ابتكر عدد من الشباب فكرة مشروع لإنتاج الوقود من البلاستيك المستخدم، في ظل الانتشار الكبير للبطالة، في منطقة القرم شمال قطاع غزة.
يقول أنس الكفارنة الذي يقود المشروع بالشراكة مع ثلاثة من زملائه إنه اختار منطقة بعيدة عن الأماكن السكنية، لتجنب إلحاق أي ضرر بالمجتمع المحيط به.
وأوضح الكفارنة (23 عاماً) في لقاء مع وكالة (APA) أن مراحل إنتاج الوقود تبدأ من جمع البلاستيك المستخدم، ثم تنظيفه من الشوائب ليصبح جاهزاً لعملية تحويله لوقود، من خلال حرقه لمدة تزيد عن 15 ساعة داخل التنك الخاص به.
وتابع "ينتج عن حرق البلاستيك كمية كبيرة من البخار، ويتم وضعه في شبكة مخصصة ليخرج منه سولار والبنزين والغاز".
وتحدث الكفارنة عن آلية العمل "يتم وضع البلاستيك بعد حرقة بماكينة خاصة تتراوح درجة الحرارة بداخلها من 200 إلى 350 درجة مئوية، فيتكثف قبل نزوله لشبكة التبريد ليخرج المنتج النهائي السولار والبنزين".
ووفقاً له، مراحل الإنتاج تبدأ بإخراج كمية من الشحمة الصناعية والغاز، ثم يتحول إلى بنزين في الساعات الأولى من الإنتاج، وأخيراً يُنتج السولار.
وذكر الكفارنة أن منتجات الوقود الناتجة عن البلاستيك يتم استخدامها للسفن والمركبات، والدراجات النارية، إلى جانب الاعتماد عليها بشكل كبير تشغيل المولدات الكهربائية".
ولفت إلى كثرة الإقبال على منتجات الوقود الناتجة عن البلاستيك، لتواضع سعرها مقارنة بسعر السولار والبنزين الذي يُباع في الأماكن المخصصة".
وأشار الكفارنة إلى أن وزن نصف طن من البلاستيك، ينتج 250 لتر من السولار أو البنزين، لافتاً إلى اختلاف كمية الإنتاج من يوم لآخر.
وبين الصعوبات التي تواجه عملهم، وأهمها تذبذب كميات البلاستيك اليومية، ما يجعل نسبة الربح غير مضمونة، بحسب المتوفر اليومي.
ونوه الكفارنة إلى تعاونهم مع عدد من المحلات المتخصصة في جمع وطحن البلاستيك، لتوفير الكميات الكافية لإنتاج الوقود.
واستدرك "يحتاج العمل إلى مجهود بدني كبير، خاصة أن المواد البلاستيكية يتم تحريكها من فترة لأخرى بداخل النار المشتعلة، قبل أن يتم تركها لمدة 15 ساعة".
وتطرق الكفارنة إلى معاناة عملهم في ظل الارتفاع الكبير بدرجات الحرارة "لكن لقمة العيش صعبة"، لافتاً إلى أن فصل الشتاء يعيق عملهم خاصة في المنخفضات الجوية.
وختم حديثه "إعادة تدوير البلاستيك لإنتاج الوقود، يفيد البيئة المحيطة بالتخلص من كميات ضخمة من النفايات، ليتم استخدمها كمصدر رزق لعدد من العائلات".
