- إعداد وتقرير / المحامي علي ابوحبله
الصحافة قوة الكلمة وقوة الصورة، رسالة نبيلة فيها تنوع لكل الأفكار والرؤى والاتجاهات السياسية والاجتماعية والاقتصادية ، هاجمتها قوى واحتمت بها دول، قربها من مراكز القرار قوة وضعف،مصاعب تعيشها مهنة الصحافة على مر العصور، لكنها تبقى الحصن الحصين للحقيقة اذا التزمت بمهنيتها ومصداقيتها ومصداقية العاملين فيها وحرصهم على توجيه الرسالة الاعلاميه بموضوعيه ومصداقية ، وتبقى نموذجًا للمجتمع الحديث حينما تتجسد الديمقراطية في حياتها ومرافقها وفق مفهوم الرأي والرأي الآخر ، وتزداد أهميتها حينما تكون صحافة منحازة لشعبها في وجه الاستغلال والاحتلال كما هو الحال في فلسطين، هكذا هي مسيرة نقابة الصحفيين الفلسطينيين في ظل مجلس نقابتها حيث اختط نقيب الصحفيين ناصر ابوبكر ومجلس إدارتها طريق ونهج الموضوعية وحماية أعضائها هكذ هو مسار ودور الصحافة الفلسطينية بعد سنوات من العطاء والعناء، عطاء في قيامها بدورها الوطني والإعلامي على مر السنوات، وعناء في مواجهة الجرائم والانتهاكات والتعديات على حقوقها ودورها بسبب إجراءات الاحتلال وخصوصية الحالة الفلسطينية.
ولأن الصحافة مساحة واسعة للكلمة والصورة، فضاء لتنوع شديد من الغايات والأهداف وتوجهات الإعلام والإعلاميين، كانت نقابة الصحافيين الفلسطينيين إطار جامع ناظم لهذا القطاع المتنامي من حيث العدد والممارسين المؤهلين والزائرين لملعب الصحافة، فالحقيقة هي الغاية من وراء الكلمة مقروءةً كانت او مسموعة، والهدف من الصورة هو مصلحة الناس والقضية، هكذا مارست نقابة الصحفيين دورها في إطار ديمقراطي جامع للكلمة والتقرير والخبر.
" ألصحافه الفلسطينية كانت وما زالت جزءا من الحركة الوطنية، ولا يوجد صحفي فلسطيني ليس جزءا من الحركة الوطنية الفلسطينية وليس بالضرورة أن يكون عضوا، لكن ممارساته ودوره مهم في توجيه الرأي العام والتعبئة الفكرية وفضح ممارسات الاحتلال وجرائمه بحق الشعب الفلسطيني ، في 1974– 1975 أنشأت سلطات الاحتلال جريدة "الانباء" وهي إسرائيلية وحاولت من خلالها أن تشكيل جسم صحفي مواليا للاحتلال، ومن قام عليها أخذ ترخيصها من رابطة الصحفيين العرب التي بالأساس شكلها صحفيون فلسطينيون التي سيطرت عليها منظمة التحرير لاحقا وأسقطت جريدة الإنباء لأنها وصمتها بأنها جريدة "عميلة" حينها. ورغم أن الاحتلال في تلك الفتره كان في أوجه قوته الا أن الوعي الجماهيري والوعي الثوري اسقط كل وسائل الإعلام الصهيوني وأفشل مخططه وتمكن الإعلام الثوري الفلسطيني آنذاك وبوعي جماهيري من محاصرة كل وسائل الاحتلال للانقضاض على الوعي والمد الثوري النضالي الفلسطيني
وعلى صعيد الانجازات التي تحققت في ظل مجلس نقابة الصحافيين في عهد رئيس مجلس النقابة ناصر ابوبكر ، توقيع الرئيس محمود عباس على مبادرة حرية الإعلام في العالم العربي التي أطلقتها دولة فلسطين.وباتت أول دولة عربية تتبنى مبادئ حرية الرأي والتعبير، كما بات الرئيس أول رئيس عربي يوقع على هذه المبادرة، ما يشكل ضمانة مكتوبة لكل الصحفيين الفلسطينيين بكفالة حرية الرأي والتعبير، هذا إلى جانب إعلان الرئيس من آب من كل عام يوما وطنيا فلسطينيا لحرية الرأي والتعبير.
والانجاز الآخر الذي تحقق في ظل مجلس النقابة اتفاقيات العمل الجماعي التي وقعتها النقابة مع مؤسسات الإعلام الرسمي. وهو كفيل بضمان حقوق جميع الزملاء العاملين في قطاع الإعلام الرسمي الحكومي.
