسالة من سجن عوفر الإسرائيلي للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بمناسبة عيد استقلال فرنسا الذي يصادف اليوم.
وقال الحموري في رسالته التي اطلعت عليها "وكالة قدس نت للأنباء": أكتب لك هذه الرسالة، ونحن على أعتاب تاريخ 14/07، هذا التاريخ العظيم الذي غير وجه العالم، وجلب قيم الإنسانية والديموقراطية، وثبت شعار الجمهورية الفرنسية: "حرية وإيخاء ومساواة".
وأضاف الحموري :" هذه المعايير والقيم الإنسانية التي كانت نتاج النضال الذي خاضه مئات آلاف الفرنسيين من أجل الخلاص من الظلم والفقر والاضطهاد، حيث لا يزال سقوط سجن "الباستيل" في هذا التاريخ يشكل بالنسبة لي بوصلة عنوانها أن الشعوب هي صاحبة الحق في تقرير مصيرها."
وتابع :" أود اليوم من خلال هذه الرسالة فقط تذكيرك أنني موجود في باستيل اسمه "عوفر" على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتذكيرك أيضا أني معتقل على ذمة الاعتقال الإداري للمرة الثالثة، وهو الاعتقال الذي لا يوجه فيه أي تهم وأخضع فيه مع بقية الأسرى الإداريين، لمحكمة عسكرية صورية تحمل نفس الشكل والمضمون للمحاكم العسكرية التي كانت في فرنسا، والتي حكمت بالإعدام وسحب الجنسية للجنرال ديغول."
وقال الحموري متسائلا ، هل تعلم سيادة الرئيس أننا في سجون دولة احتلال تصنفها العديد من المؤسسات القانونية والحقوقية التابعة للأمم المتحدة أنها دولة أبارتهايد، وأحد أسباب هذا التصنيف هو الاعتقال الإداري. وهو كما وصفه مناحيم بيغن الزعيم الصهيوني أثناء جلسة في الكنيست بأنه اعتقال قائم على "قانون استبدادي وغير أخلاقي" عام 1951.
وقال الأسير الفلسطيني، الناشط الحقوقي المقدسي، صلاح الحموري مخاطبا الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون :" اسمح لي أن أسالك اليوم: ما هو السبب في ازدواجية معاييرك في التعامل مع الشعوب التي تخضع للظلم؟ عندما رأيتك في أكثر من مناسبة وأنت تدافع عن الشعب الاوكراني، وتتحدث عن آلامه وعذاباته، ونسيت أو تتناسى أننا شعب يتعرض للظلم والاحتلال منذ 78 عاماً. هذه هي نفسها دولة الاحتلال التي تصر أنت على معاملتها كدولة فوق القانون الدولي، وهي مستمرة في سياسة التطهير العرقي الكولونيالي، وتسعى كل يوم الى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه."
وقال الحموري " أنا اليوم وبصدق، أشعر كأنني مواطن من الدرجة الرابعة أو الخامسة بالنسبة للدولة الفرنسية، في ظل استمرار فرنسا بالتغاضي، والسماح لدولة الاحتلال بالاستمرار في اعتقالي بدون تهم وبدون محاكمة."
وختم قائلا :" يجب ان تعلم سيادتك أن قيم الحرية والعدل والمساواة هي قيم غير قابلة للتجزئة، وهي من حق كل الشعوب، وأتنمى أن تمتلك القليل من الجرأة من أجل الضغط على دولة الاحتلال لإطلاق سراحي."
وفيما يلي النص الكامل للرسالة كما وصلت وكالة قدس نت للأنباء:
To The French Republic president Emanuel Macron
From Prison Cell No. 4 of Ofer prison on 03 July 2022
Mr. President,
I write you this letter in the run-up to July 14, this date of utmost significant to the world, and which brought forth the values of humanity and democracy that underpin the French moto “Liberty, Equality, Fraternity”. This slogan captured the will of hundreds of thousands of French citizens in their struggle to eradicate the injustice, oppression and hunger that blighted their lives. The storming of the Bastille on July 14, and the liberation of those prisoners unjustly held by the Ancient Regime, has shaped my conviction that the right to self-determination will always be claimed and enjoyed by the people themselves.
Today I am in a Bastille called “Ofer” in the occupied Palestinian Territory, being held for a third time under ‘administrative detention’. There have been no charges issued against me, and me and my fellow prisoners are subject to military courts similar to those that sentenced General De Gaulle to execution and citizenship revocation.
