يخوض 75 أسيرا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، يوم الأحد، إضرابا مفتوحا عن الطعام، ويواصل 40 أسير إضرابهم عن الطعام لليوم الثالث، نصرة للأسيرين المضربين رائد ريان وخليل عواودة، رفضا لاعتقالهما الإداري المستمر، وسط ظروف صحية خطيرة، وذلك بعد فشل كافة المحاولات في الوصول إلى حل يضمن تحقيق حرّيتهما.
وأكَّد مسؤول ملف الأسرى في الجبهة الشعبيّة بقطاع غزة عوض السلطان، يوم الأحد، على "جدية المخاطر التي يتعرّض لها الأسير خليل عواودة والأسير رائد ريان، والضغوطات التي يتعرّض لها الأسرى الإداريون، واستمرار عزل القائد عاهد أبو غلمى في زنازين التحقيق".
ولفت السلطان خلال مؤتمر صحفي نظمته الجبهة أمام مقر الصليب الأحمر في غزة، إلى أنّه "وفي إطار الضغط لإنهاء معاناة عواودة وريان، والأسرى الإداريين، والقائد أبو غلمى، نعلن عن خوض 45 رفيقًا من منظمة السجون، معركة الإضراب إسنادًا للأسرى كدفعةٍ أولى، على أن يلتحق المزيد من أسرى الجبهة وغيرهم من رفاق دربهم من أبناء الحركة الأسيرة في دفعات جديدة".
الشعبيّة تعلن سلسلة فعاليات إسنادية للأسرى المضربين والقائد أبو غلمي
وقال السلطان، إنّ الجبهة الشعبيّة دعمًا وإسنادًا لهذه الخطوات الاعتقالية للأسرى، قررت تنظيم سلسلة من الفعاليات والأنشطة الإسنادية، وهي كالتالي: "اعتصام جماهيري مركزي أمام مقر الصليب الأحمر، يوم غدٍ الاثنين الموافق 25/7/2022، والذي ستوجه فيه الجبهة مذكرة لمؤسسة الصليب الأحمر الدولي باللغتين العربية والانجليزية، وفعالية إسنادية في بيت حانون شمال قطاع غزة، يوم الثلاثاء الموافق 26/7/2022، وتنظيم ورشات عمل حول الأسرى وسبل دعمهم مع مؤسسات حقوق الانسان، وتنظيم فعالية في محافظة خان يونس يوم الأربعاء الموافق 27/7/2022، وإقامة خيمة اعتصام في مدينة غزة، يوم الخميس الموافق 28-7-2022، وفعاليات متواصلة بعد ظهر يوم الجمعة الموافق 29-7-2022، وفعالية إسنادية للأسرى يوم السبت الموافق 30-7-2022 في المحافظة الوسطى، وفعالية إسنادية للأسرى يوم الأحد الموافق 31-7-2022 في محافظة رفح، وتنظيم أنشطة وفعاليات متنوعة إسنادًا للأسيرين المضربين، وللقائد أبو غلمى ولجميع الأسرى في مناطق مختلفة من الضفة المحتلة، وفي مناطق الشتات في لبنان وسوريا، وفي عواصم ومدن عالمية".
وحمّل السلطان "الاحتلال كامل المسئولية عن تدهور الوضع الصحي لعواودة وريان، واستمرار عزل القائد أبو غلمى، ومعاناة مئات الأسرى الإداريين والمرضى وكبار السن، والتي للأسف تتم على مرأى ومسمع المجتمع الدولي الصامت"، مُؤكدًا أنّ "استمرار سياسة التنكيل والقمع بحق الأسرى تتم بغطاء كامل من الدوائر السياسيّة الصهيونيّة، والتي هي بحاجة إلى رد وطني وشعبي رادع، وضاغط على الاحتلال من كافة المستويات وتفعيل كافة أشكال النضال بما فيها المقاومة المسلحة في مواجهة جرائم الحرب الصهيونية المستمرة بحق الحركة الأسيرة".
