أعلنت وزيرة الاقتصاد الإسرائيلية أورنا باربيفاي عن قمة إسرائيلية تركية قريبة ستحدّد ملامح العلاقات بين البلدين.
جاء ذلك في حوار أجرته قناة I24news الإسرائيلية مع الوزيرة باربيفاي، بعد عامين من توقيع اتفاقيات ابراهيم بين إسرائيل وخمس دول عربية، أجابت فيه على تساؤلات عن حجم التجارة وتوقيع الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية مع هذه الدول.
في ردها على السؤال عن الفائدة التي جنتها إسرائيل من وراء اتفاقيات ابراهيم بعد مرور عامين على توقيعها، قالت الوزيرة الإسرائيلية: "المنطقة كلها في حالة صحوة هناك توجه من قبل هذه الدول لاعتبار هذه النافذة فرصة أو جسرًا، هناك إدراك أن الاقتصاد يمكن أن يقلص الفجوات. أنظر مثلا إلى اتفاق التجارة مع الإمارات. تتوجه إلينا دول عربية وتطلب إبرام اتفاقيات معنا على غرار تلك التي عقدناها مع الإمارات. الاقتصاد أثبت أنه ليس أقل أهمية من حيث الوزن مقارنة بالقضايا السياسية".كما قالت
وعن تشكك بعض التقارير بمدى الفائدة التي جنتها إسرائيل إذا ما تمت المقارنة مع الطرف الآخر، قالت وزيرة الاقتصاد الإسرائيلية أورنا باربيفاي "نحن لا نقيس التقدم بالقياس المالي والأمور لا تسير على هذا النهج، رأينا في قمة النقب التي نظمها يائير لابيد قبل استلامه رئاسة الوزراء زعماء دول عربية يقفون إلى جانب لابيد ويقولون إنهم ملتزمون بهذه الطريقة وبأبعادها الاقتصادية. رأينا قضايا خلال كورونا وخلال الحرب الأوكرانية تستوجب تعاونات. الزعماء اليوم يفهمون أنه ربما كانت هناك خصومات وحروب بالماضي ويجب أن تضمن كل دولة أمنها ولكن أيضًا يجب الاهتمام بالشعوب. يجب التوجه نحو الابتكارات ونحو قضايا المياه والغاز والطاقة، هذه الأمور لن تحصل إن لم يفهم جميعنا القيمة المضافة للطرف الآخر".حسب قولها
وشددت الوزيرة باربيفاي على أن "التكنولوجيا تلعب دورًا وازنًا وهذا ما يكسب إسرائيل القيمة المضافة ويجعل أنظار الدول المحيطة تهتم بما لديها." مشيرة إلى "أننا نحن كإسرائيليين لا نعطي فقط وإنما نتلقى، وهذا مهم جدا، هذه نقطة التقاء بين الثقافات".
وأضافت أن "جل عمل الوزارة مؤخراً يتركز على صعيد الشراكات والتعاون مع البحرين وتركيا، خصوصاً مع انتعاش العلاقات التركية الإسرائيلية واستعادة السفراء. ومن المقرر إقامة قمة مشتركة للوصول الى اتفاق تجارة مع البحرين نأمل أن ننجز ذلك قبل الانتخابات، وتسريع الاتفاقيات مع المغرب وفق المبادئ التي حددناها وأيضًا التعاون مع مصر، رأينا أن الدخول إلى مصر ممكن عن طريق حاجز نيتسانا (المعبر الحدودي البري الرئيسي بين إسرائيل ومصر) في سياق الاستيراد والتصدير. في إسرائيل زدنا بـ 25% من حجم التجارة المتبادلة وهذا التعاون هو مفيد لكافة الجوانب ويعود بالفائدة علينا وعلى جيراننا. "
وحول استراتيجية رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد بشأن طرح الاقتصاد مقابل الأمن في التعامل مع قطاع غزة، قالت الوزيرة باربيفاي "أعتقد أن العملية الأخيرة في غزة أثبتت قدرة لابيد على القيادة، قدرته على التواصل مع كافة المنظومات الأمنية والخروج إلى عملية محددة ضربت بشكل قوي بالجهاد الإسلامي الذي هدد بضرب مواطنين أبرياء مع حرصنا على عدم إيذاء الأبرياء وبالفعل كان الضرر الذي لحق بالأبرياء في قطاع غزة محدودًا". كما زعمت
وأَضافت "كنت قد رأيت كيف عمل الجيش الإسرائيلي على مدار عشرات السنوات خلال خدمتي في الجيش، وكيف تتم إيلاء الأهمية لعدم إيذاء الأبرياء". حسب قولها
وتابعت الوزيرة "هناك نمو في الاقتصاد، هناك حاجة للوظائف، نحن بحاجة أيضًا لأيدي عاملة من غزة، كنت في حاجز قلنديا حيث يأتي الناس من الضفة الغربية وهم يأتون عبر البطاقات الذكية ويمرون في المعابر بشكل سريع ومهني هذا يمكن أن يتم فقط حين يدرك الناس أهمية ذلك".
