- د. طلال الشريف
لذلك قلت في مقال سابق بأن هناك صفقة بدأت بعدم مشاركة حماس الحرب الأخيرة على غزة وتحرك مشعل كمرشح للمشاركة في انتخابات الرئاسة الفلسطينية والدخول لمنظمة التحرير لاحتمال تقاسم قيادة النظام الفلسطيني الذي سيتجدد بمرسوم الانتخابات بناء على طلب قطر من الرئيس عباس لإلحاق حماس للنظام الساسي الفلسطيني على الأسس ذاتها التي قامت عليها السلطة الوطنية الفلسطينية وهو اتفاق أوسلو.
إذا بتوقيع الاتفاق النووي الايراني ستتوقف أعمال حماس والجهاد ولن يطلقوا طلقة واحدة على اسرائيل بأوامر ايرانية كتب أم لم يكتب ذلك في بنود الاتفاق النووي الايراني، ولن تجرؤ ايران على دعم حماس والجهاد ولا أي فلس أو أي قذيفة ليغلق المصدر الأخير الذي يمول حماس والجهاد للمقاومة.
هذا هو الشرك الذي وقعت فيه حماس والجهاد أو قصور الفهم السياسي حين باتتا في أحضان قطر وايران، الاولى قطر وكيل تنفيذ السياسات الامريكية والاسرائيلبة، والثانية ايران التي استخدمته زمنا لتنفيذ مصالحها وتأمين نظامها.
مرة أخرى يخسر الشعب الفلسطيني الوقت وما لحق به من الدمار الكبير والضعف السياسي للقضية الفلسطينية والانقسام الذي عبد الطريق والمبررات لمصادرة الأراضي في الضفة الغربية التي توجتها صفقة ترامب، ويصبح من سلم القدس وأضاعها ايران وقطر وقصور الفهم السياسي لحماس والجهاد لأنهم لا يتقنون اللعبة السياسية ومن يريد النقاش والدفاع عن حماس والجهاد ينتظر لما بعد توقيع الاتفاق النووي الايراني لنرى سويا النتائج التي تطبخ من اليوم لإلحاق حماس لسياسة منظمة التحرير وبرنامجها، والذي فعل هذا ايران وقطر.
هكذا يعلمهم ويعلمنا التاريخ درسا قاسيا بأن السياسة ليست عنتريات مدعومة بالمال السياسي بل هي ذكاء ومسؤولية عن شعب وقضية ... وإلى فصل جديد من قضيتنا التي جرب الجميع استغلالها عبر تذيلنا كفلسطينيين هنا وهناك باستخدامنا كأدوات تشتت الحالة والتماسك الفلسطيني منذ بدأ المشروع الصهيوني وحتى الآن، وكان أخرهم الاسلاميين، ورحم الله الشهداء وفك أسر االأسرى وشفى الجرحى وأخذ بيد الأجيال التي فقدت مستقبلها على مر الصراع ..
السؤال هل سننهض من جديد نلملم أوراقنا أم تنتظرنا مرحلة من عقدين آخرين هذه المرة ندخل في الفخ الجديد المنصوب وهو خلافة عباس والصراع على السلطة والانتخابات القادمة ومرحلة جديدة من عبث السياسيين غير الأذكياء وبقاء تلك التنظيمات الفاشلة في البر والبحر وفي الحرب والسلم ... مائة عام مضت أضاعتها قيادات الفلسطينيين بسطحيتهم السياسية والسلوكية لنعود نغني " دبرها يا مستر دل بلكن على إيدك بتحل"
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت