- محمـد علوش *
لا يمكن لمثل هذاء العداء السافر للصين، لأن يحد من مكانتها ومن حقوقها الثابتة والتاريخية في فرض سيادتها الوطنية على كامل التراب الوطني الصيني، بما فيها تايوان، ومن حقها القانوني جداً ان تدافع عن سيادتها وأن يكون لها موقفاً استراتيجياً ازاء الاستفزازات الأمريكية المتواصلة في دعم قوى الانفصال في جزيرة تايوان .
الولايات المتحدة عليها أن تراجع مواقفها العدوانية، وعليها أن لا تتوهم أنها ستكون قادرة هي، أو غيرها من حلفاء الاستفزاز، على عرقلة توحيد الصين التي لن تتوقف أبداً وفقاً لفهمنا العميق لما تفكر به القيادة الصينية التي أخذت عهداً على نفسها بالعمل على توحيد كافة الجغرافيات الصينية في اطار الدولة الصينية، وصين واحدة، ليس شعاراً فقط، بل هو المشروع الوطني المعبّر عن الكّل الصيني، فتايوان هي جزء من الصين، وإن توحيد الصين ضمن مبدأ الصين الواحدة والموحدة، هو الاتجاه العام والضرورة التاريخية التي تعبر عنها الارادة الوطنية والسياسية الصينية، والتي لن تقبل ولن تترك المجال لهذا الاستفزاز وهذه الهرولة الامريكية المفضوحة، في دعم ما يسمى قوى استقلال تايوان الانفصالية وتدخلات القوى الامبريالية في الجزيرة، والتي تشكل انتهاكاً صارخاً لكافة الأعراف والقوانين والاتفاقيات الدولية، وهي محاولات متكررة من قبل الجانب الأمريكي في التدخل في الشؤون الداخلية للصين، والتي سيكون لها مواقف مختلفة هذه المرة، بعد الزيارة الاستعراضية والاستفزازية من رئيس مجلس نواب الادارة الأمريكية والتي حفلت بالعداء المستفحل للصين على أجندة نظام الحكم الامبريالي في الولايات المتحدة.
إن الصين بصفتها دولة مستقلة، من حقها أن تدافع عن سيادتها وأمنها القومي وعن مصالحها الاستراتيجية والتنموية، وأن ترفض التنمر والظلم المفروض عليها، ونحن مع الصين بدون أي تردد، نرفض التهديدات الأمريكية بفرض العقوبات، ونرفض إثارة النزاعات أو تأجيج الخلافات خدمة للمصالح الأنانية، ونعبر عن رفضنا وادانتنا للاستفزازات الأمريكية المتواصلة والتدخلات السافرة في الشأن الصيني الداخلي، والذي تجلى بالزيارة الاستفزازية لرئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي لتايوان، في خطوة لا يمكن وصفها الا بالسطو والاستعلاء والعداء والتطرف والشوفونية، وهي خطوة غبية تماماً، تتعارض مع سياسة الصين الواحدة، ومع السيادة الصينية الكاملة على كافة أراضيها، وسيكون لها تداعيات خطيرة في تهديد لأمن واستقرار المنطقة.
إن الولايات المتحدة وعبر سياساتها الخارجية، وعبر هذه الزيارة المشبوهة، تلعب بالنار، وتضع السلام العالمي على المحك في وقت متأزم بالفعل، والعالم يواجه فيه تحديات هائلة مع انتشار الأوبئة وتطورات الحرب في أوكرانيا بين روسيا من جهة والمعسكر الأمريكي والغربي من جهة أخرى، وتطور أزمة المناخ العالمي.
ضمانة السلام والاستقرار في مضيق تايوان، لا تتحقق الا من خلال مبدأ صين واحدة، وحتى لا تذهب العلاقات الصينية الأمريكية بعيداً، وتحقيقاً للتعايش السلمي بين الصين والولايات المتحدة، على الادارة الأمريكية أن تتوقف عن سياساتها الحمقاء وأن تكف عن ألاعيبها وتدخلاتها في شؤون الصين، وأن تعلن التزامها بالبيانات المشتركة الثلاثة بين الجانبين، فالصين لا يمكن أن تكون الطرف الضعيف في هذا الاختبار.
تحقيق ما يسمى (استقلال تايوان) بالاعتماد على الولايات المتحدة، هو طريق مسدود، ولا بد من التأكيد مجدداً أن محاولة احتواء الصين عن طريق تايوان، أو أي منطقة صينية أخرى، هي محاولات بائسة ومحكوم عليها بالفشل.
يمتلك الشعب الصيني وقيادته ونواتها الحزب الشيوعي الصيني، (الجرأة على مواجهة أي تصرف غير عادل، والاستعداد للتغلب على كافة التحديات والظروف التي تحاول أطراف الاستفزاز والعداء وع الصين فيها؛ فالشعب الصيني، يتسم بالشجاعة على مجابهة أي تهديد، والتصميم للصمود أمام أي تحد؛ ويتصف بالعزم لبناء التآزر والتضامن والتضافر؛ ويتمتع بالقدرة على الدفاع عن سيادة البلاد وحفظ كرامة الأمة) .
الزيارة المشؤومة ليست بريئة أبداً، ومخطط لها في أروقة صناعة القرار الأمريكي في اطار مسلسل العداء اتجاه الصين الذين تنتهجه الادارات الأمريكية المتعاقبة، وهذا الاستعراض الاستفزازي الصبياني من قبل العجوز الشمطاء، لا يمكن وصفه الا بالاستفزاز السياسي لتصعيد التبادلات الرسمية بين الولايات المتحدة وتايوان، وهو على كل الأحوال ينتهك بشكل خطير مبدأ صين واحدة، والبيانات المشتركة الصينية الأمريكية الثلاثة ، ويقوض بشكل خطير الأساس السياسي للعلاقات الصينية الأمريكية، وينتهك بشكل خطير سيادة ووحدة الأراضي الصينية، وهذا التصرف يظهر مرة أخرى أن بعض السياسيين الأمريكيين الذين يؤيدون القوى الانفصالية، هم أعداء السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان، والسلام والاستقرار العالميين.
زيارة بيلوسي، لا يمكن أن تغير الحقيقة التاريخية والقانونية، بأن تايوان جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية، ولا يمكنها أن توقف الاتجاه التاريخي لإعادة توحيد الصين بالكامل، وكافة مكونات وقوميات الشعب الصيني، المليار ونصف المليار صيني على أتم الاستعداد والجاهزية القتالية العالية لحماية السيادة الوطنية وسلامة أراضي الصين، ومن يريد أن يلعب بالنار في مسألة تايوان سيضرم النار في نفسه!
إن جوهر زيارة بيلوسي إلى تايوان ليس قضية ديمقراطية بأي حال من الأحوال، بل قضية تتعلق بسيادة الصين وسلامة أراضيها، وأفعالها الاستفزازية ليست دفاعاً عن الديمقراطية والحفاظ عليها على الاطلاق، بل تشكل استفزازاً وانتهاكاً لسيادة الصين وسلامة أراضيها.
- عضو المكتب السياسي لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت