ذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية، يوم الأربعاء، بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، سيعقد، غدا الخميس، جلسة مداولات موسعة مع قادة الأجهزة الأمنية لتقييم الوضع في السلطة الفلسطينية، على خلفية "تراجع مكانتها" والتباحث حول "وسائل غايتها المساعدة لتعزيز قوتها".
ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن "إسرائيل تستند في هذه الأثناء إلى حقيقة أن قوات الأمن نجحت حتى الآن في لجم تسلل نسبي للإرهاب والجريمة إلى داخل إسرائيل، على خلفية التدهور الحالي في الضفة الغربية".كما قال
وعمليا، تريد إسرائيل أن تعمل السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية في خدمة الاحتلال وحماية قواته ومستوطنيه، في الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل سياساتها بالسيطرة على أراضي الفلسطينيين ورفض إجراء محادثات سياسية وتوسيع الاستيطان وترسيخ الحكم العسكري. وتوحي هذه المداولات وتصريحات المسؤولين الإسرائيليين في الموضوع بتراجع التنسيق الأمني، خاصة في منطقتي نابلس وجنين.
وقال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، أول من أمس، إن "عدم قدرة أجهزة الأمن الفلسطينية على الحكم في مناطق معينة في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) يشكل أرضا خصبة لنمو الإرهاب". وعقب المصدر السياسي الذي تحدث للصحيفة على ذلك بالقول إن "كوخافي مُحق بصورة عامة". وبحسب كوخافي، فإنه منذ بدء حملة الاعتقالات في الضفة، في آذار/مارس الماضي، التي يطلق جيش الاحتلال عليها تسمية "كاسر الأمواج"، تم اعتقال حوالي 1500 فلسطيني وإحباط مئات العمليات.
واعتبر المصدر أنه "توجد مشكلة بنيوية في التوتر" في الضفة الغربية، وأنها تنبع من ضعف السلطة الفلسطينية بشكل كبير جدا في شمال الضفة، "وسيطرتهم الميدانية ضئيلة في أماكن مثل جنين ونابلس".
وبحسب المصدر نفسه، فإن الخلفية للوضع الحالي تنبع من "تقوض مكانة" الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ومن "تراجع طبيعي" في أداء قوات الأمن الفلسطينية، "وكلا الأمرين يقودان إلى فقدان السيطرة الميدانية".
وتابع المصدر أنه "تجري مداولات كثيرة في الجانب الإسرائيلي حول كيف بالإمكان مساعدتهم في إعادة استقرار مكانتهم مجددا. وتوجد أفكار، لكن مدى تأثيرها ليس مؤكدا. ورغم ذلك، نحن نحاول مساعدتهم بكافة الطرق والأدوات".
وأشارت الصحيفة إلى أن "تعميق المساعدات الاقتصادية لرام الله" هو الأداة المركزية تستخدمها الحكومة الإسرائيلية الحالية منذ تشكيلها، وذلك بواسطة زيادة عدد تصاريح العمل للفلسطينيين في إسرائيل، إلى جانب "ضخ مساعدات اقتصادية للسلطة من مصادر مختلفة".
وأضافت الصحيفة أنه خلال مداولات أجرتها الحكومة الإسرائيلية، في الأسابيع الأخيرة، تمت دراسة مجموعة اقتراحات "تهدف إلى المساعدة في تعزيز السلطة"، إلا أن مصادر سياسية شاركت في هذه المداولات "واجهت صعوبة في التأكيد على ما إذا سيكون لهذه الاقتراحات تأثير حقيقي على الوضع الميداني"، وسيطرح هذا الموضوع في المداولات التي ستجري غدا.
ونقلت الصحيفة عن ضابط كبير في الجيش الإسرائيلي قوله لصحافيين، أول من أمس، إن قوات الاحتلال تعمل في عدة مدن في الضفة بادعاء أن أجهزة الأمن الفلسطينية لا تنشط فيها. وأشار إلى أن أكثر من 80 فلسطينيا استشهدوا بنيران قوات الاحتلال، وقال إن "هذه السنة كانت عنيفة جدا. وعدد القتلى يؤثر ميدانيا".