من هو محمد الضيف ؟

صورة نشرتها كتائب القسام لكلمة ألقاها في معركة العصف المأكول، 2014.jpg

 احتفى الفلسطينيون يوم الجمعة 12 اغسطس 2022 بالقائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، في يوم ميلاده الـ57، الذي يصادف الـ12 من أغسطس عام 1956م.

وبات هتاف "احنا رجال محمد ضيف" الأكثر ترديدًا للفلسطينيين على اختلاف انتماءاتهم في كل مناسبة وطنية أو هبة شعبية أو جنازة شهيد، تشدو به الحناجر في باحات المسجد الأقصى المبارك، وتصدح به أرجاء الضفة في مناسباتها وتشييع شهدائها الأبطال، وعقب إحياء فجرها العظيم.

وتفاعل النشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي بالضفة مع ذكرى ميلاد القائد الضيف، واستحضروا تاريخه الممتد المشرف في مقارعة الاحتلال.

وكتب كرم عمران عبر حسابه "فيسبوك": "57 عامًا من الجهاد والإعداد، عيد ميلاد سيّد المُقاوَمة وقائدها المظفّر القائِد العَام للشعب الفلسطيني "أبو خالد محمد الضيف "، اللهم لا تحرمنا زئير صوتك، ولا نفير جندك يا سيد البلاد".

وقال معتز سعيد: "يصادف اليوم من العام 1965م، ميلاد قائد الأركان وأسطورة المقاومة ‎محمد الضيف، نَسأَلُ اللَّهَ أَن يَمُدَّ فِي عُمُرِكَ لِتَكُون إِمَام أول صَلَاة فِي المَسجِدِ الأَقصَى بَعد تَحرِيرُهَا بِقيادَتِك يَا أَمِير قَلب القُدس".

وبالدعاء أثنى علي ياسين بقوله: "قائد هيئة الأركان الغازي المظفر أبي خالد محمد بن دياب بن إبراهيم المصري "الضيف"، تقبل الله جهادك، وبارك إعدادك، كل عام وأنت في كل مواطن الإغاظة، تبوئ المؤمنين المقاعد للقتال، وتُعد جيش القدس للنزال".

وعبر موقع "تويتر" كتب أحدهم: "‏قبل سبع وخمسين ربيعا وُلِد قدر الله على المحتل، بعثه الله ليحيي فينا الأمل بالتحرير والعودة، صنع القوة، واتخذ الحكمة طريقا، ووضع تحرير القدس هدفا، مُتآمر مع صواريخ العدوّ، تمنحه النجاة في كلّ مرة، تارة تخطئ الهدف، وتارة لا تنفجر، وتارة ترأف به فلا تؤذيه، أدامه الله رعبا للمحتل".

وكتب آخر: "‏هذا الَّذي شرح الله له بالعز والجهاد قلوب العباد، هذا أجمل تراتيل الرعب الَّذي مِن طُهر يمينه يستقاد، هذا أبهى نوافل العشق ورحيق الشهداء، هذا سليل العيَّاش والهنود وَالسبعة الأوفياء، هذا غرس الياسين وظل سيف فلسطين".

رجال محمد ضيف
ولم تغب الهتافات لـ"الضيف" عن آلاف المصلين الذين لبوا نداء "فجر الشهداء" في مسجد نصر بنابلس، يوم الجمعة، وفاء للشهداء الذي ارتقوا في اشتباكات مع قوات الاحتلال.

وكان هتاف "حط السيف قبال السيف.. احنا رجال محمد ضيف"، هي آخر كلمات رددها الشهيد إبراهيم النابلسي في رسالته التي أرسلها لقيادة كتائب القسام، التي بث القسام تسجيلها الصوتي قبل يومين، حيث أرسل فيها التحية والشكر إلى قيادة القسام على ما قدموه له من دعمٍ خلال مسيرته الجهادية.

وفشل الاحتلال ومنظومته الأمنية باغتيال "رجل الظل" عدة مرات، وبقي يقود المعارك والجولات ضده والتي كان آخرها "سيف القدس" التي بادرت بها كتائب القسام بالدفاع عن الأقصى.

من هو محمد الضيف ؟
محمد دياب إبراهيم المصري (أبو خالد) المعروف بـمحمد الضيف (ولد في غزة، 1965 -) قائد عسكري فلسطيني، والقائد العام لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة (حماس)، وأحد أهم المطلوبين لإسرائيل. اعتقله جيش الاحتلال سابقاً، واعتقلته السلطة الوطنية الفلسطينية سابقاً، وحاولت أجهزة المخابرات الإسرائيلية "الشاباك، والموساد" اغتياله أكثر من 5 مرات وفشلت، وأصيب إصابة بالغة في إحدى المحاولات. قَتَلَ الاحتلال عائلته، ودمّر بيته.