وأثنى ممثل الهيئة المستقلة لحقوق المواطن، الشريك الرئيسي في المبادرة مع نقابة الصحفيين الفلسطينيين ، عمار الدويك إن فلسطين أرسلت رسالة للعالم أجمع أنها بلد تحترم الحريات، وتعمل لتعزيزها والحفاظ عليها وصيانتها، كما وجهت رسالة لجميع المؤسسات بضرورة أن تحترم حرية الرأي والتعبير وحرية العمل الصحفي. ، وأضاف الدويك أنه يجب النظر إلى هذه الإنجازات كبداية وليس كنهاية، حيث يجب أن تجرى متابعات لها، لمواءمة التشريعات والقوانين مع الممارسات على الأرض.
من جانبه، قال منسق العالم العربي في الاتحاد الدولي للصحفيين منير زعرور، إن فلسطين هي أول الموقعين على "إعلان حرية الإعلام في العالم العربي"، كما أن الرئيس محمود عباس بات أول قائد عربي يوقع على "إعلان حرية الإعلام في العالم العربي".
ويأتي ذلك بعد توقيع ممثلين عن 500 مؤسسة صحفية فلسطينية، ومنظمات حقوقية ومنظمات مجتمع مدني، ووزراء فلسطينيين وقادة سياسيين على الإعلان، حيث لاقى ذلك ترحيبا من الاتحاد الدولي للصحفيين. وفي هذا المجال سبقت فلسطين دولا كالعراق، والأردن، وتونس، والمغرب، والسودان، والكويت، تعمل في هذه الأيام على تنظيم حملات وطنية لتوقيع الإعلان من قبل المؤسسات الإعلامية، والمنظمات الحقوقية.
كما قال نائب أمين عام الاتحاد الدولي للصحفيين جيرمي دير "إن الاتحاد الدولي مبتهج لتوقيع الرئيس عباس كأول قائد عربي على الإعلان، ولالتزامه بتعزيز مبادئ حرية الإعلام في كامل المنطقة العربية.وأضاف أن مئات ممن يمثلون منظمات المجتمع المدني والصحفيين ونقابة الصحفيين الفلسطينيين ساهموا في التأسيس لحالة زخم رائع لدعم حرية الإعلام، والصحافة المستقلة، وحقوق الصحفيين، لكننا نحتاج الآن لنرى تحركا سريعا لبدء وضع مبادئه موضع التنفيذ لتعزيز حرية الصحافة ومهنيته
هذه الانجازات وبناء على ما تحقق شقت نقابة الصحافيين طريقها لفرض وجودها على الصعيد العربي والإقليمي والدولي ، فاز نقيب الصحفيين الفلسطينيين، ناصر أبو بكر، بمنصب نائب رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين خلال الانتخابات التي جرت في العاصمة العمانية مسقط، خلال اجتماعات الاتحاد (كونغرس 31). وتوجهت النقابة بالشكر والتقدير الى اعضاء كونجرس الاتحاد الدولي للصحفيين الذين صوتوا لفلسطين وتحقيق فوز كبير يدل على وقوف كل صحفيي العالم الى جانب الصحفي الفلسطيني وتشكل رد طبيعي على جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحقهم.
الجدير ذكره أن انتخاب رئيس الاتحاد ونوابه وأمين الصندوق جرت بمشاركة 274 مشاركا وذلك في قاعة المؤتمرات بمسقط.
كما قرر اتحاد الصحفيين الإفريقي اعتماد نقابة الصحفيين الفلسطينيين عضوا مراقبا في الاتحاد الصحفيين الإفريقي، وأن يحضر مؤتمراته واجتماعات قيادته . وقال نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر أبو بكر في كلمته خلال الاجتماع الذي عقد عبر تقنية "زوم"، في العاصمة الغانية "أكرا"، إن هذا القرار التاريخي الذي تم بإجماع قيادة الاتحاد انما هو رد صارخ باسم كل صحفيي افريقيا الصديقة وجزء من رد صحفيي العالم على وقوفهم وتضامنهم الكبير مع الصحفيين الفلسطينيين، وهو لطمه للاحتلال وأعوانه ولكل جرائمهم بحقهم. وشكر أبو بكر الاتحاد على هذا القرار التاريخي، مؤكدا أن الصحفيين الفلسطينيين سيبقون في ذات خندق النضال من أجل حرية الصحافة. وقال: ان أفريقيا التي كانت سندا ستبقى نصيرا اساسيا وداعما أساسيا لفلسطين، وهذا القرار يشكل "لطمة" لمحاولات المحتلين لاحداث اختراق في القوى الحية في أفريقيا.
