ذكرت صحيفة "هآرتس" بأن تقارير وضعتها جميع الهيئات الأمنية الإسرائيلية التي تتابع التطورات في الضفة الغربية اعتبرت بأن "وضع السلطة الفلسطينية سيئ، ويتوقع أن يسوء أكثر"
وادعت هذه التقارير، حسب الصحيفة، بأن المعركة على خلافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن)، "قد بدأت عمليا"، وأن تأثير إسرائيل على الأحداث في السلطة الفلسطينية، وكذلك الردع العسكري الذي تسعي إسرائيل إلى ترسيخه، "محدود".
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الذي ينفلت فيه السياسيون في اليمين الإسرائيلي ضد الرئيس عباس، لمصلحتهم الحزبية، فإنه في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يرون بالرئيس الفلسطيني أنه "خصم أيديولوجي حازم لإسرائيل، لكنه يخوض النضال ضدها في الحلبة السياسية الدولية".
وأضافت الصحيفة أن " الرئيس عباس ليس داعما للإرهاب، ورغم ذلك تؤدي السلطة الفلسطينية لعبة مزدوجة بكل ما يتعلق بالدعم الاقتصادي لعائلات الأسرى الأمنيين وعائلات الفلسطينيين الذين قُتلوا أثناء تنفيذ عمليات. وثمة شك إذا كان خلفه في قيادة السلطة سيتصرفون مثله. فالتزامهم بخطوات سياسية سيكون أقل. ومن الجائز أن رغبتهم بالحصول على تأييد شعبي أوسع في الضفة سيدفعهم إلى دعم الإرهاب".
وبحسب الصحيفة، فإن حركة حماس حققت مكاسب في أعقاب العدوان الإسرائيلي على غزة، من خلال عودة الحركة والعمال من غزة إلى إسرائيل بعد وقف إطلاق النار مباشرة، إلى جانب تصريحات إسرائيلية حول "توسيع سياسة التسهيلات". وتضع هذه التطورات "علامة استفهام على إستراتيجية السلطة الفلسطينية".
وأضافت في هذا السياق أن السلطة الفلسطينية أعلنت على مر السنوات الماضية أنها تؤيد استئناف المفاوضات السياسية "ووافقت على العمل كمقاول ثانوي لإسرائيل ضد الإرهاب في الضفة، مقابل خطوات اقتصادية – مدنية فقط. لكن الفجوة الاقتصادية بين الضفة والقطاع قد تتقلص الآن، وبإمكان حماس تحقيق إنجازات من دون التنازل علنا عن مواقفها الأيديولوجية ومن إجراء مفاوضات مباشرة مع إسرائيل".
واعتبرت الصحيفة أن حكم السلطة الفلسطينية لا يحظى بشعبية واسعة في الضفة الغربية. وأشارت إلى أن "أعضاء الخلايا المسلحة الناشطة في الضفة اليوم هم بالمتوسط أبناء 20 عاما تقريبا. وهم لا يذكرون اجتياح الضفة، عام 2002، ولا القوة التي يمكن أن تمارسها إسرائيل. وحاجز الخوف كُسِر. وفي الخلفية هناك ما يوصف بالجيل الفلسطيني الضائع، وهم شبان بينهم حلة شهادات أكاديمية، وإمكانياتهم الاقتصادية ضئيلة جدا".
وبررت الصحيفة اقتحامات جيش الاحتلال إلى مخيم جنين والبلدة القديمة والمخيمات في نابلس بأن قوات الأمن الفلسطينية لا تتمكن من العمل ضد المسلحين فيها. "ومنذ بداية العام الحالي هناك ارتفاع كبير في حجم الاشتباكات المسلحة مع الجيش الإسرائيلي، وارتفاع عدد القتلى الفلسطينيين في الضفة، وارتفاع في هجمات ناشطي اليمين المتطرف (المستوطنين) ضد الفلسطينيين".
وإلى جانب ذلك، وفقا للصحيفة، "ثمة احتمال ضئيل جدا لعملية سياسية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل في الفترة القريبة المقبلة، إلى جانب اهتمام مهذب وحسب تبديه الولايات المتحدة ودول أوروبية بما يحدث هنا، مثلما تجسد ذلك أثناء زيارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، للسلطة الفلسطينية الشهر الماضي. وفي هذه الظروف، لا غرابة في الارتفاع المتواصل للتأييد لحل الدولة الواحدة، وفقا للاستطلاعات التي تجري بين الفلسطينيين".