- قلم / د. غسان مصطفى الشامي
عاد ساكن البيت الأبيض إلى أدراجه، بعد زيارة خاطفة وسريعة بدأها بزيارة الكيان الصهيوني، ثم السعودية بصفتها الدول العربية المركزية ولأهميتها في مجال النفط والطاقة خاصة في ظل الأحداث العالمية والتهديد الروسي المتواصل بقطع النفط عن أوروبا .
لا شيء جديد يذكر تحمله زيارة العجوز السبعيني (جو بايدن)، سوى التأكيد على حماية أمن الكيان الصهيوني، ومواصلة تنفيذ مشاريع التطبيع بين الكيان ودول المنطقة، والتأكيد على التعهد الأمريكي باستمرار تقديم الدعم الكامل ولا سيما العسكري للكيان؛ هذا إضافة لإعطاء الدعم والمساندة للحكومة الصهيونية الجديد التي يرأسها ( يئير لبيد ) بالمضي قدما في جرائمها ضد الأرض الفلسطينية وضد الإنسان الفلسطيني،ومواصلة تهويد القدس والمسجد الأقصى المبارك .
ويشدد كاتب المقال على أن المتابع للسياسة الأمريكية، وكيفية تعامل الرؤساء الأمريكان مع المنطقة العربية، يجد أنهم منذ القدم يبيعون الوهم السياسي، والكلام المنمق، والعبارات الدبلوماسية الخبيثة للعرب؛ علاوة على الاطمئنان على القواعد الأمريكية في المنطقة ومتابعة عملها عن قرب؛ حتى وإن كانت زيارة سريعة من قبل الرئيس الأمريكي بالتأكيد تمثل أهمية للعاملين في المشاريع الأمريكية في المنطقة العربية.
إن الامريكان لن يعطوا شيئا للعرب أبدا، بل يسرقون ثروات وخيرات بلادنا العربية، ويكرسون واقع احتلالي واستعماري جديد للمشرق العربي عبر معاهدات واتفاقيات، ومزيد من القروض والأموال (المديونية) التي أصبحت تثقل كاهل العرب، وتزيد من الفاتورة الضريبية على العرب للبنك الدولي.
إن زيارة الرئيس الأمريكي العجوز المسن (بايدن) إلى المنطقة العربية ( الشرق الأوسط ) هي عادة يتبعها الرؤساء الأمريكان بعد تولي الرئاسة ضمن برامج زيارات الرئيس الأمريكي؛ وهذه الزيارة تهدف بالأساس إلى التأكيد على حماية أمن الكيان الصهيوني وتوسيع مخططاته التطبيعية مع الدول العربية، وهذا ما أكده رئيس الوزراء الصهيوني ( يئير لبيد)، الذي كتبت على صفحته الشخصية إن الرئيس الأمريكي (جو بايدن) أحد أفضل أصدقاء "إسرائيل" على الإطلاق في السياسة الأمريكية والذي قال عن نفسه: "ليس عليك أن تكون يهوديًا لكي تكون صهيونيًا .. أنا صهيوني".
هذه العبارات القليلة تؤكد على الهدف الرئيس من زيارة (بايدن) للمنطقة تتمثل بضمان وحماية أمن الكيان، وما كلام بايدن حول ( حل الدولتين ) سوى ذر الرماد في العيون وبيع الوهم للسلطة الفلسطينية، خاصة أن العجوز (بايدن) ليس لديه رؤية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأن سنواته التي سيقضيها في البيت الأبيض لن يخرج فيها بحل، بل مزيدا من الدعم والمساندة للكيان الصهيوني، وإعطاء ضوء أخضر لبناء أكبر عدد من المخططات والمشاريع الاستيطانية في القدس المحتلة، ومساندة الكيان لتحقيق حلم القدس الكبرى وتشريد الفلسطينيين من الأحياء المقدسية لاستكمال مخططات تهويد القدس والمسجد الأقصى المبارك.
إن الرئيس الأمريكي بايدن ليس لديه حلول بالأفق القريب والبعيد بخصوص القضية الفلسطينية، بل لم تعد القضية الفلسطينية هي الأولوية في القضايا الدولية، إنما ( بالنسبة للأمريكان ) فقط الكيان ومصالحه في المنطقة العربية هي القضايا الأساسية.
إن ما أعلنه الكيان الصهيوني من تسهيلات للفلسطينيين هي عبارة عن مقترحات لتخفيف الضغط على الكيان، وحتى لا ينفجر الفلسطيني في وجه الصهاينة، عبر مواصلة العمليات الفدائية في الكيان_ التي أصبحت شبحا تطارد الصهاينة، ولا يعرف الصهاينة كيفية مواجهتها، كما أن التسهيلات للشعب الفلسطيني المحتل والمحاصر هي واجبة بحكم القانون الدولي والمعاهدات والأعراف الدولية؛ لأن فلسطين أرض محتلة، عوضا عن أن الفلسطينيين لم يأخذوا شيئا من كافة المقترحات والمشاريع الأممية لحل القضية الفلسطينية وعلى رأسها حل الدولتين، وهو المشروع الأممي المبهم المعالم والحدود الذي يهدف لإنهاء القضية الفلسطينية وضمان قيام دولة يهودية على أرض فلسطين.
إن زيارة ( بايدن ) تمثل الوهم السياسي الذي يحمله الرؤساء والساسة الأمريكان، ولن يقدموا حلا للقضية الفلسطينية، بل مزيدا من الدعم للاحتلال الصهيوني وتكريس الواقع الأممي الظالم بحق فلسطين والفلسطينيين .
إلى الملتقى ،،
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت