تعهدت 4 دول في مجلس التعاون الخليجي بدفع 100 مليون دولار أميركي إضافية لشبكة مستشفيات القدس الشرقية، كانت الإمارات أعلنت قبل أكثر من أسبوع حصتها منها.
وذكر صحيفة "الأيام" الفلسطينية أنه في حين أن 100 مليون دولار تعهد بها الرئيس الأميركي جو بايدن ما زالت بانتظار موافقة الكونغرس، فإن شبكة مستشفيات القدس لم تتلقَ أي معلومات عن كيفية صرف الـ 100 مليون التي تعهدت بها 4 دول خليجية لشبكة مستشفيات القدس التي تضم 6 مستشفيات.
وجاء في بيان مشترك، صدر في ختام قمة الولايات المتحدة الأميركية ودول مجلس التعاون الخليجي في جدة،: "أعرب الرئيس بايدن عن تقديره لتعهد دول مجلس التعاون الخليجي بتقديم 100 مليون دولار لشبكة مستشفيات القدس الشرقية، التي توفر الرعاية الصحية المنقذة للحياة للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية".
ولم يدلِ البيان بتفاصيل حول الدول التي ستدفع هذه المساعدة، لكن بياناً أميركياً تفصيلياً، نشرته "الأيام"، أشار إلى أنها ستأتي من الإمارات والسعودية وقطر والكويت.
وقال البيان الذي صدر عن البيت الأبيض: "بعد إعلان الرئيس بايدن في 15 تموز عن مساهمة أميركية بمبلغ 100 مليون دولار لشبكة مستشفيات القدس الشرقية، تعهدت الكويت وقطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بتقديم 25 مليون دولار لكل منها، بمبلغ إجمالي مماثل قدره 100 مليون دولار".
وأضاف: "ستساعد حزمة مساعداتنا المجمعة البالغة 200 مليون دولار شبكة مستشفيات القدس الشرقية على تحديث بنيتها التحتية، وتحسين رعاية المرضى لآلاف الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية وغزة، الذين يعتمدون على الشبكة في العلاج المنقذ للحياة".
وكانت الإمارات أعلنت قبل أكثر من أسبوع مساهمتها هذه بقيمة 25 مليون دولار لصالح مستشفى المقاصد.
وعند زيارته لمستشفى المطلع "أوغستا فكتوريا"، الجمعة الماضي، قال بايدن: "يسعدني أن أعلن اليوم عن التزام الولايات المتحدة بتقديم 100 مليون دولار إضافية لدعم شبكة المستشفيات والعاملين لديكم، والعمل الذي تقومون به من أجل الشعب الفلسطيني".
وأضاف: "نأمل أن يولد مبلغ المئة مليون دولار هذا مساهمات كبيرة أخرى من دول أخرى تركز على صحة الشعب الفلسطيني، حتى يتمكن من الحصول على أفضل رعاية ممكنة، ويعرف أن ثمة مكاناً يلتجئ إليه وأن مرشدين يساعدونهم خلال العملية".
غير أن البيت الأبيض أشار إلى أن هذه الأموال ستصل بعد موافقة الكونغرس الأميركي.
وقال في ورقة حقائق نشرتها "الأيام": إن المساعدة "لعدة سنوات تصل إلى 100 مليون دولار لشبكة مستشفيات القدس الشرقية، بعد الحصول على موافقة الكونغرس على ذلك. وتضم شبكة مستشفيات القدس الشرقية ستة مستشفيات في القدس الشرقية تقدم خدمات متخصصة، بما في ذلك طب الأورام وغسيل الكلى والعناية المركزة لحديثي الولادة، وخدمات الأمومة وطب العيون والطوارئ المتخصصة، لخمسين ألف مريض سنوياً من القدس الشرقية والضفة الغربية وغزة".
وأضاف: "وتوفر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية التمويل الذي يقترن بإصلاحات النظام الصحي والمستشفيات".
وكان عبد القادر الحسيني، رئيس شبكة مستشفيات القدس، أشار إلى أن لقاء بايدن مع شبكة مستشفيات القدس "استغرق 12 دقيقة".
وقال: "لمدة 12 دقيقة، وقفنا في بهو مستشفى المطلع محيطين بالرئيس بايدن، أنا ومدراء المستشفيات الخمسة، ومديرة مؤسسة الأميرة بسمة، نتبادل أطراف الحديث. كنت قبل ذلك قد فوضت من قبل زملائي أعضاء الشبكة بأن أبدأ بالحديث بعد الانتهاء من مراسم الاستقبال. وقيل لنا: سيكون معكم خمس دقائق للحديث مع الرئيس الأميركي وقد تمتد المدة إلى سبع دقائق".
وأضاف في تدوينة أمس: "جلست، طوال اليوم والليلة السابقة للزيارة، وبعد أن أعددت بمشاركة ومشورة واسعة رسالة مكتوبة موجهة للرئيس بايدن، سلمت لطاقمه قبل بدء الزيارة، جلست أفكر ماذا يمكن أن يقال لرئيس أميركي في أول زيارة له لمؤسسة فلسطينية في القدس المحتلة".
وتابع الحسيني: "وسألت نفسي وأنا أشعر بمدى قصر المدة الزمنية المتاحة لنا وعلى الواقف، لماذا لا يعطى الوقت الكافي لسماع رواية الشعب الفلسطيني من الفلسطينيين أنفسهم، ونحن بالحقيقة شعب قوي له تأثير لا يستهان به بحكم قوة قصتنا وانتشارنا الواسع في المنطقة والعالم، وبحكم المكانة العالية التي يحتلها عدد كبير من الفلسطينيين والفلسطينيات من علماء وأطباء ومعلمين وممرضين، ومهندسين وأدباء وفنانين وصحافيين واقتصاديين وسياسيين، في مواقع مهمة من الخليج الذي يضعه الرئيس بايدن نصب عينيه، إلى الولايات المتحدة التي يفترض أن يعود إليها بالنتائج المأمولة، وفكرت أن أبدأ حديثي معه من هنا".
وأشار الحسيني إلى أنه "حضرت نفسي لأكثر من سيناريو، فإن شعرت أن المدة لن تتجاوز الخمس ثوان، كنت سأقول جملة واحدة: نحن نريد إنهاء الاحتلال وليس تحسين ظروف العيش تحته".
وقال: "لكن حديث البهو هذا استمر كما حسبها أحد مدراء المستشفيات المشاركين 12 دقيقة، لقد قلت للرئيس بايدن: إن زيارته تكتسب أهمية كبيرة لسببين، الأول أنها تأتي في وقت يشعر فيه الشعب الفلسطيني بالإهمال، وزيارته إلى القدس الشرقية تبعث الأمل بأن هناك إمكانية للتغيير، وأننا نأمل أن ينتج عن الجولة كلها مسار سياسي يفضي إلى إنهاء الاحتلال، فنحن نريد إنهاء الاحتلال وليس تحسين الحياة تحته. والأمر الآخر أن زيارته لنا مهمة للإسرائيليين؛ لأنهم يعرفون أن القدس ليست موحدة، وفي الواقع فإن هذا الجزء محتل والإسرائيليون يتعاملون معنا كقوة احتلال وضمن سياسات الأبارتهايد".
وأضاف: "قلت هذا الكلام وأنا أعي تماماً مدى شعور الإسرائيليين في أعماقهم بفشل فكرة القدس الموحدة، وليس أدل على هذا الفشل من ترحيل الحكومات الإسرائيلية المتتالية للأزمات المتصاعدة في القدس إلى الأجهزة الأمنية والشرطة التي لا تجد أسلوباً للتعامل مع الأزمات سوى القمع وفرض سياسات منسوخة عن نظام الأبارتهايد".
وتابع: "وكان من ضمن ما أتأمله من زيارة أهم وأكبر صديق لإسرائيل، أن يساعد الإسرائيليين كصديق على الاعتراف بهذه الحقيقة التي ينكرونها، رغم شعورهم الداخلي العميق بها بأن القدس الشرقية هي منطقة محتلة، وأن الحل يبدأ بإنهاء الاحتلال. عندها يمكن الحديث عن أفكار أخرى عملية من قبيل فكرة عاصمتين في مدينة مفتوحة".
وقال الحسيني: "أتأمل أن يقرأ الرئيس بايدن رسالتنا المكتوبة بتمعن، وأن يأخذ في الاعتبار هو وباقي القادة في العالم قوة الشعب الفلسطيني وتأثيره. صحيح أن قوتنا غير ظاهرة؛ فنحن لا نمتلك جيشاً، وليس لدينا مطار أو ميناء، لكن لدينا قوة كامنة هائلة، قوة إيجابية نابعة من إيماننا بقضيتنا وتمسكنا بحقوقنا، واعتدادنا بقصتنا، وتطلعنا الواعي إلى دور غير دور الضحية، وهي قوة أساسية لتحقيق الاستقرار والرخاء والسلام في المنطقة".