- أحمد إبراهيم
لا شك أن خطوة دعم المستشفيات في القدس الشرقية عموما سواء من الولايات المتحدة الأميركية أو من أي طرف في العالم هي فكرة إنسانية رائعة ، وهو ما يعرفه العالم بأجمعه خاصة مع الأزمات التي يتعرض لها شعبنا سواء في الأراضي المحتلة أو بالمخيمات أو بكافة أنحاء العالم.
وأخيرا شاهدنا الرئيس الأميركي جو بايدن يزور القدس الشرقية وتحديدا مستشفى المطلع ويعلن عن حزمة مساعدات تبلغ حوالي 100 مليون دولار لهذه المستشفى أو بعض من المستشفيات الأخرى.
غير إنني وبناء على متابعة عدد من منصات ومواقع التواصل الاجتماعي تابعت احتجاج العديد من الفلسطينيين على زيارة بايدن ، وحمل البعض لافتات "حياة الفلسطينيين مهمة" (وهي فكرة واضحة عن "حياة السود مهمة ").
اللافت أن هذه الاحتجاجات جاءت متزامنة مع الانتقادات الحادة التي وجهتها عدد من القوى السياسية الفلسطينية لهذه الزيارة ، ومنها حركة حماس الفلسطينية والتي أتهمتها مصادر في الأجهزة الأمنية الفلسطينية بأنها تقف وراء تلك الاحتجاجات وتحاول تخريب الزيارة والمساعدات المالية الأمريكية.
وبعيدا عن كل هذا أعتقد أن هناك مصلحة وطنية عليا تدفعنا جميعا إلى ضرورة الانتباه والالتفات إلى صالح الوطن ، وأرى أن صالح الوطن كان يتمثل في ضرورة استقبال جو بايدن ونقل صورة الوضع القائم بالأراضي المحتلة إليه ، سواء في القدس أو في عموم الأراضي الفلسطينية.
وأعتقد أن الزيارة نجحت أميركيا في كثير من النقاط ، وقد نجحت فلسطينيا أيضا في عرض الكثير من وجهات النظر السياسية المهمة لشعبنا في مختلف المواقع.
ومن هنا تقتضي المصلحة الوطنية دوما علينا إلى أن ننتبه ونلتفت للواقع السياسي الصعب الذي نعيشه ، وأن نغلب المصلحة الوطنية العليا على المصلحة الحزبية ، وهو أمر في اعتقادي أنه مهم .
ولا يمكن باي حال من الأحوال أن أي خطوة سياسية أو استراتيجية تتخذها السلطة مع أي طرف خارجي تقابلها أيضا وفي نفس الوقت احتجاجات من حماس أو من أي طرف سياسي.
واعتقادي الشخصي ان لتوقيت الاعتراضات دوما حيز أو بعد يجب وضعه في الاعتبار، صحيح أن لحركة حماس الحرية المطلقة في أتخاذ أي إجراء ترغب به ، إلا أن الواقع السياسي الحالي وجمود مسيرة التسوية وتصاعد الأزمات ضد أبناء شعبنا في الأراضي المحتلة يدفعنا جميعا إلى إلقاء الضوء على دقة توقيت هذه الاحتجاجات.
اللافت في نفس الوقت أن حماس تنتقد وبشدة من يوجهون لها أي هجوم بسبب زيارة قياداتها إلى لبنان أو إجراء المصالحة مع سوريا ، وهو أمر غريب بالفعل خاصة وأن واقع العمل السياسي يفرض على أي تنظيم أن يرحب بالانتقاد ويتعاطى معه ، وألا يتجاهله ويوجهون الانتقادات لمن يقوم به.
وأيا كانت النتيجة فإن زيارة بايدن لفلسطين هي بالفعل زيارة مهمة ، وأعتقد أن السلطة نجحت وإلى حد كبير في تدشين الأجواء من أجل نجاح هذه الزيارة والأهم تحقيق أي مكاسب سياسية من ورائها، وهو أمر وحق أصيل لها يجب جميعا أن نساندها به.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت