لم يتردد أشرف القيسي(46عاماً) لحظة في الموافقة على هدم بيته الصغير من أجل إنقاذ أرواح جيرانه العالقين تحت أنقاض الركام، وذلك نتيجة استهداف طائرات الاحتلال الإسرائيلي لمنازلهم في حي الشعوت في رفح جنوب قطاع غزة.
وفي ثاني أيام العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، دقائق قليلة كانت فاصل ليخيم الحزن والألم على حي الشعوت، حيث هُدمت البيوت على رؤوس ساكنيها، فما كان للمواطن القيسي سوى أن يهب بيته سبيلاً لإخراج جيرانه من تحت ركام منازلهم المدمرة.
ويقف القيسي على ركام منزله والذي لا تتجاوز مساحته 65 متاراً، قائلاً" كنت في زيارة لمنزل والدي ولم أكن أعلم بحدوث استهداف في المنطقة، حيث اتصل عليا أحد الجيران ليخبرني باستهداف البيت الملاصق لبيتي وأبنائي مصابين، وسرعان ما ذهبت للمكان وعند وصولي صدمت من هول المشهد".
وأضاف" المنطقة استهدفت بدون سابق إنذار أو أي تحذير، والبيوت ملاصقة لبعضها البعض والأطفال نائمين في بيوتهم، حيث أغارت طائرات الاحتلال على البيوت بشكل همجي، مما أدى لإصابة أحد أبنائي".
وتابع القيسي " أن طواقم الإنقاذ واجهت صعوبة كبيرة في انتشال الإصابات والشهداء من تحت الركام بعد قصف الطائرات الاحتلال لمنزل مكون من ثلاثة طوابق يضم العشرات من النساء والأطفال، حيث طلب أحد المنقذين السماح لهم بهدم منزلي المجاور لتسهيل عملية الإنقاذ قبل فوات الأوان فلم أتوان للحظة عن الموافقة بذلك".
وأشار إلى أن أحد جيرانه ساهم بهدم سور بيته من أجل تجريف الركام وإخراج المصابين.
ولفت القيسي إلى أنه لم يشاور أحد من أهل بيته في اتخاذ مثل هذه الخطوة المفصلية في حياته، مشيراً إلى أنه لا يوجد وقت كافي للتفكير في ذلك وكل ما جاء في خاطره هو هدم البيت فداء لأرواح جيرانه.
قال " أنا مواطن بسيط أعمل في بيع الحلوى على بسطة متنقلة، وأعيل أسرتي المكونة من ثمانية أفراد، ورغم ذلك لم اتردد للحظة في هدم بيتي المليء بالذكريات الجميلة، لإنقاذ أرواح جيراني".
وطالب القيسي العالم بإعادة بناء ما تم تدميره من جديد والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه.