حققت صور الأميرين وليام وهاري واقفين بخفر جنبا إلى جنب في مراسم تشييع والدتهما انتشارا واسعا في أنحاء العالم، لكن بعد ربع قرن على وفاة الأميرة ديانا، بات الشقيقان متباعدَين وتفصل بينهما آلاف الكيلومترات.
وفيما وليام، الثاني في ترتيب خلافة العرش، تجاوز عتبة الأربعين عاما وبات يتولى المزيد من المسؤوليات، استغنى شقيقه الذي يصغره بثلاث سنوات، عن مسؤولياته في العائلة الملكية.
وذكرت صحيفة "ذي صن" أن التواصل بين الشقيقين شبه مقطوع منذ قرار هاري وقف التزاماته في العائلة الملكية عام 2020 وانتقاله مع زوجته ميغن وطفليهما آرتشي وليليبت للعيش في كاليفورنيا.
بعد وفاة والدتهما ديانا عام 1997 بحادث سيارة في باريس، أثار الشقيقان تعاطف الملايين في العالم من خلال لقطات مشيهما جنبا إلى جنب خلف نعشها ومقاومتهما الدموع أمام الكاميرات.
وكان وليام يبلغ حينها 15 عاما، وهاري 12 عاما.
وارتاد الشقيقان مدرسة إيتون الداخلية المرموقة، ثم اختار هاري التعليم العسكري، بينما ذهب وليام إلى الجامعة.
وتزوج وليام من كيت ميدلتون عام 2011 وأسّس عائلة، وهي فترة بدا خلالها الشقيقان قريبين بشكل خاص.
وقال المؤرخ والمؤلف إد أوينز "هذا النوع من العلاقات الأخوية المثالية التي روجا لها (...) ساهم بدرجة كبيرة في إعادة النظام الملكي إلى مساره الصحيح".
ويبدو أن زواج هاري من الممثلة الأميركية ميغن ماركل في عام 2018 أثّر على علاقتهما.
ففي عام 2019، قال هاري في مقابلة إنه وشقيقه يسيران "في طريقين مختلفين".
بعد ذلك بعام، أعلن هاري وميغن قرارهما الذي أثار ضجة كبيرة، بالتخلي عن أدوارهما القيادية داخل العائلة المالكة البريطانية، ثم غادرا البلاد.
وفي مقابلة متفجرة مع أوبرا وينفري في آذار/مارس 2021، قالت ميغن إن كيت جعلتها تبكي.
والأسوأ من ذلك، اتهم الزوجان العائلة الملكية بالعنصرية، متحدثين عن أسئلة طُرحت عليهما من فرد من العائلة الملكية لم يسمّياه بشأن لون البشرة المتوقع لطفلهما الذي لم يكن قد وُلد بعد، نظرا إلى أن ميغن خلاسية.
وأمام الكاميرات بعد فترة وجيزة، أكد وليام أنّ الأسرة الملكية "ليست عائلة عنصرية على الإطلاق".
"كتاب متفجر"
من بين النقاط المشتركة بينهما، يشترك وليام وهاري في النفور من الصحف الشعبية، بعد وفاة والدتهما جراء حادث سير وقع خلال مطاردتها من صيادي صور المشاهير في باريس.
وقال هاري في المقابلة مع أوبرا وينفري إنه غادر المملكة المتحدة لمنع "التاريخ من تكرار نفسه"، مقارنا معاملة ميغن من قبل الصحف البريطانية بتلك التي تلقتها في السابق والدته ديانا.
في تموز/يوليو 2021، التقى الشقيقان خلال مراسم إزاحة الستار عن تمثال لأمهما أمام قصر كنسينغتون، لكنهما بالكاد تحدثا مع بعضهما بعضا.
وخلال احتفالات اليوبيل البلاتيني للملكة إليزابيث الثانية (70 عاما) في حزيران/يونيو، جلس هاري ووليام بعيدا عن بعضهما خلال قداس في الكنيسة.
وبحسب صحيفة "ديلي تلغراف"، لم يحصل أي "تفاعل" بين الشقيقين.
من المتوقع أن يعود هاري وميغن إلى المملكة المتحدة في أيلول/سبتمبر، وسيقيمان في ويندسور، في دارة تابعة للملكة إليزابيث الثانية قرب منزل وليام الجديد.
لكن وفقا للصحافة البريطانية، لم يخطط الشقيقان لأي لقاء بينهما.
مع ذلك، يبدي المراسل السابق المتخصص في شؤون العائلة المالكة روبرت هاردمان اعتقاده بأن المصالحة ممكنة.
وقال هاردمان الذي ألف كتابا عن حياة الملكة إليزابيث الثانية، "من الواضح أنهما متباعدان لكنهما شقيقان في عائلة واحدة".
وأشاد "بالدور الكريم" الذي اضطلع به هاري وميغن خلال زيارتهما إلى المملكة المتحدة بمناسبة يوبيل الملكة، قائلا "يبدو لي أن الأمور تتحرك باتجاه إقامتهما بصورة شبه منتظمة في المملكة المتحدة".
لكنّ أي مصالحة ستعتمد على محتوى كتاب أسرار يعتزم هاري نشره بحلول نهاية العام، والذي تنتظره الصحافة بفارغ الصبر وسط تكهنات بشأن إمكان تضمنه تسوية حسابات بين الشقيقين ومعلومات تُكشف للمرة الأولى.
ويتوقع هاردمان أن "الكتاب سيكون متفجرا للغاية"، مضيفا "أتوقع منه أن يكون قاسيا للغاية مع وسائل الإعلام ومع دوائر العائلة الملكية".