وأشار إلى أن المجتمعين قد قرروا أيضا ان يصدروا بيانا بعنوان "بيان فلسطين"، الأمر الذي يشكل "إنجازا" لمن يستحقون، وهم الشهداء الصحفيين الأكرم منا جميعا، ولروح شهيد الصحافة الفلسطينية في الحرب العدوانية الاخيرة على شعبنا في غزه يوسف ابو حسين، ولجرحانا الصحفيين، وللأسرى الصحفيين الابطال، ولكل كتيبة فرسان الحرية، وفرسان الحقيقة.
وعلى اثر الانجازات التي تحققت والتي أغاضت سلطات الاحتلال الصهيوني قامت وكالة الأنباء الفرنسية (AFP)، فصل مراسلها نقيب الصحفيين ناصر ابوبكر بالضفة الغربية "تعسفيا"، بعد خضوعها "لإملاءات الاحتلال الإسرائيلي".جاء القرار بعد حملات التحريض المتتابعة ضده، على خلفية مواقفه وعمله النقابي كنقيب للصحفيين، خاصة في ملف ملاحقة قادة الاحتلال وتقديمهم للمحاكم الدولية بسبب الجرائم والاعتداءات على الصحفيين الفلسطينيين".
وتوج الانتصار الآخر الذي حققته نقابة الصحفيين بفوز نقيب الصّحفيّين الفلسطينيّين ناصر أبو بكر، بمنصب نائب رئيس "الاتحاد الدولي للصحفيين"، خلال الانتخابات الّتي جرت في العاصمة العمانيّة مسقط، خلال انعقاد أعمال المؤتمر العام لاجتماعات الاتّحاد الدّولي للصحفيّين "الكونغرس الـ31"؛ بمشاركة وفود تمثّل أكثر من 100 نقابة عالميّة.
شنت جهات مناصرة للاحتلال ومتعاونة معه حملة تحريض على نقيب الصحفيين الفلسطينيين ناصر ابو بكر على المستويين المحلي والدولي سعيا من الاحتلال لثنيه عن مواصلة جهوده لفضح ممارسات الاحتلال بحق الصحفيين الفلسطينيين على المستوى الدولي حيث نجح في عزل إسرائيل بمؤسسات صحفية دولية وكان آخرها إقصاء الاتحاد الإسرائيلي من عضوية الاتحاد الدولي للصحفيين.
وأشارت النقابات والاتحادات الصحفية الإسرائيلية أن قرار إقصائهم من الاتحاد الدولي للصحفيين يعود لأسباب سياسية تحت ضغط من الفلسطينيين وليس كما ادعت بعض الجهات انه جاء لأسباب ادارية ، ويذكر أن الاتحاد الدولي للصحفيين تأسس عام 1926، وهو أكبر منظمة للصحفيين في العالم، مقره في بروكسل ويجمع 187 نقابة من 146 دولة حول العالم ويمثل أكثر من 600000 متخصص في وسائل الإعلام، وهو عضو منتسب في اليونسكو ويمثل الصحفيين في الأمم المتحدة مع منظمة العمل الدولية حيث صوتت اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي للصحفيين بالإجماع على استبعاد الاتحاد الوطني للصحفيين الإسرائيليين وتم نشر القرار بعد بضعة أسابيع على موقع الاتحاد الدولي للصحفيين.
ولم تدخر جهدا نقابة الصحافيين الفلسطينيين في ملاحقة قادة الاحتلال الصهيوني وتقديم شكاوى ضد قادته في محكمة الجنايات الدولية لجرائمه بحق الصحفيين وآخرها اغتياله الزميلة شيرين أبو عاقلة.
وقد ثمنت الأطر الصحفية دور نقابة الصحفيين الفلسطينيين في ملاحقة الاحتلال الإسرائيلي ومقاضاته عن جرائمه بحق الصحفيين
وكما أكد عطوفة رئيس نقابة الصحافيين ناصر ابوبكر أن "دور النقابة دور وطني ومع فلسطين ونناضل من اجل انتزاع حقوقنا وحق تقرير المصير ولن ندخر وسعا في ارسال رسالة فلسطين للعالم اجمع
ولما كانت نقابة الصحفيين مكون أساسي وسلطة رابعة وتؤمن بالديموقراطيه فقد قررت الأمانة العامة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين عقد أعمال المؤتمر العام في التاسع والعاشر من كانون الأول المقبل، وإجراء انتخابات النقابة.وقالت الأمانة العامة في بيان صدر عنها، أنها اتخذت قرار الدعوة لإجراء الانتخابات بعد سلسلة من الاجتماعات المكثفة والمتواصلة خلال الأشهر والأسابيع الماضية، وبعد مشاورات مع الكتل الصحفية الممثلة في النقابة.
