لليوم الثاني على التوالي، يخوض أكثر من 4550 أسير فلسطيني في كافة سجون الاحتلال الإسرائيلي معركة ردع إدارة مصلحة السجون بعد تنصلها من "تفاهمات" في آذار الماضي، ونيتها فرض إجراءات عقابية وتشديدات إضافية على الأسرى وبخاصة المؤبدات، وذلك بعد تمكن ستة أسرى من انتزاع حريتهم من سجن "جلبوع" في السادس من أيلول 2021.
وحسب آخر الإحصائيات، الصادرة عن نادي الأسير الفلسطيني، أن ما يقارب الـ600 أسير يعانون أمراضا مختلفة يقبعون في سجون الاحتلال الاسرائيلي، منهم 23 أسيرا يعانون من الإصابة بالسرطان والأورام بدرجات متفاوتة، أخطرهم حالة الأسير ناصر أبو حميد.
كما تشير الإحصاءات إلى أنه ومنذ العام 1967، استشهد في سجون الاحتلال (231) أسيراً، من بينهم (73) أسيراً اُستشهدوا نتيجة لجريمة الإهمال الطبي المتعمد (القتل البطيء) وكان آخرهم الشهيدة سعدية فرج الله (68 عاما) من بلدة إذنا في الخليل، واستشهدت في سجن الدامون في 2-7-2022. عدا عن أن جزءاً من الأسرى المرضى اُستشهدوا بعد فترة وجيزة من الإفراج عنهم، كان آخرهم، في 2-9-2021، الأسير حسين مسالمة من بيت لحم والذي أمضى في سجون الاحتلال (19) عاماً، واستشهد بعد تحرره بـ6 أشهر فقط أمضاها متنقلا بين المستشفيات.
ويشكل سجن "عيادة الرملة" الذي يُطلق عليها الأسرى "المسلخ" شاهداً على الموت اليومي الذي يعيشونه، ويقبع فيها (17) أسيراً مريضاً في ظروف مأساوية، كان من بين الأسرى الذين اُحتجزوا فيه لسنوات واستشهدوا، الأسيران بسام السايح، وسامي أبو دياك، وكمال أبو وعر وغيرهم اللذين واجهوا السرطان والسّجان معاً على مدار سنوات.
فيما لا تزال سلطات الاحتلال تحتجز جثامين تسعة شهداء من الأسرى هم: أنيس دولة منذ عام 1980م، وعزيز عويسات منذ عام 2018، وفارس بارود، ونصار طقاطقة، وبسام السايح منذ عام 2019، وسعدي الغرابلي وكمال أبو وعر منذ عام 2020، وسامي العمور خلال عام 2021 وبرزت حالته كأبرز الجرائم الطّبية خلال العام 2021؛ الذي استشهد في تاريخ 18 تشرين الثّاني/ نوفمبر 2021، وكان قبل ذلك قد تعرّض لجريمة الإهمال الطبي عبر سلسلة من الإجراءات التنكيلية، وذلك من خلال نقله المتكرّر عبر "البوسطة" وانتظاره لساعات طويلة قبل وصوله للمستشفى، حيث مكث (14) ساعة في معبار سجن "بئر السبع" ينتظر، قبل نقله إلى المستشفى رغم وضعه الصحيّ الصعب والخطير، وخلال عام 2022 استشهد المعتقل داود الزبيدي متأثرا بإصابته برصاص الاحتلال حيث ارتقى في مستشفى "رمبام" الإسرائيلي، التي نُقل إليها للعلاج بعد إصابته برصاص الاحتلال في مخيم جنين.
