استنكرت شبكة الجزيرة تنصل جيش الاحتلال الإسرائيلي من مسؤوليته عن اغتيال شيرين أبو عاقلة.
كما استنكرن شبكة الجزيرة الإعلامية عدم اعتراف جيش الاحتلال الإسرائيلي الصريح بجريمته ومحاولته التملص من ملاحقة الجناة
وطالبت شبكة الجزيرة أن تتولى جهة دولية مستقلة التحقيق في جريمة اغتيال شيرين أبو عاقلة لإقرار العدالة.
وقال شبكة الجزيرة: "الاعتراف الإسرائيلي الضمني المتردد يراد به التنصل من المسؤولية الجنائية عن قتل شيرين أبو عاقلة".
واعترف مسؤول كبير في الجيش الإسرائيلي بأن ثمة احتمالا كبيرا جدا -بحسب قوله- بأن تكون الزميلة الصحفية في قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة قتلت برصاص أطلقه جندي عن طريق الخطأ. في حين رفضت عائلة الشهيدة نتائج التحقيق الإسرائيلي، مطالبة بإجراء "تحقيق شامل من قبل المحكمة الجنائية الدولية".
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي -في إحاطة مغلقة للصحفيين الأجانب عن النتائج النهائية للتحقيقات التي أجراها بشأن اغتيال شيرين خلال تغطيتها عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم جنين- إن "هناك احتمالا أكبر بأن تكون أبو عاقلة أصيبت عن طريق الخطأ بنيران جندي إسرائيلي كان يستهدف مشتبها فيهم من المسلحين الفلسطينيين، ولم يتعرف عليها كصحفية".
وعبّر الضابط عن "أسف" الجندي الذي أطلق النار على أبو عاقلة، وقال "أنا آسف لذلك أيضا"، واستدرك أن الجندي "لم يفعل ذلك عن قصد، هذا واضح تماما".
وكرر المسؤول العسكري الرواية السابقة بشأن وقوع اشتباكات مسلحة في الموقع، ووجود مسلحين فلسطينيين قاموا بإطلاق النار وعبوات ناسفة باتجاه الجنود من مواقع مختلفة.
وأبقى الجيش على روايته السابقة بأنه لا يمكن الجزم بشكل قاطع بشأن مصدر إطلاق النار، وقد تكون شيرين قُتلت برصاص المسلحين، حيث تم تحديد الموقع الذي أطلقت منه النيران لكن بالإضافة إلى العربات العسكرية وُجد أيضا مسلحون فلسطينيون، بحسب ادعائه.
وأكد المسؤول العسكري أن النيابة العسكرية لم تجد بعد اطلاعها على مواد التحقيق أي اشتباه في ارتكاب مخالفة جنائية يبرر فتح تحقيق جنائي لدى الشرطة العسكرية.
وقال موقع أكسيوس الأميركي الإخباري -نقلا عمن وصفهم بمسؤولين إسرائيليين كبار- إن إسرائيل أبلغت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن مسبقًا بالاستنتاجات، وأوضح أن السفير الإسرائيلي في واشنطن مايك هرتسوغ أطلع أمس الأحد مسؤولي وزارة الخارجية على نتائج التحقيق، في حين أطلعت وزارة الدفاع الإسرائيلية السفير الأميركي لدى إسرائيل توم نيديس.
من جهتها، رفضت عائلة الزميلة شيرين أبو عاقلة -في بيان- نتائج التحقيق الإسرائيلي، وقالت "لم نتفاجأ برفض إسرائيل تحمل مسؤولياتها عن اغتيال شيرين، وهذا يؤكد أن مجرمي الحرب الإسرائيليين لا يمكنهم التحقيق في جرائمهم".
وقالت إن الحكومة والجيش الإسرائيليين "أصدرا اليوم بيانا حاولا فيه التعتيم على الحقيقة وتجنب المسؤولية عن مقتل شيرين أبو عاقلة، عمتنا، وشقيقتنا، وأفضل صديقة، والصحفية، والأميركية الفلسطينية".
وأضافت "عرفنا منذ أكثر من 4 أشهر أن جنديا إسرائيليا أطلق النار على شيرين وقتلها، وهو ما توصلت إليه تحقيقات لا حصر لها أجرتها سي إن إن، ووكالة أسوشيتد برس، ونيويورك تايمز، والجزيرة، و(منظمة) الحق (الحقوقية الفلسطينية) و(منظمة) بتسيلم (الحقوقية الإسرائيلية)، والأمم المتحدة، وغيرها".
وكان تحقيق للجزيرة كشف عن تطابق بين الرصاصة التي قتلت الزميلة شيرين وما تستخدمه قوات الاحتلال الإسرائيلي، وهو الأمر ذاته الذي توصلت إليه منظمات صحفية وحقوقية ودولية عديدة.
وأكدت عائلة الشهيدة شيرين أنها ستواصل "مطالبة أعضاء الكونغرس الأميركي ومنظمات المجتمع المدني بالضغط على بايدن لمتابعة القضية وإجراء تحقيق شامل، بما في ذلك التوجه لمحكمة الجنايات الدولية"، وأضافت "ما زلنا نطالب بتحقيق أميركي شامل ومستقل وذي مصداقية، وهذا الحد الأدنى المطلوب من الإدارة الأميركية".
من جهتها، قالت الرئاسة الفلسطينية -على لسان الناطق باسمها نبيل أبو ردينة- إن التقرير الإسرائيلي حول استشهاد الصحفية شيرين أبو عاقلة محاولة جديدة للتهرب من مسؤولية قتلها.
وقال أبو ردينة إن "كل الدلائل والوقائع والتحقيقات التي أجريت تثبت أن إسرائيل هي الجاني، وهي التي قتلت شيرين، وعليها أن تتحمل مسؤولية جريمتها".
وأوضح أن القيادة الفلسطينية ستواصل متابعة ملف استشهاد شيرين أبو عاقلة مع كافة الجهات الدولية ذات العلاقة، وعلى رأسها محكمة الجنايات الدولية، مشيرا إلى أنه "لن يتم السماح لإسرائيل بالإفلات من العقاب على جرائمها المستمرة ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته الإسلامية والمسيحية".