- د. محمد رمضان الأغا
النظام التربوي/التعليمي في فلسطين بحاجة إلى مراجعات عميقة تتناول الأهداف والأدوات والمخرجات، الاثر الحقيقي لهذا النظام سلبا أو ايجابا على مدار العقدين الماضيين، جزء مهم من الانسداد في مخرجات النظام والمتمثلة بالبطالة العالية، يرجع إلى ضعف النظام في تزويد المجتمع باحتياجاته الحقيقية، التي تلبي حل مشكلاته، وتعمل على تطويره، ودعم أدوات ومقومات صموده،،،
نعي جيدا دور الاحتلال في تعويق التنمية ووضع العصي في الدواليب، وهو دور نستحضره هنا تماما، ولا يغيب عن اذهاننا، لكننا نملك مساحة داخلية تطويرية واسعة جدا، نستطيع من خلالها صناعة تغيير حقيقي وجوهري، على صعيد الإنسان والوطن والمجتمع، نحن نمتلك هنا أغلى الموارد واقواها، وهي العقول المبدعة، والواعية، وذات الرؤية، و القادرة على صناعة مستقبل افضل، هناك حاجة ماسة إلى تغيير ثوري وجوهري وحيوي لهذه المنظومة بكل مكوناتها، لدينا تجربة جيدة كشعب مناضل وحيوي، استطاع هزيمة الاحتلال في معركة الصمود والبقاء، بل واجباره على الرحيل،،،
المراجعات ضرورية جدااا، بغض النظر عن الوضع السياسي، الذي يهدف من خلال المؤثر الخارجي، إلى استمرار عملية الانسداد، والاجهاض، وإغلاق المسارات التنموية والتصحيحية، و توجيه البوصلة في الاتجاه الخطأ، امتلاك الإرادة في المؤثر الداخلي، مع القوة، كفيل وخلال سنوات معدودات بتصحيح المسار، و تصويب البوصلة التعليمية والتربوية، أن استمرار تعليق المشكلة على الاحتلال، لا يعني إلا دفن الرأس في الرمال، تصويب هذه المنظومة لا يتعارض مع الأهداف السياسية العليا والوطنية الكبرى، ولا التحرير، بل إن هذا التصويب يصب في مصلحة التحرير ومعركة الحقوق بشموليتها، بل إن التعليم، هو الأساس في تطوير كل ذلك وتحسين الاداء، وضمان مخرجات قوية، وفاعلة ومؤثرة،
الاستمرار في الدوران في حلقة مفرغة تغيب عنها الرؤية التربوية والعلمية الحقيقية، لا يقل مطلقا عن كونه يعني السير في مسار خاطئ تماما، قد يصب وبدون قصد في إطار ما يرغب به الاحتلال،،، فلا عذر للتاخر أو التأخير، فلسطين كلها بحاجة إلى هكذا تغيير فكري وثوري وتربوي،،،
في عصر الانفجار المعرفي ممكن جدا، الولوج إلى هذا التغيير الحيوي، بل وتسويقه ليكون منهاجا رسميا أو غير رسمي في كل فلسطين، بل والشتات،،
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت