استطاع الفلسطيني كرم كشلو (18 عاماً) أن يتحدى ظروفه الصعبة، ويحقق نجاحاً في مرحلة الثانوية العامة بمعدل 87.4 الفرع العلمي، بالرغم من بقائه وحيداً دون عائلته طيلة العام الدراسي، في مدينة غزة.

يقول كشلو في لقاء مع وكالة (APA) أن جميع أفراد عائلته يقيمون في الشق الآخر من الوطن، برام الله تحديداً، دونه ووالده.

وأضاف "أصرت والدتي أن تشاركني فرحة النجاح عن بعد، من خلال مكالمة فيديو عبر الانترنت، وعاشت معي لحظات التوتر والترقب".

واستدرك كشلو، لحظات قليلة كانت والدتي واخوتي يشاركونني فيها التوتر والقلق، إلى أن تحولت هذه اللحظات إلى فرحة كبيرة وأصوات الزغاريد تعالت من مكالمة عبر الانترنت.

يردد كشلو أهم العبارات التي هنأته بها والدته "هذه فرحتي أنا يا كرم، هذه فرحتي أنا" ودموع الفرح يخالطها دموع الحزن والعجز، لعدم قدرتها على الاحتفال بنجلها عن قرب.

وسجل دقائق احتفال والدته وإخوته بنجاحه، ليشاهدها مرات أخرى عديدة، ويواسي نفسه بهذا الاحتفال الخالي من حضن العائلة.

وعن أصعب الأوقات التي عاشها كشلو بعيداً عن عائلته يقول "كنت بحاجة لوالدتي في الامتحان الأول، وبعد كل امتحان، وبلحظات انتظار النتيجة".

وأوضح أن والده مُصاب بمرض السرطان، واستطاع أن يذهب للعلاج في رام الله لفترات محدودة، كان يبقى بها كرم وحيداً تماماً دون أي فرد من عائلته.

وناشد كشلو الجهات المختصة بإصدار قرار لم شمله وعائلته، ليستطيع أن يكمل مسيرته التعليمية وسطهم، وليس وحيداُ كما حصل في مرحلة الثانوية العامة.

ومن جانبه يقول محمود كشلو (72 عاماً)، والد كرم، أن الفترة الدراسية التي عاشها نجله كانت ظروفها قاسية جداً، في ظل بقائه وحيداً لأشهر طويلة، دون عائلته.

وبنبرة حزينة أضاف "جسدي الهزيل هزمني مرات عديدة، فلجأت للعلاج بالشق الآخر من الوطن، لكن عقلي ودعواتي كانوا حاضرين مع كرم في مرحلة الثانوية العامة".

وذكر السبعيني أنه مواليد سوريا، وبلدته الأصلية حيفا، ولجأ إلى قطاع غزة مع عائلته قبل 26 عاماً، وقبل عامين صدر قرار لم شمل العائلة في رام الله، باستثنائه وكرم.

ولفت إلى محاولاته لإصدار قرار لم الشمل، من خلال مشاركته في الاعتصامات الاحتجاجية السابقة بالرغم من مرضه وقلة حيلته.