وساهمت أساليب التعذيب التي تعرض لها الأسرى على يد المحققين، في التسبب بإصابتهم بأمراض ومشاكل صحية مزمنة، زادت حدتها نتيجة ظروف الاعتقال القاسية، حيث تفتقر السجون لأدنى الظروف الصحية، وتمارس سلطات الاحتلال سياسية الإهمال الطبي من خلال المماطلة في تشخيص المرض وإجراء الفحوص الطبية، وتقديم العلاج اللازم، والضغط على الأسير المريض عبر نقله باستمرار بـ"البوسطة"، وهي رحلة عذاب للأسير، يعيشها خلال محاولته الحصول على علاج، حيث دفعت هذه السياسة العديد من الأسرى للامتناع عن الذهاب إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
وازدادت حالات الأسرى المرضى عقب عام 2015، بعد اعتقال الاحتلال لعشرات المصابين بالرصاص خلال المواجهات التي شهدتها الأراضي الفلسطينية في هبة القدس الشعبية، ولليوم يعاني عدد منهم نتيجة الإصابة، خاصة من بترت أطرافهم، وكذلك خلال المواجهة الراهنة هناك عدد من الجرحى الذين يعانون أوضاعًا صحية خطيرة أبرزهم المعتقل نور الدين جربوع (27 عاماً) من مخيم جنين، حيث اعتقله جيش الاحتلال بتاريخ 9 من نيسان/ ابريل الماضي، وخلال اعتقاله كان قد أُصيب بعدة رصاصات بجسده استقرت إحداها في العمود الفقري أدت إلى إصابته بشلل نصفي، ويقبع حالياً داخل ما يسمى عيادة "سجن الرملة" بظروف صعبة.
كما يعاني الأسير أحمد مناصرة (20 عاماً) من بيت حنينا في القدس، وضعا صحيا ونفسيا صعبا للغاية، نتيجة عزله منذ سنوات والتحقيق القاسي الذي تعرض له خلال اعتقاله بعد إصابته بالرصاص وتركه ينزف في الشارع لعدة ساعات دون تقديم أية اسعافات له، يُشار إلى أن مناصرة اعتقل وهو فتى في (13) من عمره ويمضي حكما بالسجن مدته تسع سنوات ونصف.
وفيما يلي عدد من الحالات المرضية الصعبة في سجون الاحتلال:
- الأسير ناصر أبو حميد (49 عامًا)، منذ شهر آب/ اغسطس 2021، بدأت حالة الصحية تتدهور بشكل ملحوظ، حتى تبين بعد فترة من المماطلة أنه يعاني من وجود ورم على الرئتين، وتمّت إزالته وإزالة قرابة 10 سم من محيط الورم، ليعاد نقله إلى سجن "عسقلان" قبل تماثله للشّفاء، الأمر الذي أوصله به إلى مرحلة خطيرة، ولاحقا وبعد إقرار الأطباء بضرورة أخذ العلاج الكيماوي، تعرض مجددًا لمماطلة متعمدة في تقديم العلاج اللازم له، إلى أن بدأ مؤخرا بتلقيها، ومنذ بداية شهر يناير 2022، طرأ تدهور خطير إضافي على وضعه الصحي، ونقل إلى مستشفى "برزلاي" الإسرائيلي، وبقي منوما تحت تأثير الأدوية، ثم نقل إلى سجن "الرملة" وهو محتجز فيه حتى اليوم، ووضعه في تراجع مستمر، وأن جسده لم يعد يحتمل العلاج الكيميائي. وأبو حميد معتقل منذ 2002، ومحكوم بالسجن المؤبد 7 مرات و50 عامًا، وهو من بين خمسة أِشقاء في سجون الاحتلال يواجهون الحكم المؤبد.
- الأسير فؤاد الشوبكي (81 عاماً) وهو أكبر الأسرى سنّا في سجون الاحتلال، ويعاني من سرطان البروستاتا، ومشاكل في النظر، أجرى عدة عمليات جراحية، بالإضافة إلى مشاكل في الضغط، وأصبح في الآونة الأخيرة يعتمد على رفاقه الأسرى في تلبية حاجته بسبب المرض، علماً أنه محكوم بالسجن لمدة (17) عاماً، وهو معتقل منذ عام 2006.
- الأسير موفق عروق (77 عاماً) من الأراضي المحتلة عام 1948، مصاب بسرطان في المعدة والأمعاء، أجرى في شباط الماضي عملية استئصال للمعدة، ولا زال يعاني أوضاعاً صحيةً صعبةً وخطيرة، وهو معتقل منذ عام 2003، ومحكوم بالسّجن (30) عاماً.
