- أحمد إبراهيم
تابعت منذ قليل تصريحات لوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس ، وهي التصريحات التي قال فيها في إن إسرائيل سترد على لبنان وحزب الله وأمينه العام حسن نصر الله حال الهجوم عليها ، مشيرا إلى أن تل أبيب مستعدة لذلك.
تصريحات غانتس جاءت ردا على حوار الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مع قناة الميادين والتي قال فيها إن لبنان مستعد للتعاطي بالقوة مع إسرائيل.
نصر الله أيضا أبدى تفاؤله بشأن عودة العلاقات بين حماس وسوريا بعد أن قررت حماس تجديد العلاقات التي كانت قبل الحرب في سوريا. وقال نصر الله إن تدشين منظومة جديدة للعلاقات بين سوريا وعدد من المنظمات العربية اتى بوساطة سياسية منه مع إيران في هذه القضية.
ومن هنا عبر هذا المنبر الحر أقول أن السيد حسن نصر الله يؤكد أنه يلعب دور "وسيط" بين حماس وسوريا ، أو بالمعنى الأصح بين حماس وبعض من الأنظمة العربية.
من حق حزب الله بالطبع أن ينتهج السياسة التي يرى أنها تحقق له الانتصار أو المكاسب ، ومن حق حزب الله أيضا أن يلعب على الطرف الذي يحقق له أهدافه السياسي ، ولكن لا يمكن أن يتم ذلك على حساب الوطن.
هناك الآن أكثر من ملف ساخن بالعالم ، منها الحرب الروسية مع أوكرانيا أو تداعيات أزمة الغاز ، أو استمرار النكسبات الاقتصادية بسبب تداعيات أزمة كورونا وجدري القرود ، الأمر الذي يفرض بالنهاية على حزب الله أو أي فصيل لبناني أخر التريث والهدوء.
القضية هنا ليست قضية حرب يعلنها الحزب ، أو ظروف دولية يستغلها لتحقيق مصالحة ، القضية هنا هي دولة يجب الحذر من السياسات التي ننتهجها لتحيا في هدوء وسكينة.
الدوار الغربية أهتمت بدورها بتصريحات نصر الله ، ولاحظت أن التليفزيون البريطاني قال في تقرير له إلى إنّ "لبنان، الآن، أمام فرصة تاريخية في ظل حاجة أوروبا إلى تأمين بديل للنفط والغاز الروسيين، مشيرا إلى أنّ "الرئيس الأميركي، جو بايدن، جاء إلى المنطقة من أجل الغاز والنفط، والإضافة التي يمكن أن تقدمها السعودية والإمارات لن تحل حاجة أوروبا".
ومن هنا فقط أريد الإشارة لنقطة وهي أن من مصلحة لبنان الوقوف على الحياد أو على الأقل دعم الطرف العربي أو الإقليمي أو الدولي الذي سيحقق مصالحها. العالم برمته تابع قمة جدة ومن بعدها قمة طهران ، ولبنان له مصالح ومعطيات يجب احترامها والتنسيق من أجل تحقيقها.
عموما لا ينكر أحد على حزب الله أو أي فصيل حق المقاومة ، ولكن هذا الحق الأصيل يجب أن نراعب معه حق التوقيت ، وهو الحق الذي يتزايد دقة في ظل المعطيات الدولية الصعبة من حولنا.
حفظ الله لبنان من كل شر وسوء دوما.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت