- د. ناجى احمد الصديق الهادى السودان
لم تكن القضية الفلسطينية غائبة عن الأجندة الأمريكية بمثل ها هى عليه اليوم ، فمنذ الاحتلال الاسرائيلى للاراضى الفلسطينية فى عام 1948م كانت الولايات المتحدة مهمومة بقضية فلسطين لكونها واحدة من الدول التي كان لها دورا كبيرا فى تعزيز ذلك الاحتلال وبالرغم من ذلك الهم الذى حملته على عاتقها لم يكن في يوم من الأيام ذا جدوى فعلية الا انه كان حاضرا وربما فاعلا فى بعض الاحيان ولكن تقلبات السياسة التى لا تبقى حال هوت بالقضية الفلسطينية فى احندة أمريكا الى نهاية السطر .
ربما تفاءل الفلسطينيون قليلا يوم جاء بايدن الى البيت الأبيض وربما كان بايدن نفسه قد وعد فى أكثر من مكان بحل القضية الفلسطينية بإقامة دولتين على ارض فلسطين وربما كان الفتور الواضح بين الرئيس بايدن والقيادة الاسرائلية قد عزز ذلك التفاؤل ولكن الحديث من خارج السلطة ليس كالحديث من داخلها فقد علم الرئيس بايدن ان امن وبقاء اسرائيل واحدة من مرتكزات السياسة الخارجية الأمريكية وانه ليس بوسعه ان يقدم لفلسطين أكثر من الدعم المالي ولعله كان يريد الاستمرار فى إمساك العصا من المنتصف من اجل حلحلة القضية الفلسطينية بحيث بيقى حاضرة فى الأذهان ولكن بعيدة جدا من موجبات الحلول النهائية غير ان حدثا لم يكن فى الحسبان عجل بالإسراع الى توضيح الرؤيا دون مواربة فالحدث هو الحرب الاوكرنية والصورة هى الالتزام بامن فلسطين حتى وان كان على حساب القضية الفلسطينية وعلى هذا الأساس جاءت الزيارة التاريخية لبايدن الى كل من اسرائيل وفلسطين .
فور وصول الرئيس الامريكى الى تل ابيب أوضح بكل جلاء ان اسرائيل ستظل دولة فوق الجميع وان التزام امريكا بضمان أمنها التزام ابدى وان فلسطين تستحق حلا يضمن لها دولة ذات سيادة وكانت تلك الكلمات التي تم صياغتها بما عرف بإعلان القدس كافية لانفراد قادة اسرائيل بالمشهد على اعتبار انها أخذت كل ما تريد دون تعطى ولو وعودا خلبا لحل القضية .الفلسطينية
لم تكن القيادة الفلسطينية ولا الشعب الفلسطيني ينتظر من الرئيس بايدن اكثر من المواساة فالكل كان بعلم ان كل وعود الرئيس الامريكى السابقة قد ذهبت أدراج الرياح وانه لم يتبق له الا المال يوزعه على فقرائهم وهم كثر ولا يعلم احد ان كان المنعطف الذى يمر به العالم الان سببا فى هذا الغياب الكامل لحل القضية الفلسطينية ام انه استراتنيجية امريكية مستدامة عجل ذلك الظرف بظهورها ولعل حركة حماس كانت اكثر ادراكا للعقلية الامريكية التى تدير الصراع الفلسطيني حينما تحدث الناطق باسمها مبكرا بان زيارة بايدن تهدف الى حماية المشروع الصهيوني عبر تعزيز الانقسامات فى المنطقة وتشكيل اصطفافات جديدة تستهدف القوى الحية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت