عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، يوم الأربعاء، اجتماعا للمجلس المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينيت".
وحسب بيان صدر عن مكتب لابيد، عرض قادة الأمن و الشاباك والأركان والأمن القومي إحاطة عن الوضع الأمني في الجنوب، وناقشوا في إطاره تقييم الوضع والإجراءات الأمنية المتخذة من أجل الحفاظ على أمن سكان غلاف غزة.كما ذكرت تقارير عبرية
ويواصل لابيد تلقي تحديثات منتظمة للوضع في غلاف غزة ويعقد مناقشات عدة مرات في اليوم، حيث تم إجراء مراجعة للوضع الأمني في الجنوب، بحضور كبار المسؤولين الأمنيين، وتم إجراء تقييم للوضع وللإجراءات الأمنية المتخذة من أجل الحفاظ على أمن سكان غلاف غزة، كما ورد في القناة العبرية السابعة.
وبحث في أعقاب ذلك، تطورات المفاوضات البحرية غير المباشرة مع لبنان.
الجهاد الإسلامي "كسبت نقاطا"
وقال الناطق السابق باسم الجيش الإسرائيلي، رونين مانيليس، يوم الأربعاء، إن حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة "كسبت نقاطا" بمجرد فرض الجيش الإسرائيلي طوقا حول "غلاف غزة" وشل الحركة فيه.
ولليوم الثاني على التوالي، أغلق الجيش الإسرائيلي، اليوم، طرقا ومنع حركة السيارات في منطقة "غلاف غزة" وأوقف حركة القطارات في جنوب إسرائيل، تحسبا من إطلاق الجهاد قذائف مضادة للمدرعات أو نيران قناصة أو تسلل خلايا إلى إسرائيل، على خلفية اعتقال القيادي في الحركة، بسام السعدي، في عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم جنين، أمس.
وقال مانيليس لهيئة البث العامة الإسرائيلية "كان" إن "الجهاد الإسلامي كسبت نقاطا فقط لمجرد ساعات الإغلاق والشلل في غلاف غزة. وبذلك حققت الهدف من دون المخاطرة بتدهور أمني أو النزول عن الشجرة وإطلاق عدة قذائف صاروخية".
ووصف مانيليس إغلاق "غلاف غزة" أنه "قرار غير مألوف للغاية اتخذته الجهات الأمنية، استنادا إلى إنذار محدد"، خاصة وأن السعدي اعتقل حيا. وأضاف أنه "إذا كان هذا الإنذار صحيحا، فهذا يعني أن الجهاد الإسلامي مستعدة للمخاطرة بتنفيذ عملية كبيرة وتدهور أمني واسع على خلفية اعتقال السعدي".
وتابع أن "هذا الاستنفار يدل على تغيير توجه مقلق في سياسة عمليات الحركة والميزان الأمني منذ عملية ’حارس الأسوار’ (العدوان على غزة العام الماضي)، ومن هنا يتعالى سؤال حيال تأثير الردع الإسرائيلي ودلالتها".
وقال مانيليس إن "الجانب الإسرائيلي يتطلع إلى تقليص مدة القيود، تهدئة المنطقة مجددا وتمكين الجهاد الإسلامي من النزول عن الشجرة التي تسلقها، وذلك من دون التسبب بتدهور أمني واسع وانطلاقا من الرغبة بعدم السماح للحركة بكسب نقاط إدراكية، التي حققتها فعلا خلال ساعات التوتر التي مرّت على سكان الغلاف".
تفاصيل عملية اعتقال السعدي وصهره
إلى ذلك، نشر موقع "واي نت" العبري، اليوم ، تفاصيل جديدة حول عملية اعتقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بسام السعدي، من مخيم جنين مساء يوم الإثنين الماضي.
ووصف الموقع، العملية بأنها كانت معقدة في قلب أكبر المخيمات الفلسطينية "عدائية"، مشيرًا إلى أن نيران المقاومين فتحت تجاه القوة الخاصة المتسللة حتى قبل أن يخرج أول جندي من المركبة السرية التي تسللوا عبرها، وأن العملية فعليًا كادت أن تنتهي بالفشل، بعد أشهر من الملاحقة ومحاولة اعتقال السعدي دون جدوى.
يقول الموقع: بدأت العملية في ساعة مبكرة نسبيًا عند نحو الساعة العاشرة ليلًا، عندما كان مخيم جنين للاجئين مستيقظًا وصاخبًا، أعطى قائد لواء منشيه، الإشارة، ودخلت قوة من الضباط السريين "المستعربين"، إلى المخيم المزدحم بطريقة مموهة وهادئة، عبر مركبات مدنية، وذلك لخداع المسلحين الفلسطينيين الذين كانوا يجوبون أزقة وشوارع المخيم باستمرار، وكان الهدف السعدي قائد الجهاد الإسلامي بالضفة ومساعده الأيمن وصهره أشرف الجادة.
ويشير إلى أنه تم تعزيز قوة المستعربين، بقوة عسكرية من ناحال ستكون بمثابة غطاء للقوة العسكرية، لعزل بؤرة مكان العملية والتعامل مع المسلحين، وراشقي العبوات والزجاجات الحارقة الذين سيحاولون تعطيل عملية الاعتقل، وحين غادر الجنود باتجاه المنزل الذي كان بداخله السعدي، وفقًا لمعلومات استخباراتية دقيقة للشاباك، ومع سماع دوي أولى الطلقات، كانت دورية تشق طريقها سريعًا نحو المكان، قادمةً من قاعدة الجلمة.
ووفقًا للموقع، فإن السعدي عندما سمع طلقات الرصاص والتي كانت بمثابة إنذار له، حاول "الهرب من منزله"، وفي تلك اللحظة كان الجنود يقتربون من منزله الكبير نسبيًا، وحاول السعدي الاختباء في الجزء السفلي والخارجي من المنزل، لكن القوة السرية اقتحمت المنزل واستطاعت تضييق الخناق عليه من خلال سد جميع المخارج لمنعه من "الهرب"، وقبل لحظة من تمكنه من ذلك بمساعدة رشقات نارية مكثفة تصاعدت من كل اتجاه، رصده أحد الجنود وأرسل تجاهه كلب بوليسي، وحينها تم أسره في اللحظة الأخيرة، وعض الكلب "السعدي" الذي قاوم الاعتقال، بالقرب من أذنه ما أدى إلى إصابته بجروح طفيفة.
وبعد اعتقال السعدي وتقييد يديه، وسط اشتباكات عنيفة، اتخذ قائد الوحدة السرية في الميدان، قرارًا بالعودة إلى دخول منزل السعدي نفسه، للاحتماء ولتفتيش المبنى العالي نسبيًا، ولمواجهة المسلحين من داخله، وحينها عثر على أسلحة وذخائر وأموال كان السعدي يخفيها في المنزل، فيما وصلت قوة ناحال إلى المكان، وبتنسيق مع القوة السرية، وفي ظل ظهور عشرات المسلحين، فاجأت القوة العسكرية "ناحال" تلك الخلايا من الخلاف وبادرت بإطلاق النار تجاههم، ما أدى لمقتل أحدهم (الشهيد ضرار الكفريني)، وجرح 3 آخرين. كما يروي الموقع العبري.
يعتبر أشرف الجادة، صهر السعدي، مساعده المخلص المقرب، ولكنه أقل شهرة منه، بحث الجنود عنه في المبنى، لكن عبثًا، وتفقدوا محيط المنزل والمركبات القريبة واكتشفوا شابًا فلسطينيًا، وسألوه عن اسمه وعمره، ولكنه "كذب بشأنه هويته"، وتركوه دون أن يعلموا أنه هدفهم، الذي استغل انسحابهم الجزئي للاختباء في محل بقالة، وطلب أفراد القوة الانسحاب من المكان بدون العثور على الجادة، ولأن الاشتباكات كانت تتصاعد حتى مع قوة ناحال، إلا أن أحد ضباط الشاباك الذي كان متواجدًا في مكان قريب، أبلغهم أن الشخص الذي "كذب" عليهم هو الجادة، وأنه يختبئ في محل البقالة، وتوجه الجنود إلى هناك لمداهمة المكان على الفور واعتقل من داخله فورًا ثم انسحبت القوة بعد انتهاء العملية بنجاح.
ويقول الموقع، إن تلك الليلة لم تنته عند هذا الحد، فقد أدرك الجيش الإسرائيلي مقدمًا أن اعتقال السعدي سيؤثر على قيادة الحركة في قطاع غزة، ولذلك أخذ قرار بالتأهب في غلاف غزة، وأغلق الطرق وغيرها خوفًا من نيران مضادة للدبابات أو قناصة، أو إطلاق صواريخ.
ولتأكيد سلامته، سارعت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية لنشر صور السعدي لتظهر أنه بصحة جيدة، وأن ما نشر عن حالته حينها لم يكن صحيحًا.
ويقول الموقع: "يعتبر السعدي شخصية مركزية في توجيه وتمويل وتنظيم الخلايا الإرهابية، هو ليس إرهابيًا ينفذ الهجمات، بل قائد ميداني قام بتوحيد عشرات المسلحين تحت قيادته .. إنه الوجه الكامن وراء العلاقة بين غزة و الخلايا المسلحة في شمال الضفة، وعلى اتصال مع قادة الجهاد بغزة والخارج، وينظم عمليات وصول الأموال". وفق تعبيره.
ويختم: "بعد أسبوعين من العمليات الناجحة للجيش الإسرائيلي والشاباك في قلب معاقل الإرهابيين في جنين ونابلس، إلى جانب محاولات الانتقام الفاشلة من قبل النشطاء الإرهابيين، تدرك المؤسسة الأمنية أن الضغط المتزايد على الجهاد وحماس سيؤدي إلى زيادة المحاولات لتنفيذ عمليات انتقامية من قطاع غزة أو جبهات أخرى، وليس فقط في الضفة الغربية". وفق قوله.