- الأسير منصور موقدة، من محافظة سلفيت، يعاني من شلل نصفي، ويعيش على معدة وأمعاء بلاستيكية، ويعتمد على أكياس للإخراج، وهو معتقل منذ العام 2002، ومحكوم بالسّجن لـ(30) عاماً.
- الأسير معتصم ردّاد من محافظة طولكرم، يعاني من التهابات مزمنة وحادة في الأمعاء تعرف "بالكولايتس"، وارتفاع في ضغط الدم، وقصور في عمل القلب، وهو معتقل منذ عام 2006، ومحكوم بالسّجن (20) عاماً.
- الأسير رياض العمور من بيت لحم، يعيش على جهاز لتنظيم دقات القلب، ويتعرض لحالات إغماءات متكررة، وبعد سنوات من مماطلة إدارة سجون الاحتلال، بدأ الجهاز يبرز من تحت الجلد ويتسبب له بألم شديد بسبب إهمال الإدارة في تغييره، وهو معتقل منذ العام 2002، ومحكوم بالسجن المؤبد 11 مرة.
- الأسير ناهض الأقرع من قطاع غزة، بترت ساقيه خلال خضوعه لأربع عمليات جراحية، ويعتمد على كرسي متحرك في التنقل، وهو محكوم بالسّجن لثلاث مؤبدات، ومعتقل منذ العام 2007.
- الأسير يسري المصري من غزة، يعاني من أورام في الكبد، وآلام شديدة في جميع أنحاء جسده، وخضع عام 2013 لعملية استئصال ورم سرطاني في الغدة، أدى لمضاعفات لديه بسبب الإهمال الطبي، وهو محكوم بالسّجن (20 عاماً)، ومعتقل منذ عام 2003.
- الأسيرة إسراء الجعابيص (37 عاما) من جبل المكبر في القدس، اُعتقلت في الـ11 من تشرين الأول/ أكتوبر 2015، بعد أن أطلق جنود الاحتلال النار على مركبتها بالقرب من حاجز الزعيم، ما أدى إلى انفجارها، واشتعال النيران فيها، وأُصيبت في حينه بحروق خطيرة في جسدها بما نسبته 60%، وفقدت أصابع يديها، وأصيبت بتشوهات في منطقة الوجه والظهر.
وأصدرت محكمة الاحتلال لاحقاً بحقها حُكماً بالسّجن لمدة 11 عاماً بعد أن وجه لها تهمة محاولة تنفيذ عملية، علماً أنها أم لطفل، وتقبع في سجن "الدامون"، وتواجه أوضاعاً صحية غاية بالصعوبة، وهي بحاجة إلى علاج حثيث وعمليات جراحية، يماطل الاحتلال حتى الآن في إجرائها.
- الأسير محمد ابراش من رام الله، أصابته قوات الاحتلال قبل اعتقاله، في جميع أنحاء جسده، وتفاقمت حالته نتيجة الإهمال الطبي الذي تعرض له خلال اعتقاله، وكان يعاني من إصابة في عينه اليسرى، وفقد النظر في اليمنى داخل السجن، وهو اليوم مقعد وفاقد للنظر، كما أن سمعه يتلاشى مع مرور الوقت، وهو محكوم بالسجن (3) مؤبدات و(30) عاماً، ومعتقل منذ عام 2002.
- الأسير خالد الشاويش من طوباس، تعرض لإصابات بليغة قبل اعتقاله عام 2004، أدت إلى انتشار الشظايا في جميع أنحاء جسده، يرافقه الألم على مدار الساعة، ويعيش على المسكنات المخدرة، وهو محكوم بالسّجن مدى الحياة.
- الأسير علاء الهمص من رفح، أصيب خلال الاعتقال بمرض السل عام 2012، وعلى إثرها تم إعطاؤه علاج قوي لمدة ستة أشهر متتالية، ما تسبب له بورم في الغدة اللمفاوية، ومشاكل في المعدة والأعصاب وارتجاف في الأيدي والأرجل، وهو محكوم بالسجن (29) عاماً، ومعتقل منذ العام 2009.
- الأسير ياسر ربايعة من بيت لحم، محكوم بالسّجن المؤبد وعشر سنوات، ويعاني من سرطان في الأمعاء، وخضع عام 2007 لعملية جراحية تم خلالها استئصال جزء من الكبد، وهو معتقل منذ عام 2001.
