ينتظر المزارع زاهر طنطيش (63 عاماً)، موسم حصاد فاكهة التفاح بفارغ الصبر، لقطفه وتجهيزه استعداداً لبيعه في الأسواق المحلية، في بيت لاهيا شمال قطاع غزة.
يقول طنطيش في لقاء مع وكالة (APA) إن مزرعته تضم أصناف متعددة من الفواكه في جميع مواسم العام، لكن موسم التفاح يعد أعرقها، لاشتهار منطقة بيت لاهيا في زراعة ما يُعرف بـ (التفاح اللهواني).
وتم تسميته باسم (التفاح اللهواني) نسبة إلى بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع، التي كانت تشتهر في السابق بزراعته بكثرة، ما بين شهري مايو ويوليو ليسبق نظيره من الأنواع الأخرى.
وذكر أن التفاح اللهواني الأصلي تم إضافة تحسينات جديدة عليه، تسمى (آنا الأمريكي)، الذي أضاف نكهة مميزة للمحصول.
واستدرك طنطيش "هناك نوعية من التفاح اللهواني انقرضت منذ 30 عاماً وتم استبدالها بنوعية أخرى تسمى (آنا)، وهي تجديد للتفاح اللهواني ولكنها ليست التفاح الأصلي الذي عرفته غزة قبل ثمانينيات القرن الماضي".
وعن أسباب انقراض هذه النوعية من التفاح، قال "إن تشبع التربة بالرطوبة أدى إلى موت معظم الأصناف في البداية بسبب اختناق الجذور وعدم تحملها لنسبة الرطوبة المرتفعة".
وأوضح طنطيش أن محصول التفاح اللهواني (آنا) هذا العام جاء وفيراً، بالرغم من محدودية الأراضي التي تختص في زراعته.
وتطرق إلى أن منتج التفاح اللهواني (آنا) يُنافس المنتجات الزراعية المستوردة، لجودته العالية، وكثرة الطلب عليه في الأسواق المحلية بقطاع غزة.
ولفت طنطيش إلى أن أسعار التفاح اللهواني (آنا) بمتناول الجميع، حيث يتراوح سعره ما بين 4 إلى 4 ونصف شيكل للكيلو، بسعر الجملة.
وتحدث عن محدودية الأراضي الزراعية التي تهتم بزراعة التفاح في قطاع غزة، لذلك تلجأ الجهات المختصة للاستيراد، لتغطية الطلب في الأسواق المحلية.
ونوه طنطيش إلى أن منطقة بيت لاهيا من أنسب المناطق لزراعة فاكهة التفاح، لمناسبة المناخ والتربة الرملية المختلطة، وتوفر المياه النقية.
وأشار إلى طول أيام حصاد فاكهة التفاح، عكس الفواكه الأخرى مثل الخوخ والمشمش، حيث يستغرق حصاده مدة شهر، لبطء استواءه.
وذكر طنطيش أن زراعة فاكهة التفاح تحتاج إلى جهد ومتابعة مستمرة، لحساسية الشتلة الخاصة بها، حيث تحتاج إلى بيئة مناسبة، وعناية كبيرة في رش المبيدات الحشرية ومكافحة الآفات، واختيار التسميد المناسب.
وختم حديثه "أعمل في هذه المزرعة أنا وأبنائي، وتوارثنا المهنة من أجدادنا الذين امتهنوها منذ مئات السنين، فتعتبر مهنة تاريخية وتراثية في العائلة، نحرص على امتدادها جيلاً بعد جيل".