Mr. President did you know that we, Palestinian political prisoners, are incarcerated in prisons establish and operated by an occupying state considered to be practicing Apartheid by many human rights organizations and the United Nations? Do you know that one reason for this designation is the unjust use of ‘administrative detention’, to imprison us without even the pretense of a trial? So far is this law from the standards of humanity that even Zionist leader Menachem Begin described it as “tyrannical, and unethical” in a Knesset debate in 1951.
Mr. President, what is the reason behind your double standard in the treatment of people living under oppression? I have seen you on several occasions defending the people of Ukraine and speaking up for the pain and torture they are facing, while you seem to have forgotten, or are deliberately ignoring, that we Palestinians have been facing injustices and occupation for 78 years now. This occupying, colonial state has been continuously ethnically cleansing the Palestinian people from their land, yet you treat it with impunity and, by your actions, show that you consider it above the law.
Today, I truly believe, that I am a fourth or fifth class citizen of the French state. This is evident due to the state’s consistent negligence and lack of action to end my continued detention, which is taking place without any charges or trial.
Your excellency should be aware that the values of freedom, justice and equality are indivisible and should be enjoyed by all peoples, along with their inalienable human rights. I hope that you will find the courage to act with a clear conscience and pressure the occupying state to ensure my immediate release.
Salah Hammouri
ترجمة الرسالة إلى العربية :
الى رئيس الجمهورية الفرنسية
ايمانويل ماكرون
من زنزانة رقم "4" في سجن عوفر بتاريخ 3 تموز 2022
تحية طيبة وبعد،
أكتب لك هذه الرسالة، ونحن على أعتاب تاريخ 14/07، هذا التاريخ العظيم الذي غير وجه العالم، وجلب قيم الإنسانية والديموقراطية، وثبت شعار الجمهورية الفرنسية: "حرية وإيخاء ومساواة".
هذه المعايير والقيم الإنسانية التي كانت نتاج النضال الذي خاضه مئات آلاف الفرنسيين من أجل الخلاص من الظلم والفقر والاضطهاد، حيث لا يزال سقوط سجن "الباستيل" في هذا التاريخ يشكل بالنسبة لي بوصلة عنوانها أن الشعوب هي صاحبة الحق في تقرير مصيرها.
أود اليوم من خلال هذه الرسالة فقط تذكيرك أنني موجود في باستيل اسمه "عوفر" على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتذكيرك أيضا أني معتقل على ذمة الاعتقال الإداري للمرة الثالثة، وهو الاعتقال الذي لا يوجه فيه أي تهم وأخضع فيه مع بقية الأسرى الإداريين، لمحكمة عسكرية صورية تحمل نفس الشكل والمضمون للمحاكم العسكرية التي كانت في فرنسا، والتي حكمت بالإعدام وسحب الجنسية للجنرال ديغول.
هل تعلم سيادة الرئيس أننا في سجون دولة احتلال تصنفها العديد من المؤسسات القانونية والحقوقية التابعة للأمم المتحدة أنها دولة أبارتهايد، وأحد أسباب هذا التصنيف هو الاعتقال الإداري. وهو كما وصفه مناحيم بيغن الزعيم الصهيوني أثناء جلسة في الكنيست بأنه اعتقال قائم على "قانون استبدادي وغير أخلاقي" عام 1951.
اسمح لي أن أسالك اليوم: ما هو السبب في ازدواجية معاييرك في التعامل مع الشعوب التي تخضع للظلم؟ عندما رأيتك في أكثر من مناسبة وأنت تدافع عن الشعب الاوكراني، وتتحدث عن آلامه وعذاباته، ونسيت أو تتناسى أننا شعب يتعرض للظلم والاحتلال منذ 78 عاماً. هذه هي نفسها دولة الاحتلال التي تصر أنت على معاملتها كدولة فوق القانون الدولي، وهي مستمرة في سياسة التطهير العرقي الكولونيالي، وتسعى كل يوم الى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه.
أنا اليوم وبصدق، أشعر كأنني مواطن من الدرجة الرابعة أو الخامسة بالنسبة للدولة الفرنسية، في ظل استمرار فرنسا بالتغاضي، والسماح لدولة الاحتلال بالاستمرار في اعتقالي بدون تهم وبدون محاكمة.
يجب ان تعلم سيادتك أن قيم الحرية والعدل والمساواة هي قيم غير قابلة للتجزئة، وهي من حق كل الشعوب، وأتنمى أن تمتلك القليل من الجرأة من أجل الضغط على دولة الاحتلال لإطلاق سراحي.
صلاح حموري