وحول العلاقة مع السلطة الفلسطينية، ردت الوزيرة بالقول "السلطة الفلسطينية يجب أن تسأل نفسها إلى أين تريد أن تصل إذا ما أرادت السلطة التحريض في المدارس وتشجيع المخربين الذين يحاولون إيذاء الإسرائيليين، فإن هناك مشكلة ولكن إذا ما أرادت السلطة الفلسطينية العيش وخلق الحوار فالأجهزة الأمنية تنسق فيما بينها يوميا على مدار السنة، بما يضمن الحياة لليهود والعرب في الضفة الغربية، ولكني أعتقد أن القيادة الفلسطينية يجب أن تسأل نفسها إلى أين تريد أن تصل. " كما قالت
وعن مشروع "بوابة الأردن"؟ وهل فعلا تهدف الخطة إلى جعل ميناء حيفا نقطة استراتيجية؟ قالت الوزيرة الإسرائيلية "أسعدني بداية جدا أن أرى التقارب الأردني على ضوء زيارة رئيس الوزراء لابيد للمملكة الأردنية، وهذا إثبات أننا نتحدث في نهاية المطاف عن العلاقات بين الأفراد وبين الأشخاص، نتنياهو أضر بالعلاقات الأردنية الإسرائيلية على مدار خمس سنوات، لم تكن هناك أي لقاءات بين القيادتين عبر الضفتين. "
وأضافت "يمكن عبر إحياء العلاقات اليوم خلق مشاريع، هناك رجال أعمال إسرائيليون يريدون ذلك، هذا سيعزز الاقتصاد الأردني. اتخذنا قرارت بالنسبة لغور الأردن، من وجهة نظري الفكرة تكمن في أنه يجب تشجيع التعاونات ليس لصالح طرف واحد، الطرفان يجب أن يستفيدا، يجب أن نخلق مركز نمو إقليمي للمنطقة برمتها في قضايا المياه والطاقة وغيرها.
وحول دفع وتطوير العلاقات الإسرائيلية المصرية وهل باتت مصر تلعب دورا محوريا في اقتصاد غزة قالت الوزيرة: "أنا أعتقد أن لمصر دورًا هامًا. مصر هي أم الدول، أم العالم. كنت في مصر والتقيت بمندوبي حكومة مصر. هناك ثقة بين الزعماء الذين يفهمون أهمية التعاون والحوار. رأينا في العملية الأخيرة في غزة تأثير مصر حول ما يدور في غزة، وقد شكر رئيس الحكومة الرئيس السيسي شخصيًا لما بذله من جهد من أجل الوصول إلى حل.
يجري العمل على ترتيب قمة مشتركة في أيلول / سبتمبر القادم نخطط لإقامتها في إسرائيل، على مدار يومين، تهدف إلى مسح حاجات إسرائيل وتركيا والتباحث في كيفية خلق حجارة زاوية تمكننا من التقدم باتجاهات تخدم كل من تركيا وإسرائيل، وأنا أحيي ذلك."
وحول المجتمع العربي في إسرائيل وإن كان مهمشا ويرزح تحت بنية تحتية فقيرة وبدائية إلا أنه يطالب بلعب دور اقتصادي بدوره..قالت الوزيرة باربيفاي" أنتم محقون أنا أنظر إلى الفرق الكبير بين المجتمع العربي ومجمل الإسرائيليين نحن نتحدث عن 20% بالمائة من المواطنين في الدولة- حين تنظر إلى المنظومات التعليمية لدى العرب وإنجازات الجهاز التعليمي لدى العرب مقارنة بشبان آخرين، وأنظر إلى نسبة مشاركتهم في سوق العمل، النساء العربيات نسبتهن أقل نسبة مشاركة في سوق العمل. أضرار كورونا كانت الأكبر لدى العرب، أنظر إلى البنية التحتية إلى جهاز التعليم وإلى الانخراط في سوق العمل هناك فارق كبير.
هذه الحكومة اتخذت قرارات بالغة الأهمية، حرصنا على تمثيل العرب من خلال عضو الكنيست منصور عباس الذي يتعاون مع الائتلاف الحاكم. لقد حدد التحديات المدنية للمجتمع العربي في إسرائيل. نحن نتحدث عن إنشاء مناطق صناعية. أنا أدين كل من يرتكب أو يشجع الإرهاب لكني لا أريد التعميم بشأن مجتمع كامل. هذه الحكومة قامت أكثر مما قامت به أي حكومة سابقة في إسرائيل بمجال ردم الهوة والفوارق بين المجتمعين العربي واليهودي في البلاد. " كما قالت
وحول السؤال هل هناك مستقبل للقائمة المشتركة مع الائتلاف الحكومي الإسرائيلية القائدة، قالت الوزيرة باربيفاي "أنها لا تعتقد ذلك، وأضافت "القائمة المشتركة تعلن عدم استعدادها لذلك. يمكن الاتفاق على قضايا معينة والتصويت لصالحها لكن ليس أبعد من ذلك".