أفادت قناة "كان" العبرية، مساء الأحد، بأنه في محاولة لتهدئة الأزمة بين تل أبيب والقاهرة، توجه رئيس الشاباك رونين بار لعقد اجتماعات في مصر.
وحسب القناة، من المنتظر أن يلتقي رئيس الشاباك مع مدير المخابرات المصرية عباس كامل الذي ألغى زيارته المزمعة لإسرائيل احتجاجا على تدهور العلاقات بسبب العملية العسكرية الأخيرة في غزة ، ومن المتوقع أن يعود بار إلى تل أبيب غدا الاثنين.
وذكرت قناة "كان" بأن التقديرات في إسرائيل تشير إلى أنه يمكن إعادة العلاقات مع مصر إلى مسارها الطبيعي وإنهاء الأزمة، فيما قالت القناة 13 ، إن "رئيس الشاباك رونين بار، الذي يقوم بزيارة إلى مصر، نقل رسالة مفادها أن نشاط "جز العشب" في مناطق السلطة الفلسطينية سيستمر على قدم وساق استعدادًا للأعياد ، كما نقل رسالة مفادها بأن هناك حاجة للدخول في نشاط استباقي، خاصة في شمال الضفة الغربية "نابلس وجنين".
وكشفت تقارير عبرية عن التفاصيل الدقيقة التي تسببت مؤخرا في أزمة علاقات بين مصر وإسرائيل، وعن تحركات الأخيرة الحثيثة لإنهاء هذه الحالة التي تؤثر على العلاقات، ومن بينها رعاية القاهرة لملف التهدئة مع الفصائل الفلسطينية.
وحسب ما كشف فإن الأزمة لم تكن وليدة الأحداث الأخيرة التي عاشتها المناطق الفلسطينية، سواء قبل توسط مصر في قرار وقف إطلاق النار بين الجهاد الإسلامي وإسرائيل، أو غضب القاهرة من عدم وقف الهجمات الإسرائيلية ضد الضفة الغربية، بل إن الأزمة بدأت قبل هذه الأحداث بشهرين.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن هذه الأزمة بدأت بعد قيام الجيش الإسرائيلي بإسقاط طائرة مسيرة مصرية، كانت قد دخلت الأجواء الإسرائيلية عبر الحدود، وهو ما أثار وقتها غضب الجانب المصري، الذي شعر بالحرج.
ونقلت الإذاعة عن مسؤولين أمنيين مطلعين في تل أبيب، تأكيدهم أن تلك الحادثة هي التي أشعلت التوتر الكبير بين القاهرة وتل أبيب.
وعقب ذلك التوتر، والحديث للمسؤولين الأمنيين في تل أبيب، جرت محادثات بين كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية ونظرائهم المصريين في محاولة لتجاوز ما حدث.
وفي إسرائيل كشف في الأول من يونيو أن إحدى الطائرات الحربية، أسقطت طائرة مُسيرة مصرية عبرت المناطق الحدودية من منطقة الجنوب، ووقتها ادعت مصادر عسكرية بأن اعتراض المُسيّرة تم بعد التنسيق مع الجانب المصري.
ووقتها ذكر مصدر عسكري إسرائيلي، في إحاطة قدمها لوسائل إعلام عبرية، أن الحديث يدور حول طائرة مُسيرة مصرية غير مسلحة، وأن المُشغّل المصري فقد السيطرة على المُسيّرة نتيجة لعطل تقني، ما أدى إلى تجاوزها المناطق الحدودية وعبورها إلى داخل إسرائيل.
وذكرت تقارير عبرية، أن تلك المسيرة كانت تنفذ عمليات ضد مسلحي تنظيم “الدولة الإسلامية” في سيناء، وتجاوزت الحدود نتيجة خطأ من قبل مشغليها.
ولم يكن هذا الحادث وفق ما كشفت الإذاعة الإسرائيلية وحيدا، فلم يكن الجانبان قد عالجا التوتر بسبب إسقاط الطائرة المسيرة المصرية، حتى لحق بها بعد شهر حادثة الكشف في إسرائيل عن مجزرة ارتكبت ضد جنود الصاعقة المصريين خلال حرب الـ 67.
وتقول الإذاعة إنهم في مصر لم يعجبهم الكشف عن الحادثة التي تأخرت عقودا، والتي أكدت وجود قبر جماعي لجنود مصريين، قضوا على أيدي جيش الاحتلال، ومدفونين حاليا تحت أراضي كيبوتس “ناحشون”.
وتشير الإذاعة إلى أن الخلاف بين القاهرة وتل أبيب بلغ ذروته، في الأيام التي تلت عملية “الفجر الصادق”، التي شنتها قوات الاحتلال ضد غزة قبل أسبوعين، وانتهت بوساطة مصرية أرست قرار وقف إطلاق النار.