- أحمد إبراهيم
تابعت وخلال الفترة الأخيرة بعض من التقارير العلمية والبحثية الصادرة أخيرا في لندن ، والتي تناولت أهمية الوصول إلى صيغة من أجل إقرار تهدئة طويلة في قطاع غزة ، وهي التهدئة التي ترغب عدد من القوى سواء الإقليمية والولايات المتحدة في أن تستمر وتتواصل في القطاع المحاصر منذ سنوات.
وفي هذا الإطار أشارت تقارير إلى أن دولة قطر تبذل المساعى الكبيرة لإقرار التهدئة ، موضحة أنها ترغب في تزويد القطاع بالأموال اللازمة والإمكانات من أجل استمرار هذه التهدئة ، رغم أن قطر لديها كثيرا من الالتزامات سواء الاقتصادية أو الفنية على حد سواء في ظل استعداداتها للمونديال.
وبات من الواضح أن بعض من القيادات السياسية الفلسطينية تتوجس من أن توقف قطر هذه المساعدات بسبب للضغوط الاقتصادية الناجمة عن المستحقات المالية التي يجب أن تدفعها دولة قطر في إطار استعداداتها لتنظيم المونديال.
وفي هذا الإطار أقول أن هناك الكثير من التحديات السياسية المهمة التي تواجه غزة ، والسلطة الحاكمة بها وهي حركة حماس وتتمثل في إعادة الإعمار ، والحاصل فأن إعادة إعمار قطاع غزة باتت أمرا مهما للغاية .
وتشير دراسة بحثية صدرت عن جامعة لندن إن الحفاظ على الهدنة هو وحده الذي يمكن أن يؤدي إلى إعادة التأهيل الكامل والازدهار لقطاع غزة.
في هذا الإطار يجب الإشارة إلى نقطة مركزية وهي حديث بعض من المسؤولين الإسرائيليين من إن الحكومة الإسرائيلية لم توافق على إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في إطار اتفاق الهدنة مع حركة "الجهاد الإسلامي"، وتحدثوا عن "إشارات" من حركة "حماس" بشأن إمكانية التوصل لاتفاق بشأن إسرائيليين، تحتجزهم لديها.
التليفزيون الأمريكي أشار في تقرير له إلى حديث دوائر إعلامية إسرائيلية من أن إسرائيل لن تطلق سراح سجناء "الجهاد الإسلامي"، الذين تريد المنظمة إطلاق سراحهم.
وأضاف التقرير نقلا عن المسؤولين أنه خلال محادثات وقف إطلاق النار، لم توافق إسرائيل على إطلاق سراح خليل عواودة، الذي أضرب عن الطعام احتجاجا على اعتقاله، ولا عن زعيم الحركة في الضفة الغربية، بسام السعدي ، الذي اعتقل الأسبوع الماضي ، وبات من الواضح أن إسرائيل ليست لديها نية لإطلاق سراح السجناء قريبا.
عموما فإن التهدئة في غزة باتت حق وواجب يجب أن يسعى الجميع إلى إقراره الآن في ظل الضغوط السياسية والاستراتيجية والاقتصادية التي يعاني منها سكان القطاع ، الأمر الذي يجب الالتفات إليه لرفع المعاناة عن الفلسطينيين في النهاية.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت