فشل جلسة الحوار مع إدارة السجون الإسرائيلية في هداريم

سجن هداريم.jpg

أفاد مكتب إعلام الأسرى، مساء الاثنين، عن فشل جلسة الحوار مع إدارة السجون الإسرائيلية في سجن هداريم ، حيث قرر الأسرى إغلاق جميع الأقسام غدا والاستعداد للإضراب المفتوح عن الطعام.

 وقال مدير مكتب إعلام الأسرى أحمد القدرة في حديث إذاعي حول فشل جلسة الحوار مع إدارة السجون في هداريم:" هناك ضغط حقيقي تتعرض له إدارة السجون لتبحث عن حلول ومخارج للأزمة التي وقعت فيها."

وأضاف " هذه جولة من الحوار لم يصل فيها الأسرى مع إدارة السجون لحلول مُرضية (..) الأسرى الآن في حالة حل للتنظيمات، ويوم غدٍ سيتم إغلاق جميع الأقسام في تصعيد للإجراءات بشكل تدريجي ما قبل الوصول للإضراب عن الطعام."

وأوضح القدرة بأن جميع المؤسسات العاملة تكثف من فعالياتها، وغدا سيكون مؤتمراً صحفياً ستوصل فيه الحركة الأسيرة رسالتها لأبناء شعبنا الفلسطيني، ولتضعهم بآخر التطورات داخل السجون، وعلى الجميع تحمل مسؤولياته.

وقال "يجب مساندة الأسرى بكل الوسائل والضغط على هذا المحتل حتى لا يصل الأسرى للإضراب الذي سيفجر الأوضاع."

وذكر نادي الأسير الفلسطيني بأن قوات القمع التابعة لإدارة السجون، ما تسمى بوحدات "الدرور" اقتحمت صباح اليوم غرفتين للأسرى في قسم (2) في سجن "مجدو". ونكّلت بهم وأجرت عمليات تفتيش واسعة، كما أن حالة من التوتر تسود السجن حتى الآن.

وأكد نادي الأسير، أن هذا الاقتحام يأتي في إطار عمليات التصعيد الممنهجة والعدوان الشامل الذي تنفذه إدارة السجون بحق أسرانا، الذين يواصلون خطواتهم النضالية، ويستعدون لخطوة الإضراب عن الطعام بعد يومين، في حال استمرت إدارة السجون على موقفها الراهن.

وأكّد نادي الأسير في وقت سابق من اليوم، أنّ الأسرى يواصلون خطواتهم النضاليّة التي استأنفوها منذ تسعة أيام، فمنذ صباح اليوم نفّذوا خطوة ارتداء الزي البنيّ وهو زي إدارة السّجون (الشاباص) طوال اليوم، وعند الخروج إلى ساحات السّجون، وكذلك عند قيام إدارة السّجون بإجراء "العدد"، وذلك في إشارة إلى استعدادهم للمواجهة المباشرة، وتصاعدها.

وبين نادي الأسير، أن هذه الخطوة ينفّذها الأسرى إلى جانب امتناعهم عن الخروج إلى ما يسمى "بالفحص الأمني"، وكذلك إرجاع وجبات الطعام، حيث تندرج هذه الخطوات ضمن مسار (العصيان والتّمرد) على قوانين إدارة السّجون، على أن تنتهي بإضراب الأسرى عن الطعام في الأول من أيلول المقبل أي بعد يومين، وذلك في حال استمرت إدارة السجون على موقفها الحالي.

وبيّن نادي الأسير أن إدارة السّجون حتّى هذه اللحظة تواصل تعنتها وترفض الاستجابة لمطالب الأسرى، وأبرزها التراجع عن جملة من الإجراءات التنكيلية، والتي كانت قد تراجعت عنها في شهر آذار الماضي، وتنصلت مؤخرًا من موقفها ومن "التفاهمات" التي تمت في حينه، مما أجبر الأسرى على استئناف خطواتهم.
وكان الأسرى يوم أمس قد حلّوا الهيئات التنظيمية، كخطوة تضع إدارة السّجون في حالة من الضغط، كما وتفرض هذه الخطوة حالة من الفوضى المنظمة، وتنهي  شكل العلاقة القائمة بين الأسرى وإدارة السجون والتي تحتكم إلى طبيعة الحياة الاعتقالية.

وأكد الأسرى في بيانهم الثالث عبر لجنة طوارئ العليا للحركة الأسيرة الذي صدر عنها مؤخرًا. 

-   "نحن ندخل مرحلةً جديدة من مراحل المواجهة مع السجان، وذلك عبر الإعلان رسميًّا في كافة السجون عن حل التنظيم في خطوة تمرد على السجان وقراراته بأعلى درجاته كمرحلة أخيرة قبل الشروع في الإضراب المفتوح عن الطعام، والذي تم تحديد موعده من قبل لجنة الطوارئ الوطنية العليا للحركة الوطنية الأسيرة"

-    "وسيتم الشروع في الإضراب المفتوح عن الطعام في دفعته الأولى والمكونة من 1000 أسير يوم الخميس 1/9/2022م، والذي سيتم رفده بأفواج أخرى وفق آلية متفق عليها ومنظمة من قبل لجنة الطوارئ"

أسباب المعركة الراهنة التي يخوضها الأسرى:

- في شهر شباط/ فبراير من العام الجاري، قرر الأسرى الشروع في سلسلة خطوات نضالية، بعد جملة من الإجراءات التّنكيلية التي أعلنت عنها إدارة السّجون بعد شهر أيلول العام الماضي، أي بعد تاريخ عملية "نفق الحرية"، وكان أبرز هذه الإجراءات تغيير نظام "الفورة" أي الخروج إلى ساحة السّجن، والتضييق على الأسرى من ذوي الأحكام العالية، وتحديدًا المؤبدات.

- ‏ وفعليًا إنّ جزءًا من هذه الإجراءات كانت قائمة بالأساس بمستوى معين، والتي ارتبطت أساسًا خلال السنوات القليلة الماضية، بما أقرّته لجنة "أردان" عام 2018 من إجراءات تنكيلية للتضييق على الأسرى.

- ‏ونفّذ الأسرى على مدار هذه الفترة سلسلة من الخطوات النضالية بلغت ذروتها بعد شهر أيلول العام الماضي، مع تضاعف الهجمة بحقّهم، وبعد خطواتهم التي استمرت نحو شهرين منذ بداية شهر شباط حتى 24 آذار، وفي هذا التاريخ، علّق الأسرى خطواتهم قبل يوم من الموعد الذي كان محددًا للشروع بإضراب مفتوح عن الطعام وهو ال 25 من آذار الماضي، بقرار من لجنة الطوارئ العليا للأسرى التي شُكّلت باسم كافة الفصائل، بعد اتفاق تم بين الأسرى وإدارة السجون، والذي جاء نتاج لجلسات "حوار" شاقة جرت على مدار شهرين، إلى جانب خطواتهم النضالية.

- ‏ومؤخرًا عادت إدارة السّجون التلويح ببعض الإجراءات ومضاعفة بعضها، الأمر الذي فرض على الأسرى حتمية استئناف المواجهة من جديد عبر تفعيل خطواتهم النضالية، والتي قد تنتهي مطلع أيلول القادم بإضراب عن الطعام بمشاركة كافة الفصائل في السّجون.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة