نظمت مؤسسة مهجة القدس للشهداء والأسرى والجرحى يوم الثلاثاء حفل إشهار كتاب (كاريكاتير: نفق جلبوع، الطريق إلى القدس)، وذلك في قاعة فندق سيتي ستار بمدينة غزة، بحضور العشرات من قادة فصائل العمل الوطني والإسلامي وممثلي الهيئات الوطنية والشعبية المختلفة والمؤسسات العاملة في رحاب الأسرى.
وتناول الكتاب الذي يتكون من أكثر من 180 صفحة ضمت بين طياتها (309) رسمًا كاريكاتيرًا رسمت الصورة الحقيقية للأبطال وللنفق وللواجب والإمكان، وحملت من الدلالات ما تعجز عنه الكتب واللقاءات والمقالات.
من جانبه قال: د. جميل عليان مسئول ملف الشهداء والأسرى والجرحى في حركة الجهاد الإسلامي في الكلمة الافتتاحية: "إن هذا الحفل يأتي في الذكرى السنوية الأولى لعملية نفق الحرية الذي حطم فيه ستة من الأسرى جبروت المنظومة الأمنية الصهيونية".
وأشار عليان إلى: "أن أسرانا محمود عارضة ومحمد عارضة ويعقوب غوادرة، وأيهم كمامجي، وزكريا الزبيدي، ومناضل انفيعات، أكدوا لنا أن هذه المعادلة ليست معادلة حتمية؛ إنما معادلة الإرادة ومعادلة القوة، ومعادلة الحق هي التي تثبت وتحقق الانتصار".
وبين عليان أن: "هؤلاء الأسرى وهذا الحدث الكبير وضع القضية الفلسطينية، المظلومية الفلسطينية، الهدف الفلسطيني على طاولة العالم الظالم المتبلد، وحرك مشاعر كبيرة، رأيناها من أمريكا حتى أسيا، بالتأكيد نحن أمام حدث كبير جدًا، جلبوع ليس حدثًا عاديًا، الأسرى ليسوا رقمًا عاديًا، من يعتقد أن الأسرى رقمًا في معادلة الصراع فبئس هذه الاعتقاد، الأسرى هم المحرك، القادة، وكلنا يذكر معظم شهداء الضفة الغربية من جميل عموري وحتى الآن هم أسرى محررون، تعلموا الثورة، الإصرار، الحركة الدائمة ضد هذا العدو من خلال المعتقلات".
وأضاف عليان: "الفلسطينيون والأسرى تحديدًا لم يقاتلوا ولم يناضلوا من أجل فلسطين فقط وإنما لحماية الأمة العربية والإسلامية، ويجب أن يكون هناك دورًا للأمة العربية والإسلامية في نصرة الأسرى، هناك كثير من عوامل القوة في المنطقة".
وأوضح د. عليان بأن الفلسطينيين أينما خاضوا حربًا ومعركة انتصروا فيها، ففي سيف القدس ووحدة الساحات كانت لها الغلبة، وفي السجون انتصر الأسرى على سجانهم بانتزاع مطالبهم وحقوقهم.
في ذات السياق قال القيادي في حركة حماس د. إسماعيل رضوان في كلمته نيابة عن القوى الوطنية والإسلامية: "إن العدو جرب كل الوسائل في ثني أبناء شعبنا من قتل أو اعتقال أو إبعاد ظنًا منه أن يكسر شوكة شعبنا ومقاومته، ونحن إذ نحتفل بذكرى كسر هيبة إسرائيل في سجن جلبوع، نوجه التحية للأبطال الستة أبطال عملية نفق جلبوع، الذين صنعوا مجدًا ووجهوا ضربة قاسية قاصمة للمنظومة الأمنية، والتي أكدوا فيها أنهم لم يتوقفوا عن المواجهة والمقاومة حتى داخل أسوار السجن".
وأضاف رضوان: "إن هذا الكتاب يعبر فيه الفنانون برسوماتهم ليدللوا على هذه العملية التي وجهت ضربة للمنظومة الأمنية العسكرية، وصلابة إرادة الأبطال الستة الذين لم يعرفوا المستحيل، حيث عبرت عن استمرار المقاومة وانتصار الأسرى وقوة إرادتهم، وأن قضية الأسرى على سلم أولويات المقاومة".
وفي ختام كلمته ترحم رضوان على أرواح الشهداء القادة تيسير الجعبري وخالد منصور وزياد المدلل، وقال: "نحن اليوم نقف لنشهر هذا الكتاب على طريق التحرير، فالقدس لأجلها أُسر الأبطال واستشهدوا، ونقول للعدو بأننا نقدم أرواحنا وأغلى ما نملك لأجل الدفاع عن القدس وأقصانا".
من جهتها تحدثت فنانة الكاريكاتير أمية جحا في كلمة عن رسامي وفناني الكاريكاتير: "الأسرى الستة قلبوا بملعقة المنظومة العسكرية الصهيونية، التي أصبحوا بها محط اهتمام وإلهام للشعراء والكتاب والفنانين، التي هي كرامة ربانية لا تعطى إلا للمخلصين".
وأكدت جحا أن رسامي الكاريكاتير كانوا المدافع الأول عن قضية الأسرى ونقل معاناتهم، في كافة مناسباتهم، وقد أصبح لهذا الفن انتشارًا محليًا ودوليًا، وهو بديل منافس للصحافة الورقية.
واعتبرت جحا الكاريكاتير فن إنساني يدافع عن قضايا شعبنا، ومن وسائل المقاومة ضد الاحتلال فالريشة المُقاوِمَة لها أثر أقوى من الرصاصة.
مشيرة بأن هذا العمل يفتح الدعوى للاهتمام بفن الكاريكاتير وأرشفته الذي يقف رديفًا ودافعًا للنضال والكفاح المُسلح.
في ختام الحفل كرمت مؤسسة مهجة القدس أبطال عملية نفق جلبوع، أنابت عنهم الأخت هدى العارضة شقيقة الأسير القائد محمود العارضة.