ودعت الأمانة العامة، وفق صلاحيتها التي نصت عليها المادة 24 من النظام الداخلي، أعضاء النقابة للمشاركة في أعمال المؤتمر العام يومي التاسع والعاشر كانون الأول/ديسمبر 2022، الذي يتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان وانطلاق الانتفاضة الأولى المجيدة.
وأشارت إلى أنها قد أنجزت إعداد الخطة الاستراتيجية للفترة المقبلة 2023-2026 لتقديمها للمؤتمر لإقرارها، وأنجزت مشروع النظام الإداري والمالي للنقابة لإقراره من المؤتمر، كما تم إنجاز التقرير المالي لكل السنوات الماضية بين المؤتمرين ومدققة من مكتب تدقيق حسابات قانوني وفق القانون والنظام، وبذلك تصبح الأمانة العامة جاهزة للانتخابات المقبلة.
وأضافت: "حرصا من الأمانة العامة للنقابة على التشاور مع جميع مكونات الجسم الصحفي والأطر الصحفية فإنها ستعطي فترة زمنية كافية للتشاور معها".ورحبت الأمانة العامة بكافة دعوات إجراء الانتخابات التي تنسجم مع قرارها بإجراء الانتخابات التي تم التحضير لها بشكل حثيث ومهني وفق النظام والقانون، وأعلنت استعدادها للقاء والتشاور مع الجميع دون استثناء والأخذ بكل الأفكار والمقترحات التي تخدم وجود نقابة قوية فاعلة ومهنية، بما يستحق الجسم الصحفي الفلسطيني الذي قدم التضحيات الجسام من أجل إعلاء كلمة فلسطين ورايتها خفاقة عالية. وحفاظا على الوحده الجغرافيه ووحدة دولة فلسطين ستجري الانتخابات في المحافظات الجنوبيه ( قطاع غزه ) وسيت التواصل في الأمانة العامة في قطاع غزة التشاور مع كافة الكتل الصحفية للتحضير للانتخابات بالتاريخ المذكور".
كما أعلنت الأمانة العامة أنه "وفق النظام سيتم تشكيل لجنة للإشراف على الانتخابات حسب ما تنص عليه المادة 34 من النظام الداخلي، مكونة من خمسة أعضاء وهم: ممثل منتدب عن مجلس نقابة المحامين، وقاضٍ متقاعد أو خبير إنتخابات ترشحه لجنة الانتخابات المركزية، وثلاثةُ أعضاء مشرفين من أعضاء الشرف المدرجين في سجلات النقابة، وذلك قبل 48 يوما على الأقل من موعد انعقاد المؤتمر العام، مشيرةً إلى أنها ستزود لجنة الانتخابات بقوائم العضوية وتصنيفها وأصحاب حق الاقتراع.
وأوضحت أنها، وحسب النظام الداخلي للنقابة، ستعلن جدول العملية الانتخابية بما يتضمن نشر سجل العضوية وأصحاب حق الاقتراع على لوحة الإعلانات في مقر النقابة وعلى موقعها الإلكتروني قبل 48 يوما من موعد الانتخابات، وفتح باب الطعون والنظر بها من لجنة الانتخابات وفق ما نص عليه النظام الداخلي".
وفي هذا السياق، دعت النقابة كافة منتسبيها إلى تجديد اشتراكات عضوياتهم وتصويب أوضاعهم وفق ما نص عليه النظام الداخلي، وحرصا على مشاركة الجميع في العملية الانتخابية. كما دعت كافة الصحفيين غير المنتسبين للنقابة إلى الانتساب إليها وفق النظام الداخلي والأصول.
هذه مسيرة نقابة الصحافيين الفلسطينيين مسيرة عطاء لا ينضب وعمل دءوب غير منقطع النظير ونجاح متواصل في إيصال الرسالة الاعلاميه وتعزيز عمل النقابه بمشاركتها في كافة الاطر الصحفيه العربيه والاقليميه والدوليه ولنعمل معا من اجل نجاح العملية الانتخابيه وتعزيز الجهود التي بذلت والنجاحات التي تحققت للبناء عليها
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت