يجلس الفلسطيني زكريا عبود (70 عاماً) على فراش متواضع داخل منزله، ليبدأ بتنظيف أغصان شجرة الزيتون بعد جمعها، ليمارس هوايته في صناعة سلال القش وبيعه بالأسواق المحلية بسلفيت.
يعمل السبعيني في صناعة سلال القش منذ عشرات السنين، باستخدام أغصان شجرة الزيتون أو السريس، في خربة قيس جنوب محافظة سلفيت.
يقول عبود في لقاء مع وكالة (APA) أنه يعمل في صناعة السلال منذ 57 عاماً، وتعتبر من المهن النادرة التي أوشكت على الاندثار.
وأضاف "انقطعت فترات بسيطة عن صناعة سلال القش، وعدت لها مجدداً للحفاظ على بقائها، ولأنني أجد راحتي في هذا العمل بالرغم من المجهود البدني الذي أبذله".
ويرى عبود أن من المهم الحفاظ على استمرار هذه المهنة، لكونها تعتبر من التراث الفلسطيني القديم الذي عمل به الفلسطينيون قبل مئات السنين.
واستدرك "العائد المادي قليل جداً في هذه المهنة، لكنها تعتبر علم من أعلام المهن التراثية الفلسطينية، لذلك يجب الحفاظ عليها وتوريثها للأجيال القادمة".
وأوضح عبود أن صناعة السلة الواحدة تستغرق من 4 إلى 5 ساعات، حيث يتم تجميع الخيوط من أغصان شجرة الزيتون وتنظيفها، ليتم تشكيل السلال بدقة عالية لتظهر بالشكل المناسب.
وذكر أنه يصنع السلال بأحجام مختلفة حسب الطلب، لتناسب جميع أذواق الزبائن الذين يحرصون على شراء المشغولات اليدوية التراثية.
ولفت عبود إلى كثرة الإقبال على سلال القش التقليدية، لاستخدامها في تزيين المنازل، إلى جانب استخدام البعض لها في الرحلات العائلية، أو للتقديم.