استطاعت الفلسطينية سعدة المجدلاوي، أن تحقق نجاحاً كبيراً في مشروعها الأول من نوعه بقطاع غزة في زراعة نبات الستيفيا وتحويله لمنتج سائل، في رفح جنوبي القطاع.
بداخل أرض زراعية، حولت المجدلاوي مشروع جامعي إلى ريادي برفقة عدد من طالباتها، يتمثل في استخلاص السكر المحلى من نبات "الستيفيا" المُعمِر، كبديل عن السكر الطبيعي.
تقول المجدلاوي في لقاء مع وكالة (APA) بدأت هذا المشروع برفقة إحدى طالباتي بالجامعة، بعد أن قررنا تجسيد مشروع جامعي في قسم الهندسة الزراعية بجامعة الأزهر، إلى مشروع ريادي يعملن بداخله عدد من الخريجات.
وتابعت أن هذا المنتج الأول في فلسطين، الذي يتم تصنيعه بشكل كامل بدءً من زراعته حتى المخرج الأخير لعبوات الستيفيا.
وأضافت المجدلاوي "أن هذا المشروع يهدف للاهتمام بالنباتات الاقتصادية، مثل نبات الستيفيا بتقنية زراعة الأنسجة".
وأوضحت أن عملية إكثار نبات الستيفيا بدأ بعد استيراده للمرة الأولى الذي يمتاز بالمادة الفعالية المحلية بنسبة كبيرة جداً، والخالية من طعم المرار.
وتطرقت المجدلاوي إلى أن نبات الستيفيا تم استيراده من مصر، لإكثاره بتقنية زراعة الأنسجة، للحصول على أعداد كبيرة من هذا النبات داخل قطاع غزة، من خلال زراعته داخل دفيئة واستخلاصه من الأوراق الجافة لتتم تعبئتها في عبوات خاص بالمنتج.
وذكرت أن حجم عبوة الستيفيا السائلة 10م، وهي ذات غلاف متطور وسلس، لتكون سهلة التداول والتوزيع على كافة نقاط البيع في قطاع غزة.
وبينت المجدلاوي أن أهم ما يميز نبات الستيفيا، احتوائه على محليات غير سكرية، آمنة لمرضى السكري والحميات الغذائية، إضافة لاحتوائها على العديد من مضادات الأكسدة التي تعزز جهاز المناعة.
ولفتت إلى أن الستيفيا تعتبر البديل الآمن عن السكر الأبيض، حيث صُنِف الأخير على أنه مسبب الوفاة الرابع على مستوى فلسطين، لمخاطر كثرته.
وأشارت المجدلاوي إلى تعدد استخدام منتج الستيفيا، في تحلية المشروبات الساخنة والباردة، إضافة لإمكانية استخدامه في إعداد الحلويات، لتكون أكثر صحية.
ونوهت إلى أن منتج الستيفيا تم الإشراف عليه من قبل الجهات المختصة خلال فحصه داخل المختبرات العلمية، مشيرة لترخيصه من قبل وزاتي الاقتصاد والصحة في قطاع غزة.
وكشفت المدرّسة "المجدلاوي" عن ابتكارها تصميما لجهاز "استخلاص" عصارة نبات "الستيفيا"، وتم تصنيعه واستخدامه محليًا، بثمن 1500 دولار، كبديل عن المستورد الذي يصل ثمنه لقرابة "10 آلاف دولار".
واستدركت أن الجهاز "يستوعب 1 كجم من النبات، بدل 100جرام، ويزيد كمية الاستخلاص عشرة أضعاف، بحيث تنتج الكيلو جرام حوالي 1000 عبوة".
ويستخدم مستخلص "الستيفيا"، مرضى السكري والضغط، والسمنة الزائدة؛ كونه يعادل في حلاوته 30 ضعف السكر الطبيعي؛ لكنها لا تؤثر صحياً على تلك الفئات؛ كما أن سعراته الحرارية قليلة جدًا، ولا يؤذي الأسنان.
ويكون المستخلص على شكل مادة سائلة خالية من الجليكوز، تضع في عبوات صغيرة، وتباع في الصيدليات.