- الأسير مراد أبو معيلق من غزة، يعاني من التهابات حادة في الأمعاء الدقيقة والغليظة، أصيب بها بعد إضراب الأسرى عام 2004، أسفرت عن خضوعه لثماني عمليات استئصال وتنظيف للأمعاء. وكان الأطباء قد أخبروا أبو معيلق بأنه لا يوجد علاج للفيروس الذي يعاني منه، سوى مسلسل الاستئصال من الأمعاء، علماً أن الأسير محكوم بالسجن (22) عاماً وهو معتقل منذ عام 2001.
- الأسير محمد عادل داود (58 عامًا) من قلقيلية، معتقل منذ 34 عامًا، من الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاقية أوسلو، يعاني من مشاكل صحية مزمنة، ومؤخرًا خضع لعملية جراحية في الأمعاء، منذ عدة سنوات عانى من تدهور مستمر في وضعه الصحيّ والذي نتج بشكل أساس بسبب ظروف الاعتقال الطويلة والقاسية، عدا عن سياسة الإهمال الطبي التي طالت كافة الأسرى المرضى، حيث فقدَ الأسير داود معظم أسنانه، ويعتمد منذ سنوات على تناول الشوربات والسوائل، كما أنّه أصيب بالصدفية، وأصيب لاحقًا بمشاكل مزمنة في المعدة، وتم إجراء عملية جراحية له خلالها تم وضع شبكية في المعدة، وهو بحاجة لإجراء عملية جراحية جديدة. وهو محكوم بالسّجن المؤبد، وخلال سنوات اعتقاله فقدَ والديه، وحُرم غالبية أشقائه من زيارته لسنوات لذرائع أمنية.
- ويُعاني الأسير صوفان المحكوم بالسّجن المؤبد والقابع في سجن "عسقلان"، من مشاكل صحية عديدة، إضافة إلى إصابته بالسرطان، وعلى الرغم من المطالبات العديدة التي وجهها الأسير منذ سنوات لتوفير العلاج له ومعرفة التّشخيص النّهائي لما يعاني، إلا أنّه ومنذ سنوات لم يتلق أي استجابة لمطالبه، وهذا جزء من سلسلة طويلة من الشّواهد التي تؤكّد أنه تعرض لإهمال طبيّ ومماطلة متعمدة، وتعذيب نفسيّ من خلال تلاعب الأطباء في الإفصاح عن وضعه الصحيّ الحقيقيّ خلال السنوات الماضية حتّى اليوم.
صوفان يواجه وما يزال ظروفًا اعتقالية قاهرة منذ اعتقاله عام 2003، ومنها جريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء) التي تُشكل أبرز السّياسات الممنهجة التي أدت إلى استشهاد العشرات من الأسرى، عدا عن العزل الإنفراديّ الذي واجهه مرات عديدة، وساهم في تفاقم وضعه الصحيّ.
- الأسير إياد نظير عمر (40 عامًا) من مخيم جنين، أثبتت الفحوص الطبية ظهور ورم جديد لديه خلف إحدى أذنيه، بالإضافة إلى ضعف في رئته اليسرى، وأنّ وضعه الصحيّ في تفاقم مستمر. وهو معتقل منذ عام 2002، ومحكوم بالسّجن لمدة 24 عامًا، وخلال سنوات اعتقاله فقد والديه وحرمه الاحتلال من وداعهما، كما وحُرمت والدته من زيارته قبل وفاتها لمدة عشر سنوات.
- الأسير أحمد مناصرة، يعاني من وضع صحيّ ونفسي خطير، تعرض أحمد لجريمة مركبة منذ اعتقاله وهو في عمر الـ13، تتمثل بالتنكيل والتعذيب الممنهجين، والعزل الانفراديّ الذي يواجهه حتى اليوم، وعلى الرغم من الجهود القانونية المستمرة حتّى الآن إلا أن الاحتلال يواصل اعتقاله في ظروف اعتقالية خطيرة.
- الأسير أحمد معتقل منذ عام 2015، وهو محكوم بالسّجن لمدة تسع سنوات ونصف.