وجه وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس تهديد إلى قطاع غزة، فيما واصلت سلطات الاحتلال إغلاق معبر كرم أبو سالم التجاري وإغلاق جزئي لمعبر بيت حانون أمام المشاة والعمال، لليوم الثاني على التوالي.
ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن غانتس قوله "إذا لم يكن ممكنا العودة إلى روتين الحياة الطبيعية في غلاف غزة، فلن تكون هناك حياة طبيعية داخل غزة أيضًا".
وذكرت القناة 12 العبرية بأنه "لا يزال الخوف من نيران مضادة من غزة قائما - بعد تقييم الوضع، تم إغلاق الطريق 232 أمام حركة المرور من مفترق نير يتسحاك إلى كيبوتس كيرم شالوم".
في هذه الأثناء، قالت مصادر فلسطينية، إن جهود الوسطاء بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، بدأت تنجح في منع تصعيد محتمل كاد أن ينفجر في أي لحظة بعد العملية العسكرية الإسرائيلية في جنين والتي أدت لاعتقال القيادي في الجهاد الإسلامي الشيخ بسام السعدي بطريقة همجية أثارت حفيظة الحركة.
وقالت المصادر لصحيفة "القدس" الفلسطينية، إن اتصالات مكثفة جرت منذ مساء أمس وطوال الليلة الماضية، بين الوسطاء من المخابرات المصرية، وقطر، وحتى بتدخل من أطراف في الأمم المتحدة، لمحاولة منع جر قطاع غزة إلى تصعيد لا يحتمل في الوقت الحالي.
وأشارت المصادر، إلى أن حركة الجهاد الإسلامي تجاوبت مع الاتصالات بعد تجاهلها لعدد منها منذ لحظة اعتقال السعدي وحتى بعد ظهر أمس الثلاثاء.
وبينت المصادر، أن حركة الجهاد الإسلامي طلبت بشكل واضح من الوسطاء، إلزام الاحتلال بوقف اعتداءاته في الضفة الغربية، وأنه لا يمكن أن تقف موقف المتفرج على استمرار قتل واعتقال كواردها.
وفي السياق ذاته، قال خالد البطش عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي، في تصريحات متلفزة هذا الصباح، إن الاتصالات مع الجانب المصري مستمرة، وأن الحركة تجاوبت مع الجهود على قاعدة وضرورة أن تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية.
وأكد البطش أن عناصر سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد، لا زالوا في حالة استنفار.
ويواصل جيش الاحتلال، حالة التأهب القصوى على طول حدود قطاع غزة ومستوطنات "غلاف غزة"، خشيةً من هجوم من قبل حركة الجهاد الإسلامي بعد اعتقال القيادي بسام السعدي في جنين.
وأفادت وسائل إعلام عبرية بأن الجيش الإسرائيلي قرر اليوم، ، نقل ثلاثة سرايا واستدعاء 100 جندي في قوات الاحتياط، وضمهم إلى قوات فرقة غزة العسكرية. ويأتي ذلك إثر تقديرات أن تحاول الفصائل الفلسطينية في القطاع تنفيذ عمليات تسلل إلى إسرائيل وإطلاق قذائف ونيران قناصة باتجاه أهداف إسرائيلية.
ونقل موقع "واللا" الإلكتروني عن مسؤول أمني إسرائيلي قوله إنه "يوجد تهديد محدد وحقيقي على حياة مواطنين وجنود، ولذلك تم رفع مستوى الاستنفار".
وبحسب الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن حالة التأهب القصوى لا زالت مستمرة، وأن بعض الطرق أمام حركة مرور المركبات لا زالت مغلقة، مع فتح جزئي للطريق السريع 4.
ووجهت إسرائيل رسالة شديدة اللهجة إلى حركتي حماس والجهاد الإسلامي عبر الوسيط المصري، مفادها أنها "غير معنية بالتصعيد، غير أن الرد سيكون قاسيا على أي عمل أو انتهاك للسيادة الإسرائيلية"، بحسب ما أفادت القناة 12 العبرية.
وقالت القناة إنه "رغم الاستعدادات الأمنية، هناك عدة عوامل تكبح الجهاد وتمنع التصعيد"، وتتمثل هذه العوامل، بحسب القناة بـ"الوسيط المصري وحركة حماس غير المعنية بالتصعيد، وفقا للتقديرات الإسرائيلية.
وأغلقت سلطات الاحتلال، أمس الثلاثاء، معبر كرم أبو سالم التجاري جنوب القطاع، ومعبر بيت حانون "إيرز" المخصص للأفراد، بزعم الخشية من رد المقاومة على اعتقال القيادي بحركة الجهاد السعدي.
وأرجعت سلطات الاحتلال البضائع المعدة للتصدير من معبر كرم أبو سالم، وأخرجت العمال من المنفذ التجاري الوحيد للقطاع حين أغلقت معبر "إيرز" المخصص لتنقل الأفراد من القطاع إلى الداخل والضفة الغربية.
وسمحت سلطات الاحتلال فقط بعبور الإسعافات التي تحمل مرضى بحالة صحية صعبة، عبر المعبر.
ويتنقل آلاف الفلسطينيين يوميا عبر معبر بيت حنون "إيرز" من وإلى القطاع، ولاسيما العمال الذين يذهبون إلى أعمالهم في الداخل، والمرضى الذين يتلقون العلاج في مستشفيات الداخل والضفة.
وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت سلطات الاحتلال عن سلسلة من الإجراءات في محيط قطاع غزة، بعد اعتقال القيادي في حركة الجهاد السعدي، في مخيم جنين.
وقال جيش الاحتلال، في بيان، إنه في أعقاب حملة الاعتقالات في الضفة، وبناء على تقييم الوضع ونشاطات مرتبطة بحركة الجهاد تقرر إغلاق مناطق وطرقات متاخمة لقطاع غزة.
وشمل قرار الإغلاق الذي يأتي بذريعة التأهب، محاور زراعية وشوارع، تربط بين تجمعات سكانية إسرائيلية متاخمة لحدود قطاع غزة، وإغلاق شاطئ "زيكيم" ووقف حركة القطارات بين عسقلان وسديروت.
يأتي ذلك، فيما غادر وفد قيادي عن حركة حماس، برئاسة روحي مشتهى، قطاع غزة إلى مصر للقاء المسؤولين المصريين، وسيبحث الوفد مع المسؤولين المصريين عدة قضايا مشتركة وسبل تخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطيني في غزة.
وفي السياق، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حالة الاستنفار، ولا زالت تغلق الطرق في غلاف غزة، مع تعزيز قواتها بـ 100 جندي فقط للتعامل مع حالات الطوارئ.