كما اعتبر أنّ "استهداف الاحتلال المتواصل للرفيق القائد عاهد أبو غلمى "أبو قيس" مسؤول فرع الجبهة في السجون، هو محاولة انتقامية يائسة وفاشلة من الاحتلال لكسر إرادته، وتحييد دوره النضالي وحضوره الوطني داخل قلاع الأسر، وفي إطار التصدي لإعلان أسرى الجبهة خوض معركة الاضراب المفتوح".
ودعا "جماهير شعبنا وقواه الوطنية والإسلامية والمؤسسات الرسمية والمجتمع المدني ولجان التضامن الدولية مع شعبنا إلى المشاركة الواسعة في الأنشطة والفعاليات التي أقرتها الجبهة تضامنًا مع الأسرى المضربين ومع القائد أبو غلمى، أو أي فعالية سيتم الإعلان عنها لاحقًا"، داعيًا "وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة إلى تغطية هذه الفعاليات والأنشطة، وإلى تسليط الضوء على معاناة الأسيرات والأسرى في السجون وخصوصًا الأسرى الإداريين من خلال التقارير والنشرات والبرامج المنوعة".
وفي ختام المؤتمر، أكَّد السلطان، أنّ "سياسة التنكيل والقمع والاعتقال الإداري لم ولن تنجح في كسر إرادة الأسرى، الذين سيواصلون خوض معركة الإرادات والتصدي لسياسات ما يُسمى مصلحة السجون"، مُشددًا على أنّ "المشاركة الواسعة في هذه الأنشطة والفعاليات التي أقرتها الجبهة هي بمثابة لمسة وفاء لمن جسد بصلابته وصموده وبأمعائه الخاوية ملحمة بطولية انتصرت على الاحتلال وأدوات قمعه وكل أساليبه الإجرامية.
وقال الناطق باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية حسن عبد ربه، إن الأسير رائد ريان (28 عاما) من بلدة بيت دقو غرب القدس، يواصل إضرابه لليوم الـ109، وهو معتقل إداري منذ 3/11/2021، حيث صدر بحقه أمر اعتقال إداري لمدة ستة أشهر، وتم تجديده للمرة الثانية لمدة 6 أشهر، علما أنه معتقل سابق أمضى ما يقارب 21 شهرا رهن الاعتقال الإداري، ويقبع حاليا في سجن "الرملة".
وأضاف عبد ربه، أن سلطات الاحتلال ثبتت أمر تجديد الاعتقال الإداري للمعتقل عواودة (40 عاما) لأربعة أشهر، وهو قابل للتجديد لعدة مرات.
والمعتقل عواودة، من بلدة إذنا غرب الخليل، يواصل إضرابه الذي استأنفه في الثاني من الشهر الجاري، لليوم الـ23، بعد أن علقه في وقت سابق بعد 111 يوما من الإضراب استنادا إلى وعود بالإفراج عنه، إلا أن الاحتلال نكث بوعده وأصدر بحقه أمر اعتقال إداري جديد لمدة أربعة أشهر، علما أنه معتقل منذ 27/12/2021، وهو يرقد الآن في مستشفى "أساف هروفيه".
وعواودة متزوج وأب لأربع طفلات، وأسير سابق أمضى سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
يشار إلى أنه يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي نحو 682 أسيرا بموجب قرارات اعتقالات إدارية من بين حوالي 4600 أسير وأسيرة، ويقدر عدد قرارات الاعتقال الإداري منذ عام 1967 بأكثر من 54 ألف قرار.
وفي السياق، يواصل الأسرى الإداريون مقاطعتهم لمحاكم الاحتلال الإسرائيلي لليوم الـ204 على التوالي، وذلك في إطار مواجهتهم لجريمة الاعتقال الإداري.
وتتذرع سلطات الاحتلال وإدارات السجون، بأن الأسرى الإداريين لهم ملفات سرية لا يمكن الكشف عنها مطلقا، فلا يعرف الأسير مدة محكوميته ولا التهمة الموجهة إليه.
وغالبا ما يتعرض الأسير الإداري لتجديد مدة الاعتقال أكثر من مرة لمدة ثلاثة أشهر أو ستة أشهر أو ثمانية، وقد تصل أحيانا إلى سنة كاملة.