نشأته وتعليمه
تعود أصول عائلته لأسرة فلسطينية لاجئة من قرية كوكبا في أراضي الـ 48 لتعيش رحلة التشرد في مخيمات اللاجئين قبل أن تستقر في مخيم خان يونس حيث نشأ هناك.

وعرف ضيف طريق المساجد مبكراً، وشكلت مساجد "بلال" و"الشافعي" و"الرحمة" المحاور الثلاثة التي صقلت فيها شخصيته، حتى بات من قيادات العمل الإسلامي والنشاط الدعوي، ليصبح في ما بعد خلال دراسته الجامعية من أبرز ناشطي الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بغزة.

داعية إسلامي نشيط
إنضم الضيف لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين -التي انطلقت من رحمها حركة حماس نهاية 1987 - وكانت جماعة الإخوان وقتها تركز في عملها على الدعوة الإسلامية والتربية، حيث إنها لم تكن قد اتخذت قرارها بعد بالانخراط في المقاومة العسكرية ضد الاحتلال. ومثلما برع الضيف في العمل العسكري لاحقا، برع وقتها في العمل الدعوي والطلابي والاجتماعي والإغاثي وحتى الفني، حيث يصفه كل من عرفه في تلك الفترة أنه كان "شعلة" في نشاطه. فلم يكن يشعر بالحرج وهو يحمل مكنسته، مع شبان المجمع الإسلامي (النواة الأولى لجماعة الإخوان) ينظفون شوارع خان يونس، وخاصة شارع البحر الرئيسي، بالإضافة إلى مشاركته خلال نشاطه الجامعي في (يوم الحصيدة)، حيث يساعدون المزارعين في حصاد مزروعاتهم المختلفة. وخلال نشاطه في مجلس طلاب الجامعة الإسلامية بغزة كان شعلة نشاط، كما يوصف لا يتوانى عن مساعدة مجتمعه وشرائحه الضعيفة، فذات مرة تعرضت منازل في مدينة خان يونس لعاصفة رملية شديدة، فهب هو وطلاب الجامعة لإنقاذ تلك المنازل وسكانها وساهموا في إعادة ترميمها، بالإضافة إلى مساهمته في توزيع مواد الإغاثة التي توزعها الجمعيات الإسلامية في خان يونس. وخلال نشاطه الجامعي والدعوي، كان كذلك حريصًا على تنظيم الزيارات الدورية للمرضى في المستشفيات، حاملين معهم الهدايا، ولم ينسَ أيضا زيارة المقابر.

وكان الضيف مسئولاً عن "اللجنة الفنية" في الكتلة الإسلامية -الإطار الطلابي لحركة حماس- خلال نشاطه في مجلس طلاب الجامعة الإسلامية التي تخرج فيها عام 1988 بعد أن حصل على البكالوريوس في العلوم (علم الأحياء).

صورته
صورة وجهه غير معروفة منذ سنين، لكن تعتمد المخابرات الإسرائيلية (الشاباك والموساد) على صور قديمه له، مثل صورة هويته أو وهو في السجن.

اللقب
لقّب بـالضيف لأنه حلّ ضيفاً على الضفة الغربية، فساهم في بناء كتائب القسام هناك. أو لأنه لا يستقر في أي مكان؛ فكثيراً ما يكون ضيفاً على أحد.

في سجن الاحتلال
اعتقلته قوات الاحتلال عام 1989 خلال الضربة الأولى التي تعرّضت لها حركة حماس، والتي اعتقل فيها الشيخ أحمد ياسين، وقضى 16 شهراً في سجون الاحتلال موقوفاً دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري لحماس الذي أسسه صلاح شحادة.

مجموعة لأسر الجنود
أثناء اعتقاله كان قد اتفق مع كل من: صلاح شحادة وزكريا الشوربجي على تنظيم مجموعة لأسر الجنود ولكن في دائرة مغلقة دون الارتباط بالتنظيم وبتوجيه مركزي لعدم الوصول إليها في حالة تلقي ضربة.

في سجن السلطة الفلسطينية
أدت خطورته إلى جعل اعتقاله جزءاً من صفقة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل تنص على قيام الأولى باعتقاله، مقابل أن تعطيها الثانية سيطرة أمنية على ثلاث قرى في القدس.حسب ويكيبيديا

فاعتقلت السلطة الضيف، ودخل السجن في بداية أيار/ مايو عام 2000، لكنه تمكن من الإفلات من سجانيه في بداية إنتفاضة الأقصى، واختفت آثاره منذ ذلك اليوم. وخلال الفترة العصيبة التي تعرضت فيها حركة حماس للملاحقة من قبل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية ما بين عامي 1995 وحتى نهاية 2000م رفض الضيف بشدة التصدي لقوى الأمن الفلسطينية خلال قيامها باعتقال أعضاء كتائب القسام، وذلك حقنا للدم الفلسطيني.

في القيادة
وبرز دوره كقيادي بارز لـكتائب القسام بعد استشهاد القائد الشهيد عماد عقل حيث تسلم مسؤولية الجهاز العسكري لحركة حماس، وكان له دور كبير في قيادة قطاع واسع من الجناح جنباً إلى جنب مع مؤسس أول جناح عسكري لحماس في الأراضي الفلسطينية حيث كان الشيخ صلاح شحادة داخل السجون.

نادراً ما يتكلم
نادراً ما يتكلم الضيف لوسائل الاعلام؛ فهناك مكتب إعلامي، ومتحدث رسمي لكتائب القسام هو "أبو عبيدة"، لكنه قد يتكلم في لحظات حرجة صعبة مثل بعض الحروب والمعارك كما فعل أثناء معركة العصف المأكول عام 2014.

محاولات اغتياله
حاولت المخابرات الإسرائيلية مراراً تصفيته أكثر من 5 مرات، لكنها فشلت كل مرة، وبررت فشلها بأنه هدف يتمتع بقدرة بقاء غير عادية، ويحيط به الغموض، ولديه حرص شديد على الابتعاد عن الأنظار.

وكانت إحدى محاولات اغتياله في أيلول/ سبتمبر عام 2002 ونجا منها بأعجوبة، حيث فشلت صواريخ طائرات الأباتشي في قتله رغم أنها أصابت السيارة التي كان داخلها، وأدى الحادث إلى استشهاد اثنين من مرافقيه، وأشارت مصادر فلسطينية وقتها إلى أن الضيف فقد إحدى عينيه، تدعي المخابرات الإسرائيلية أن الضيف وبسبب محاولات الإغتيال خسر قدميه وأحدى يديه والبعض الآخر يقول بأنه خسر عينه فقط والبعض الآخر يقول بأنه لم يخسر شيئا على الإطلاق وتدعي إسرائيل بأنه أصبحت لديه صعوبة في التكلم بسبب محاولات الإغتيال لكنه كلام غير مؤكد وموثوق.

الاحتلال يقتل زوجته وطفله
في الحرب على غزة 2014 (العصف المأكول) أخفقت «إسرائيل» في اغتيال محمد الضيف، حينما قامت طائرات الاحتلال مساء الثلاثاء 19/8/2014 بتدمير منطقة أبو علبة في حي الشيخ رضوان شمال غرب مدينة غزة بالكامل، وذلك بعد استهداف منزل يعود لعائلة الدلو مكون من ثلاثة طوابق بستة صواريخ من طائرة اف 16 المدمرة حيث تم تسوية المنزل بالأرض واستشهاد طفل وسيدتين وشهيد رابع على الفور تبين لاحقا أن من بينهم زوجة ضيف وداد مصطفى حرب ضيف (26 عاما)، وأصغر أطفاله الرضيع (علي) الذي يبلغ من العمر سبعة أشهر، في حين أصيب جراء ذلك حوالي ستين آخرين.، وسط غارات وقصف إسرائيلي متواصل منذ المساء تسبب باستشهاد 15 فلسطينيًا بينهم أسرة بأكملها التي استؤنفت عقب انهيار التهدئة. وقد دعت حركة حماس إلى المشاركة في تشييع جنازة زوجة قائد كتائبها العام محمد الضيف وابنه في مسجد الخلفاء في مدينة جباليا ظهر يوم الأربعاء 20 أغسطس 2014.وعلق الإعلام العبري على الحادث على لسان صحيفة هآرتس:"إسرائيل قامرت لتحقيق إنجاز معنوي، لكنها في النتيجة عزّزت اسم وأسطورة محمد ضيف". "كانت محاولة اغتيال الضيف هدف مهم لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، من أجل إرضاء الناس". وقد ذكر الاعلام العبري أنه تم استهداف مبنى عائلة الدلو من ثلاث طائرات بصواريخ جي بي يو-28 (GBU-28) مخترقة للملاجئ أمريكية الصنع.

في الحرب على غزة 2014
في معركة العصف المأكول وفي عيد الفطر تكلم مرفقاً بصور من عملية ناحل عوز، وتكلم الضيف في تسجيل صوتي دون أن يظهر وجهه، جاء خطابه حافلًا بالرسائل في الاتجاهات السياسية والعسكرية، وموجهاً للأطراف في الساحة الداخلية والخارجية. وتكمن الرسالة الرئيسية في كون كتائب القسام تستهدف الجنود الإسرائيليين في عقر دارهم وبروح استشهادية عالية. حيث تبع الكلمة تصوير لعملية اقتحام نفذتها كتائب القسام خلف خطوط الجيش الإسرائيلي وقتلت بها عدداً من الجنود دون أن تخسر أي مقاتل.
 

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - ويكيبيديا