ولا بد للقيد أن ينكسر

بقلم: أحمد إبراهيم

خليل عواودة.jpg
  • أحمد إبراهيم

عقب الاتفاق الذي توصل إليه الأسير الفلسطيني خليل عواودة يخوض اليوم الخميس، نحو 1000 أسير فلسطيني من كافة الفصائل الفلسطينية في جميع المعتقلات الإسرائيلية إضراباً مفتوحاً عن الطعام، تحت شعار "موحّدون في مواجهة السجّان"، وبذلك تكون الحركة الأسيرة سجّلت 26 إضراباً جماعياً في تاريخها منذ العام 1967، خلالها شاركت الأسيرات مشاركة فاعلة إلى جانب الأسرى في معظم الإضرابات.
ويأتي الإضراب الجماعي اليوم بعدما وصلت خطواتهم النضالية الاحتجاجية منذ 22 أغسطس/ آب الماضي، إلى طريق مسدود مع إدارة المعتقلات في الاحتلال التي تصرّ على التنكيل بالأسرى والمسّ بحقوقهم الجوهرية في الحياة. وسبق إضراب اليوم حل الهيئات التنظيمية في سجون الاحتلال الإسرائيلي، الأحد الماضي، تلاها الامتناع عن الخروج إلى ما يسمى بـ"الفحص الأمني"، وإرجاع وجبات الطعام، بالإضافة إلى ارتداء الزي البني (الشاباص)، وإغلاق الأقسام.
عموما فإن الموقف بالنسبة لأسرانا البواسل بات دقيقا ، واعتقد أن قضيتهم النضالية باتت بالفعل حديث الساعة بالكثير من الأوساط ، الأمر الذي يزيد من دقة المشهد السياسي العام الأن بالنسبة لقضية الأسرى. في نفس الإطار اعتقادي الشخصي أن هناك حربا نفسية شرسة تشنها إسرائيل ضد الأسرى ، وهي الحرب التي انطلقت صباح اليوم مع الخطاب الذي تشره أوفير جندلمان والذي وقعه الأسير خليل عواودة والذي يتعهد فيه بعدم العودة إلى ممارسة العنف ضد إسرائيل.
وتوقفت كثيرا مع استخدام مصطلح الإرهاب أو العنف في هذا الخطاب وموافقة وتوقيع عواودة عليه ، غير أن عواودة كان على شفا الموت ، وتعاطيه مع هذا الأمر مثل فرضا عليه للنجاه من الموت بالنهاية ، ومن هنا اعتقد أن قضية الأسرى تتصاعد بل وتتفاعل ووصلت إلى مرحلة في منتهى الدقة سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي ، وهو ما يفرض على السلطة طرح هذه القضية ومناقشتها جديا بالمؤسسات الدولية.
غير أن الواضح الآن هو غياب وجود آلية للاشراف الدولي على أسرانا البواسل في المعتقلات الإسرائيلية ، وهو أمر بات لافتا في ظل تعاظم المشاكل والأزمات التي يعانيها أسرانا بالسجون ، ولا شك أن المرحلة المقبلة تقضي بضرورة وضع أزمات الأسرى على مائدة المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية لمناقشة هذه القضية الدقيقة.
لقد طالعت اليوم صحيفة إسرائيل اليوم التي ستنشر غدا وفي عددها الإسبوعي تفاصيل ما أسمته بالجهود الدبلوماسية الفلسطينية من أجل إقناع أكثر من طرف دولي بحصول فلسطين على موقع "دولة" بالأمم المتحدة ، وهي جهود عزيمة وتحمد للخارجية الفلسطينية ، غير أننا يجب أيضا أن نضع قضية اسرانا في مصاف الملفات الدولية في نقاشنا مع دول العالم ، وهي ليست قضية فلسطين بقدر ما هي قضية الإنسانية والظلم الذي يعيشه أولادنا في النهاية بالمعتقلات.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت