- أحمد إبراهيم
أتابع عن كثب ما يجري في سوريا ، وعقب الاعتداءات الخطيرة التي ألمت بسوريا تداولت بعض من منصات التواصل الاجتماعي معلومات تشير إلى أن إيران طالبت ميليشياتها في سوريا بوقف أي نشاط عسكري في ظل تواصل هذه الضربات. وأشارت هذه التقارير إلى أن هذه الميليشيات أزالت جميع الصواريخ التي كانت تستهدف القواعد الأمريكية في شرق سوريا. والحاصل فإني أعتقد أن كل هذه الإجراءات تمت بسبب المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران ، حيث ترغب طهران على التهدئة الآن وعدم التصعيد قبيل التوقيع على الاتفاق النووي المقبل مع القوى الدولية.
اللافت ان كل هذا يأتي في ذروة الحديث عن الزيارة التي يقوم بها رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد"، ديفيد برنيع اليوم إلى الولايات المتحدة ، وهي الزيارة التي سيكون الهدف منها هو إجراء مباحثات أمنية حول الاتفاق النووي الإيراني، وسط ما يبدو أنه تحوّل في موقف تل أبيب، لجهة السعي للتأثير على بنود الاتفاق وشروطه.
وقد أثار برنيع قبل أسبوعين توتراً مع الولايات المتحدة وإدارة الرئيس جو بايدن، عندما أعلن في لقاء له مع وسائل إعلام أجنبية في إسرائيل، أن الاتفاق النووي المتبلور مع إيران هو "كارثة استراتيجية" بالنسبة لإسرائيل.
وأصدر ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية، يئير لبيد، توضيحاً أشار فيه إلى أنه فوجئ بتصريحات رئيس "الموساد"، الذي كان قد تعهّد قبل عدة أشهر، وبشكل شخصي، أنه سيمنع إيران من تطوير سلاح نووي. وأمس كرر لبيد في جلسة الحكومة الأسبوعية تصريحات تؤكد معارضة الاحتلال الإسرائيلي للاتفاق النووي الجاري بلورته، إلا أنه أشار إلى أن حكومته لن "تكسر القواعد" في تعاملها مع الولايات المتحدة وإدارة بايدن.
وقال لبيد في تصريحاته، أمس، إن زيارة برنيع إلى الولايات المتحدة هي جزء "من المعركة المكثفة والحثيثة التي تهدف لمنع التوقيع على اتفاق نووي خطير بين إيران والدول العظمى".
عموما بات من الواضح تماما أن هناك تباينا إسرائيليا بشأن هذا الاتفاق ،وهو التباين الذي يتصاعد ويتزايد بلا توقف ، بالإضافة إل نقطة مركزية أخرى تشير إلى أن إسرائيل باتت الآن تتعامل مع الاتفاق النووي كحقيقة واقعة ، وهو التعامل الذي بات واضحا من خلال الكثير من الخطوات التي تتخذها إسرائيل.
عموما فإن العالم الآن بات أمام حقيقة واقعة وهي أن التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني بات قريبا ، الأمر الذي يزيد من دقة المشهد السياسي سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي على حد سواء.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت