ضابط إسرائيلي: الجهاد الإسلامي "كسبت نقاطا" بمجرد إغلاق "غلاف غزة"
قال المختص في الشأن الإسرائيلي عامر خليل، إن حكومة الاحتلال تُحاول امتصاص غضب المقاومة الفلسطينية، جراء اعتقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بسام السعدي، من خلال اتصالاتها مع الجانب المصري، لاستقرار الأوضاع الأمنية.
وأضاف خليل "الاحتلال الإسرائيلي يدرك أن أي عدوان سيقابل برد من قبل المقاومة الفلسطينية، الأمر الذي سيؤثر على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، بدخول المستوطنين إلى الملجأ وتضرر الاقتصاد الإسرائيلي".
وتابع في حديث مع وكالة (APA) أن إعلان الاحتلال الإسرائيلي حالة الاستنفار من خلال نشر قواته على الحواجز ومنع حركة المستوطنين والقطارات وتوقف التعليم، جاء رداً على إعلان سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بعد اعتقال القيادي بسام السعدي.
وأشار خليل إلى أن المقاومة الفلسطينية استطاعت فرض معادلات جديدة أمام الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، من خلال تشابك الجبهات في الضفة وقطاع غزة.
واستدرك "أي حدث أمني في الضفة الغربية سيؤثر مباشرة على الهدوء في قطاع غزة، والعكس صحيح".
وبين خليل أن المقاومة فرض سيطرتها في الضفة الغربية من خلال منع المستوطنين من المواجهات، ودخولهم الى الملجأ.
ولفت إلى أن حالة الاستنفار التي تعيشها إسرائيل منذ يومين بفعل تهديدات المقاومة انعكست سلباً على المستوطنين، بسبب منع حركتهم، مؤكداً أن هذا القرار يدل على هشاشة المجتمع الإسرائيلي.
قال الناطق السابق باسم الجيش الإسرائيلي، رونين مانيليس، يوم الأربعاء، إن حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة "كسبت نقاطا" بمجرد فرض الجيش الإسرائيلي طوقا حول "غلاف غزة" وشل الحركة فيه. وذكرت مصادر فلسطينية أن الوساطة المصرية بدأت تنجح في منع التصعيد.
ولليوم الثاني على التوالي، أغلق الجيش الإسرائيلي، اليوم، طرقا ومنع حركة السيارات في منطقة "غلاف غزة" وأوقف حركة القطارات في جنوب إسرائيل، تحسبا من إطلاق الجهاد قذائف مضادة للمدرعات أو نيران قناصة أو تسلل خلايا إلى إسرائيل، على خلفية اعتقال القيادي في الحركة، بسام السعدي، في عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم جنين، أمس.
وقال مانيليس لهيئة البث العامة الإسرائيلية "كان" إن "الجهاد الإسلامي كسبت نقاطا فقط لمجرد ساعات الإغلاق والشلل في غلاف غزة. وبذلك حققت الهدف من دون المخاطرة بتدهور أمني أو النزول عن الشجرة وإطلاق عدة قذائف صاروخية".
ووصف مانيليس إغلاق "غلاف غزة" أنه "قرار غير مألوف للغاية اتخذته الجهات الأمنية، استنادا إلى إنذار محدد"، خاصة وأن السعدي اعتقل حيا. وأضاف أنه "إذا كان هذا الإنذار صحيحا، فهذا يعني أن الجهاد الإسلامي مستعدة للمخاطرة بتنفيذ عملية كبيرة وتدهور أمني واسع على خلفية اعتقال السعدي".
وتابع أن "هذا الاستنفار يدل على تغيير توجه مقلق في سياسة عمليات الحركة والميزان الأمني منذ عملية ’حارس الأسوار’ (العدوان على غزة العام الماضي)، ومن هنا يتعالى سؤال حيال تأثير الردع الإسرائيلي ودلالتها".
وقال مانيليس إن "الجانب الإسرائيلي يتطلع إلى تقليص مدة القيود، تهدئة المنطقة مجددا وتمكين الجهاد الإسلامي من النزول عن الشجرة التي تسلقها، وذلك من دون التسبب بتدهور أمني واسع وانطلاقا من الرغبة بعدم السماح للحركة بكسب نقاط إدراكية، التي حققتها فعلا خلال ساعات التوتر التي مرّت على سكان الغلاف".
في غضون ذلك، نقل موقع صحيفة "القدس" الإلكتروني عن مصادر فلسطينية قولها، اليوم، إن "جهود الوساطة بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي بدأت تنجح في منع تصعيد محتمل كاد أن ينفجر في أي لحظة" بعد اعتقال السعدي.
وأضافت المصادر نفسها أن اتصالات مكثفة جرت منذ مساء أمس وطوال الليلة الماضية، بين الوسطاء من المخابرات المصرية وقطر وأطراف في الأمم المتحدة، بهدف محاولة منع جرّ قطاع غزة إلى تصعيد لا يحتمل في الوقت الحالي.
وبحسب المصادر، فإن الجهاد الإسلامي تجاوبت مع الاتصالات بعد أن كانت قد تجاهلت عدد منها منذ اعتقال السعدي وحتى بعد ظهر أمس.
وقال المصادر إن الجهاد الإسلامي طلبت بشكل واضح من الوسطاء إلزام الاحتلال بوقف اعتداءاته في الضفة الغربية، وشددت على أنه لا يمكنها أن تقف موقف المتفرج على استمرار قتل واعتقال كوادرها.